كتب الصحفي الباكستاني حامد مير في مقال له بصحيفة واشنطن بوست (Washington Post) أن رئيس وزراء باكستان الـ19 عمران خان أغرق البلاد في أزمة دستورية غير مسبوقة عندما قرر حل البرلمان لمواجهة تصويت برلماني لحجب الثقة كان من المحتمل أن يطيح به من منصبه.

وأشار مير إلى أن أسلاف خان الـ18 فشلوا في استكمال فترات حكمهم الخمسية، وأقال الجيش أو المحاكم معظمهم، ووصف هذه الأزمة الجديدة بأنها من صنع خان بالكامل.

ومع ذلك، يعتقد الكاتب أنه على الرغم من محاولات خان تخريب الإجراءات الدستورية فإن المؤسسات الديمقراطية في البلاد سوف تسود، إذ تدرس المحكمة العليا حل المأزق الذي أوجده خان، مضيفا أن لدى القضاة فرصة كبيرة لإظهار أن سيادة القانون وسيادة الدستور تقدمان أفضل حل لمشاكل البلاد.

وأشار مير إلى أن مؤسسة الجيش الباكستاني أظهرت استعدادها للتنحي جانبا وترك السياسيين يحلون مشاكلهم عبر البرلمان والمحاكم، واعتبر أن الوصول إلى نتيجة إيجابية سيمثل دفعة هائلة لتطوير الديمقراطية في باكستان.

ويرى أن الطريق الذي أوصل البلاد إلى هذه النقطة مليء بالمنعطفات والمطبات، لكن النقطة الأساسية واضحة وهي أن قادة المعارضة -مثل آصف علي زرداري ونواز شريف- خلصوا إلى أن خان بدأ يشكل تهديدا للنظام السياسي بأكمله، وشاهدوا باستياء متزايد خان -الذي يوصف أحيانا بـ”ترامب الباكستاني”- وهو يناور للبقاء في السلطة على الرغم من سوء إدارته للاقتصاد وشهيته للمواجهة السياسية وجهوده لتحويل السياسة الخارجية لباكستان بعيدا عن الولايات المتحدة ونحو القوى الاستبدادية كما ظهر في تبنيه أفكار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت غير مناسب مع غزو روسيا لأوكرانيا.

عندما أعلنت المعارضة المشتركة عن اقتراح بحجب الثقة عنه اتهم خان خصومه بالمشاركة في مؤامرة خارجية، واللافت للنظر أن العديد من أعضاء حزبه في البرلمان والحلفاء السياسيين رفضوا تصديقه، وبدلا من ذلك ثاروا واتهموه بالفساد

وأشار الكاتب إلى أن زرداري وشريف بدآ يعتقدان أن خان كان يسعى لخطة كبيرة تتمثل بتغيير النظام السياسي في باكستان من نظام برلماني إلى نظام رئاسي، واعتبرا ذلك ضربة خطيرة لما تبقى من المؤسسات الديمقراطية في البلاد، ولذا قررا أخيرا عزل خان عبر عملية دستورية، مستفيديْن من العديد من حلفائه السابقين الذين نفرتهم أفعاله منه.

نواب باكستان من المعارضة الموحدة يصوتون على اقتراح لسحب الثقة للإطاحة بعمران خان (رويترز)

وألمح مير إلى أنه عندما أعلنت المعارضة المشتركة عن اقتراح بحجب الثقة لجأ خان إلى أسلوب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الغوغائي، واتهم خصومه بالمشاركة في مؤامرة خارجية.

واللافت للنظر أن العديد من أعضاء حزب خان في البرلمان والحلفاء السياسيين رفضوا تصديقه، وبدلا من ذلك ثاروا واتهموه بالفساد.

واعتبر الكاتب أن خان استغل الدين والمشاعر المعادية للغرب في باكستان بشكل منهجي، لصرف الانتباه عن إخفاقاته في السيطرة على الفساد والفقر، واستسلم للجماعات العنيفة وسجن البرلمانيين الليبراليين.

وخلص إلى أنه إذا تمكنت أحزاب المعارضة من الحفاظ على وحدتها فإن هناك أملا حقيقيا في أن تتمكن من هزيمة خان في الانتخابات القادمة وإصلاح العديد من المشاكل التي أوجدها حكمه المزعج.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply