بعد مرور أكثر من 7 أشهر على الانتخابات التشريعية في العراق، لا تزال المؤسسات الحكومية تشهد شللا مع تعذّر انتخاب رئيسا الجمهورية والوزراء.

أشعلت الكلمة النارية لمبعوثة الأمم المتحدة إلى العراق هينيس بلاسخارت أمام مجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء بشأن العملية السياسية في هذا البلد جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، وعدها بعض المتخصصين إعلانا أمميا بإخفاق القادة السياسيين في إدارة البلد، وتحول العراق إلى دولة فاشلة.

وقالت بلاسخارت –في إحاطتها أمام مجلس الأمن حول الوضع في العراق– إن “الجوانب السلبية من الحياة السياسية العراقية لا تزال تعيد نفسها في حلقة مستمرة على ما يبدو من سياسة المحصلة الصفرية”، مشيرة إلى أن “العراقيين ما زالوا في انتظار طبقة سياسية تسعى بدل الاكتفاء بمعارك السلطة التي عفا عليها الزمن إلى أن تشمر عن سواعدها لإحراز تقدم في تحقيق القائمة الطويلة من الأولويات المحلية المعلَّقة في البلد”.

وأقرت أن العراق ليس البلد الوحيد الذي يواجه عملية مطولة لتشكيل الحكومة، لكن من الأفضل للقادة السياسيين في العراق ألّا يختبئوا وراء هذه الحجة، حيث إنها تصرف الانتباه عمّا هو على المحك، مشددة على أن هذه الذريعة تبرر الانسداد السياسي في الوقت الذي تطلق الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة الصواريخ بحريّة واضحة وتنجح في الإفلات من العقاب.  وتساءلت: “ما الذي يتطلبه الأمر لإدراك أن هذا وضع من المتعذر الدفاع عنه على الإطلاق؟”

ولفتت بلاسخارت إلى أن “دبلوماسية الصواريخ أفعال متهورة، مع ما قد يترتب عليها من عواقب مدمرة محتملة”، مشيرة إلى أن “العراق ليس بحاجة إلى حكام مسلحين ينصبون أنفسهم زعماء”، مشددة على الأهمية البالغة لتأكيد سلطة الدولة وتشخيص الجناة.

وعن كردستان، قالت بلاسخارت إن “الانقسامات في الإقليم تعمقت مما أثر سلبا على السكان”، مبينة أن “دول الجوار تنتهك سيادة العراق وأمن أراضيه”.

دولة فاشلة

وتعليقا على ذلك، قال الباحث السياسي فراس إلياس -عبر حسابه على تويتر- إن “الإحاطة التي تقدمت بها بلاسخارت عن آخر التطورات السياسية في العراق تمثل إعلانا أمميا واضحا بتحول العراق إلى دولة فاشلة، يتحكم فيها زعماء السلاح، ولغة الحوار فيها دبلوماسية الصواريخ”.

وعلق الكاتب الصحفي فلاح المشعل عبر حسابه على تويتر قائلا “في انتظار المجهول”، مبينا أن “الإحاطة التي قدمتها بلاسخارت لمجلس الأمن الدولي عن الواقع العراقي وأزماته الضاغطة لدرجة الانفجار، لم تستثن حوار السلاح ودبلوماسية الصواريخ على حد قولها، كما أوضحت معاناة الشعب المتزايدة، وعدم احترام الدستور من قبل الطبقة السياسية”.

وكتب الباحث السياسي مجاهد الطائي -على حسابه في تويتر- أن “بلاسخارت تحدثت عن خطر الانحدار المستمر للدولة وفشلها في القيام بواجباتها؛ لكن المثير أنها لم تذكر (الإرهاب) على أنه الخطر؛ إنما المليشيات والصراعات السياسية على السلطة وفشل الطبقة السياسية في إدارة الدولة”. وأضاف الطائي “يبدو أن العالم بأسره يستعد لتداعيات وانعكاسات الفشل الكبير للدولة”.

وقال الباحث مصطفى سالم -في تغريدة على تويتر- إن كلمة بلاسخارت تضمنت جوانب مهمة لفشل النظام السياسي بعد عام 2003، والحاجة للتغيير في كردستان العراق أيضا.

أما الإعلامي علي فرحان فعلق في تغريدة على تويتر منتقدا قول بلاسخارت إن العراقيين سيدفعون ثمنا باهظا للتقاعس السياسي في البلاد، متساءلا: “وهل هم لم يدفعوا بعد؟”

وفي المقابل، رأى الباحث حيدر البرزنجي -في تغريدة على تويتر- أن استبدال بلاسخارت بات واجبا وطنيا وضروريا كونها جزءًا أساسيا مما يحصل في الواقع السياسي المتأزم.

وبعد مرور أكثر من 7 أشهر على الانتخابات التشريعية في العراق لا تزال المؤسسات الحكومية تشهد شللا مع تعذّر انتخاب رئيس للبلاد. وفي هذا البلد رئيس الجمهورية هو الذي يكلّف رئيس الوزراء بتشكيل الحكومة.

وبانتظار الخروج من المأزق، يستمر الرئيس المنتهية ولايته برهم صالح -المرشّح لولاية جديدة- ورئيس الوزراء مصطفى كاظمي في تسيير الأعمال.


المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply