نقلت صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) عن مسؤولين بأجهزة الاستخبارات الأوروبية والأميركية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بات معزولا على ما يبدو، وأنه يعتمد على ثلة من المستشارين الذين لم يخبروه عن مدى صعوبة وتكلفة احتلال أوكرانيا وما يترتب على ذلك من مآلات.

وذكرت -في تقرير أعده ثلاثة من صحفييها أن محللين يرون في بوتين قائدا “عصبيا مدفوعا بجنون العظمة” استخف بالعزيمة الموحدة التي أبداها الغرب، ومن المحتمل أن يقوم بعمل متهور عندما يشعر بأنه محاصر.

وقد دفعت تلك المخاوف بعض صانعي السياسة ليؤكدوا، مرارا وتكرارا، أن حلف الناتو لن يتدخل في الحرب لئلا يخامر بوتين أي شك. ووفق العديد من المسؤولين الأميركيين ممن لهم دراية بالموضوع، فقد طلب صانعو السياسة الأميركيون الآونة الأخيرة من أجهزة الاستخبارات إيضاحات حول ما يفكر فيه بوتين.

ماذا يدور بخلد الزعيم؟

ولعل من أصعب المهام التي تواجه محللي الاستخبارات فهم ما يدور بخلد زعيم ما. غير أنه من الأهمية بمكان، في حالة الرئيس الروسي، أن يدرك صانعو السياسة كيف سيتصرف الأخير كي يتسنى لهم ضبط ردود فعلهم على ضوء ذلك، ومن ثم محاولة إيجاد طريقة لإنهاء الحرب بأوكرانيا، حسب تقرير الصحيفة الأميركية.

“ويتفحص المحللون حاليا كل كلمة يتفوه بها بوتين، وكل حركة يقوم بها للوقوف على مؤشرات تدل على حالته العقلية، وطباعه وخططه ونواياه”. وفي ذلك يقول مسؤول بالإدارة الأميركية -اشترط على واشنطن بوست عدم الكشف عن اسمه- إنهم أدركوا أن بوتين ظل منعزلا إبان جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) وأنه محاط بأشخاص “طوع بنانه”.

ويضيف ذلك المسؤول الأميركي “الكل (في أجهزة الاستخبارات) يبحث عن نقاط ضعف (في بوتين) عندما يتعلق الأمر بقبضته على السلطة، لكننا لم نقف على أي ثغرات ذات بال”.

يزودونه بمعلومات مضللة

وقبل الغزو، كانت المخابرات الأميركية والبريطانية قد حذرت من أن مستشاري بوتين يزودونه بمعلومات مضللة، ويرسمون له صورة وردية حول مدى السهولة التي من الممكن أن يكون عليها الغزو.

وتحدث مسؤول آخر عن صور بوتين وهو جالس على مسافة بعيدة عمّن حوله، وهو ما يعدُ بشكل من الأشكال تعبيرا مجازيا عما يحدث. ومما يثير القلق بوجه خاص تلك الشكوك التي تساور الغرب بشأن وصول بوتين إلى المعلومات الموثوقة، طبقا لمسؤولين أميركيين وغربيين يخشون من الطريقة التي قد يفسر بها الرئيس الروسي تحليلات الإعلام الغربي في ما يتعلق بإرسال الاتحاد الأوروبي طائرات حربية إلى أوكرانيا، أو فرض حظر طيران فوق تلك الدولة.

ما يخشاه المسؤولون

ومن غير المرجح -حسب واشنطن بوست- أن يصادق القادة الأميركيون والأوروبيون على تلك التدابير، لكن مجرد الحديث عنها ربما تأخذه روسيا بعين الاعتبار في خطواتها التالية، وهو ما يخشاه هؤلاء.

وأعرب مسؤولون أوروبيون كذلك عن مخاوفهم من أنه كلما اشتد ضغط العقوبات على الرئيس الروسي، زاد احتمال إجباره على ضرب مزيد من الأهداف المدنية في أوكرانيا.

وقد أضحى فهم بوتين أكثر تعقيدا نظرا لافتقار أجهزة الاستخبارات لموارد بشرية على مقربة من الرئيس الروسي، كما تعتقد واشنطن بوست في تقريرها.

 

Share.

رئيسة تحرير موقع شام بوست والمشرف العام عليه

Leave A Reply