تشير لغة الأرقام إلى طفرة كبيرة للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مع فريق النصر السعودي في 2023 تفوق ما حققه قبل 5 سنوات في عمر 33 عاما، وهو ما سنتناوله بالتحليل الفني من خلال خبراء كرة القدم.

ومنذ انتقال رونالدو (38 عاما) إلى الدوري السعودي للمحترفين في يناير/كانون الثاني الماضي استعاد أحسن نسخة له كمهاجم هداف، على نحو أفضل بكثير مما قدمه في المواسم التي أعقبت رحيله عن ريال مدريد.

ولعب رونالدو 19 مباراة رسمية مع النصر، سجل فيها 16 هدفا بمعدل تهديفي 0.84 هدف في المباراة الواحدة، وهي إحصائية توضح المستوى المميز للنجم البرتغالي أمام المرمى، لأنه في السنوات الخمس الأخيرة له في أوروبا لم يصل إلى هذا الرقم.

وأهداف “الدون”

وسجل رونالدو هدفين في 3 مباريات بالبطولة العربية للأندية؛ آخرها هدف التعادل في مرمى الزمالك الخميس الماضي الذي تأهل به النصر للدور ربع النهائي بالبطولة، و14 هدفًا في 16 مباراة بالدوري السعودي للمحترفين، مع الوضع في الاعتبار وصوله أول العام الجاري.

رونالدو سقط مع يونايتد

كانت أسوأ فترة لرونالدو في السنوات الأخيرة تلك التي قضاها مع مانشستر يونايتد الإنجليزي، حيث كان معدله التهديفي 0.5 هدف فقط في كل مباراة.

ومنذ عودة النجم البرتغالي إلى يونايتد في أغسطس/آب 2021 حتى رحيله في نوفمبر/تشرين الأول 2022، سجل 27 هدفا في 57 مباراة رسمية.

3 مواسم ناجحة مع يوفنتوس

ورغم نجاح رونالدو النسبي في تجربته مع يوفنتوس الإيطالي الذي انتقل إليه من ريال مدريد عام 2018 فإنه لم يصل لمعدله التهديفي الحالي مع النصر؛ إذ سجل في موسمه الأول بالدوري الإيطالي 28 هدفًا في 43 مباراة بمعدل تهديفي 0.65 هدف في المباراة.

وزاد معدل “الدون” في الموسم التالي بتسجيله 37 هدفا في 46 مباراة بمعدل تهديفي 0.8.

واستمر تقدمه في الموسم الثالث مع يوفنتوس بتسجيله 36 هدفا في 44 مباراة بمعدل تهديفي 0.82 في المباراة.

الموسم الأفضل مع ريال مدريد

ولا يفوق معدل رونالدو التهديفي في السنوات الأخيرة سوى عامه الأخير مع ريال مدريد الإسباني 2017-2018 الذي سجل فيه 44 هدفًا في 44 مباراة، بمعدل مذهل (هدف في المباراة).

وكانت آخر مبارياته مع الملكي في نهائي دوري أبطال أوروبا التي فاز فيها الريال بالبطولة بعد فوزه على ليفربول الإنجليزي 3-2.

رونالدو: جددت شبابي

وفسر رونالدو -المتوج بجائزة أفضل لاعب في العالم 5 مرات- استعادة معدلاته الجيدة في التهديف بالدوري السعودي قائلا -في تصريحات الشهر الماضي- “وصلت إلى النصر قبل 6 أشهر فقط، لم أكن مخطئا في قراري هذا، كنت أعي أن هذا سيحدث، وسيتطور كل شيء، جربت ذلك عندما ذهبت إلى إيطاليا، كنت منتهيا قبل وصولي أيضا ثم جددت شبابي”.

ويستمر عقد رونالدو مع النصر إلى غاية 2025.

أسباب تألق رونالدو مع النصر

وقد يتبادر إلى الأذهان سؤال عن سر تفوق رونالدو هذا العام مع النصر، سواء إن كان بسبب “استعادته شبابه” كما قال عن نفسه، أو لأن مستوى المنافسين مع فريقه الجديد أقل من الدوريات الأوروبية التي لعب فيها خلال 5 سنوات الماضية؟

يقول المدرب والمحاضر بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم وسام شامل للجزيرة نت إن السبب الرئيسي هو الشراسة الدفاعية وارتفاع مستوى اللياقة البدنية بالدوريات الأوروبية عن نظيرتها العربية، وهو ما يجعل من الصعب على المهاجم إيجاد المساحة والوقت اللذين يستطيع فيهما تسجيل الأهداف، خاصة مع نجم بحجم رونالدو الذي دائما ما تُفرض عليه رقابة لصيقة بشكل جماعي بعدما أصبحت كرة القدم تعتمد على المنظومة الدفاعية الجماعية.

ويضيف شامل -وهو مهاجم سابق بنادي الطلبة العراقي- أن دور رونالدو الآن في الملعب اختلف عن السنوات الأخيرة، فبعد أن كان في 33 من عمره لاعبا مهاريا يتميز بالمهارات الفردية التي تمكنه من صناعة الأهداف وتسجيلها، أصبح مهاجما يطلق عليه في كرة القدم “لاعب صندوق” أي مهمته هز الشباك فقط معتمدا على خبرته وتواجده الدائم بالقرب من مرمى المنافسين ويساعده اهتمامه بلياقته البدنية التي تمكنه من التمركز بشكل جيد، لذا أصبح يسجل كثيرا من لمسة واحدة.

أما المدرب ومحلل كرة القدم طارق ماكور فيوضح للجزيرة نت أن تألق رونالدو هذا العالم يرجع لسببين أساسيين: أولهما أنه رغم قوة الدوري السعودي الذي يعدّه من أقوى الدوريات العربية والآسيوية فإنه لا يتفوق على القوة الواضحة للدوريات والمنافسات الأوروبية التي تعد الأفضل في العالم من دون منازع.

ويضيف ماكور -الذي يرى أن رونالدو ظاهرة كروية- أن مستوى اللياقة البدنية مؤشر على مستوى النجم البرتغالي، وهذا الموسم وصل لمستويات عالية في اللياقة البدنية، مما انعكس على أدائه في الملعب ونسبة أهدافه، وعلى العكس من ذلك كان العام الماضي يعاني مع مانشستر يونايتد وغاب عن كثير من المباريات لأنه كان في أقل مستوياته البدنية.


المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply