قالت صحيفة “لاكروا” (La Croix) الفرنسية إن الرئيس السوري بشار الأسد التقى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي في طهران الأحد الماضي، في زيارة مفاجئة من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين الحليفين، في وقت أصبحت فيه موسكو -التي تمثل الأب الروحي الآخر لدمشق- عالقة عسكريا في حربها مع أوكرانيا.

وفي تقرير بقلم جولي كونان، أوضحت الصحيفة أن صور الاجتماع المفاجئ انتشرت على نطاق واسع من قبل أجهزة المرشد الأعلى ووسائل الإعلام الإيرانية، وأظهرت بشار الأسد إلى جانب نظيره الإيراني وهو يتحدث مع خامنئي، في أول زيارة له منذ فبراير/شباط 2019 التي كان يرافقه فيها الجنرال القوي آنذاك قاسم سليماني، الذي قتله الأميركيون بعد ذلك بأشهر.

ووصف خامنئي العلاقات بين البلدين -كما تقول المراسلة- بأنها “حيوية”، وقال في بيان نشر على موقعه “يجب ألا ندعهم يضعفون ويجب أن ندعمهم قدر الإمكان”، موضحا أن سوريا اليوم ليست كما كانت قبل الحرب، وأن “احترامها ومكانتها أكبر من ذي قبل”، وأن الجميع ينظر إليها على أنها قوة، بعد أن عزز الأسد سلطته عليها بفضل ما أرسلته طهران من مساعدات بمليارات الدولارات وآلاف “المتطوعين” تحت إشراف عناصر الحرس الثوري لهزيمة المتمردين والجهاديين.

مساحة أكبر لطهران

وأشارت الكاتبة إلى أن إيران عازمة على إبقاء سوريا في حظيرتها، في الوقت الذي تطمع فيه دول خليجية مثل الإمارات إلى إعادة دمجها في جامعة الدول العربية من أجل موازنة قوة طهران.

وتأتي هذه الزيارة بالنسبة للأسد في وقت يتغير فيه ميزان القوى، وتحتاج فيه دمشق إلى دعم اقتصادي معزز، بعد أن اضطرت روسيا، راعيتها الرئيسية الأخرى التي استثمرت عسكريا فيها منذ عام 2015، لإعادة ضبط التزامها، وأعلنت منذ الساعات الأولى للحرب في أوكرانيا أنها لن تفي بإيصال القمح إلى المناطق التي يسيطر عليها نظام دمشق، حيث يعيش 90% من الشعب السوري في فقر مدقع بعد أن أصبح ثلثاه يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية.

وحسب تحليل نشره المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، فإن إيران تنوي استغلال الفراغ الذي تركته روسيا، وهي تأمل في أن “التحديات الاقتصادية بسبب العقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا واحتمال رفع العقوبات عن طهران مع العودة للاتفاق النووي، يمكن أن تمنحها مزيدا من الحرية في اقتصاد ما بعد الحرب في سوريا”.

زيادة النفوذ الإيراني

وبالفعل بدأت موسكو بتكييف وجودها العسكري في سوريا وإعادة انتشار قواتها شبه العسكرية، بل وسحب قواتها -كما تزعم صحيفة “موسكو تايمز”- لنقلها إلى الجبهة الأوكرانية، في الوقت الذي ترى فيه وسائل إعلام إسرائيلية أن القواعد التي تم إخلاؤها ستسلم إلى الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.

وسواء كانت المعلومات صحيحة أم لا -كما يقول تحليل المعهد الألماني- فقد غيرت إيران بالفعل سياستها تجاه سوريا في هذا الصدد، و”يبدو أن طهران ترى في اهتمام موسكو بأوكرانيا فرصة لزيادة نفوذها في سوريا من الناحيتين الكمية والنوعية”.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply