لفيف المدينة الواقعة في غرب أوكرانيا تحشد طاقاتها خدمة للاجئين الفارّين من تقدم القوات الروسية، ولتوفير الإمدادات للقوات الأوكرانية المرابطة على الجبهة، ورغم أنها استثنيت حتى الآن من هجمات الجيش الروسي فإن العاصمة القديمة لمنطقة غاليسيا التي تجمع أجزاء من أوكرانيا وبولندا تستعد أيضا للمقاومة.

بهذه الكلمات افتتحت صحيفة “لاكروا” (La Croix) الفرنسية تقريرا لمبعوثها الخاص إلى لفيف، فرانسوا دالونسون، رصدت فيه أجواء التعبئة والاستعداد للحرب في هذه المدينة الواقعة على بعد 80 كيلومترا من الحدود البولندية، والتي تحولت إلى “قاعدة خلفية” وفي الوقت ذاته هي محطة اللاجئين الأخيرة في طريق النزوح خارج البلد ومركز لنقل المساعدات الإنسانية وتسليم الأسلحة القادمة من الغرب.

ورغم أنها بعيدة عن الخطوط الأمامية -تضيف الصحيفة- فإن كل شوارع لفيف وأزقتها تعيش على وقع الحرب التي تعيدها للأذهان صفارات الإنذار التي تدوي بين فينة وأخرى داعية السكان للاحتماء في أقبية المباني، أو الحواجز التي أقيمت على مداخل المدينة بأكياس الرمل والعوائق المضادة للدبابات.

وفي مركزها التاريخي المُدرج بين مواقع التراث العالمي الإنساني من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، قام موظفو البلدية بتغليف تماثيل آلهة الأساطير الرومانية التي تتوسط المدينة وحماية بعض النوافذ الزجاجية الملونة بها.

وخلال فترة حظر التجول، بين العاشرة مساء والسادسة صباحًا، تصول وتجول دوريات قوات الدفاع الإقليمي في شوارع المدينة المهجورة، في حين تقوم السلطات المحلية بتنظيم جيش من المتطوعين يعملون في جمع وتوزيع الملابس والأغذية والأدوية على اللاجئين الذين يقيمون في منازل خاصة أو في المدارس والجامعات وملعب المدينة.

وتنقل “لاكروا” عن صوفيا، وهي واحدة من آلاف النازحين الذين يفدون يوميا على محطة قطار لفيف، قولها إن “10 أيام من الحرب كانت كأنها أطول من 10 سنوات”.

وتضيف هذه الاختصاصية في تكنولوجيا المعلومات التي وصلت من خاركيف (شرق البلاد) مع والدتها وأختها في طريقهم نحو العاصمة البولندية (وارسو) “لقد انهار العالم الذي كنت أعرفه”.

مساعدة حقيقية

أناستاسيا، إحدى مرافقات صوفيا، تقول بدورها إنها “ليست متأكدة من أي شيء بعد الآن.. لا ينبغي أن تحدث مثل هذه الأشياء في القرن الـ21. العالم كله يرسل لنا كلمات دعم وفيسبوك يتوشح بألوان العلم الأوكراني لكنني أشعر بالاستياء؛ ما نحتاج إليه هو مساعدة حقيقية ضد الروس”.

وفي الفناء الأمامي للمحطة -تضيف لاكروا- يقوم نازحون آخرون بتدفئة أنفسهم على نار موقد أُعدّ لهذا الغرض، في حين يصطف آخرون لتناول الأطعمة والمشروبات الساخنة التي يقدمها المتطوعون، وتمتد طوابير طويلة أمام الحافلات المتجهة إلى بولندا.

في ظل هذه الظروف -تختم الصحيفة- تعيش لفيف أجواء حرب زائفة قد تندلع في أي وقت وتستعد للمعركة مع أن المؤشرات على هجوم روسي وشيك تبقى قليلة منذ الضربات الجوية الثلاث التي هزت غربي البلاد في اليوم الأول من العملية العسكرية، لكن سلطات المدينة تخشى بدء عمل عسكري معادٍ انطلاقا من الحدود البيلاروسية في الشمال، قد يتسبب في قطع خطوط السكك الحديد والإمدادات والطرق المؤدية إلى بولندا.

Share.

رئيسة تحرير موقع شام بوست والمشرف العام عليه

Leave A Reply