ما تزال الزوبعة الكبيرة التي أثارها رسم كاريكاتيري للرسام السويسري باتريك شابات بمجلة ألمانية تثير تفاعلات في الهند، حيث وجه له مؤيديون لنظام ناريندرا مودي انتقادات لاذعة، واصفين إياه بالنازي العنصري.

وقال شابات في مقال له بصحيفة لوتون (Le Temps) السويسرية إنه بمجرد نشر رسمه بمجلة دير شبيغل (Der Spiegel) الألمانية، انبرى مسؤولون هنود لتوجيه انتقادات لاذعة له وللمجلة الألمانية ووصمها بالنازية وبالعنصرية.

ويظهر الرسم قطارين متقابلين على نفس المسافة تقريبا، الأول صيني حديث وسريع “تي جي في” يظهر فيه السائق ومساعده فقط، بينما الثاني هندي مملوء بالركاب، بعضهم فوق سطح القطار وآخرون على جوانبه، إلى جانب أولئك الذين يطلون من النوافذ. وأشار الرسام إلى أنه هدف من خلال الكاريكاتير إلى إظهار التباين الاقتصادي الكبير بين البلدين المتنافسين.

السبب الحقيقي

وبحسب المقال، فقد اضطر السفير الألماني في الهند للتعبير عن رفضه للرسم الكاريكاتيري، مؤكدا أنه “غير مناسب، وغير مضحك”، فيما “صبت قناة روسيا اليوم المزيد من الزيت على النار وذكرت أن الرسم يؤكد مرة أخرى الحقد الاستعماري الغربي، وبادرت إلى استطلاع رأي المواطنين الهنود بخصوص الموضوع”.

بالمقابل -يوضح باتريك- أكد فنانون هنود بينهم الممثلة إيتا ميهروترا أن الرسم المثير للجدل يمكن تصنيفه ضمن خانة الترويج لـ”صورة نمطية” عن الهند، لكن في الوقت نفسه هو رسم ينطبق مع الواقع المعاش داخل البلاد.

وذكر الرسام في مقاله أن السبب الحقيقي وراء الضجة المستمرة منذ أسابيع ضد الرسم الكاريكاتيري يتلخص في أنه يظهر حقيقة تعاكس ما تحاول حكومة ناريندرا مودي إظهاره منذ سنوات، وهي الحريصة على إبراز “الهند المتوهجة”، فيما الواقع مخالف تماما لذلك في كثير من الجوانب.

وقال إنه خلال الضجة التي اندلعت بعد نشر الكاريكاتير، وقع حادث القطار المأساوي قرب بلدة بالاسور بولاية أوديشا شرقي البلاد، مخلفا مقتل نحو 300 شخص وإصابة المئات بجروح متفاوتة الخطورة.

تسلط

وأكد شابات أن رد الفعل المبالغ فيه الذي قادته السلطة الهندية بقيادة مودي ضد الرسم الكاريكاتيري، يكشف مدى “انحراف” سلطة رئيس الوزراء الحالي المسيطر على الحكم منذ 2014.

وقال إن مودي لا يحب النقد ولا يتمتع بروح الدعابة، وعمل بمجرد وصوله إلى السلطة على اتخاذ ما يناقض “ثقافة التسامح” الهندية تجاه الكاريكاتير السياسي، حيث بات بعض رسامي الكاريكاتير مهددين بالسجن بسبب انتقادهم لأوضاع سياسية، وقد أصبح من الصعب جدا انتقاد مودي في الصحف الهندية.

وبات اللجوء إلى منصات التواصل الاجتماعي لنشر رسوم الكاريكاتير السياسية أمرا محفوفا بالمخاطر، حيث يتابَع بعض الرسامين أمام القضاء بسبب نشرهم رسوما تنتقد الحكومة، فضلا عن أن الذباب الإلكتروني يشن حملات لإغلاق حساباتهم.

ويُتهم رسامو الكاريكاتير بأنهم يعملون ضد مصلحة الوطن.

وحذر شابات من أن ناريندرا مودي يجهز لمشروع قانون جديد سيمكنه من التحكم في المعلومات التي تنشر عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ووصف مشروع القانون ذاك بأنه “مشروع قاتل للحرية”.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply