علق مراسل غارديان (The Guardian) السابق بموسكو جوناثان ستيل على منطاد التجسس الصيني الذي أسقطته الولايات المتحدة مؤخرا، والأجسام الغريبة التي تظهر من حين لآخر في سماء العالم، بأن كل الدول تتجسس على بعضها البعض وأن الجميع مستفيد.

وأشار إلى حادثة وقعت في مايو/أيار عام 1960، حلقت فيها طائرة تجسس أميركية من باكستان على ارتفاعات عالية فوق الاتحاد السوفياتي كجزء من مهمة لتصوير المنشآت الهامة والمواقع العسكرية لوكالة المخابرات المركزية.

وأسقط الروس الطائرة وقبض على الطيار، ومع ذلك كذبت واشنطن بشأن مهمة الطيار مدعية أن الطائرة كانت “للطقس” وقد انحرفت عن مسارها. وتسبب الحادث في تسمم مؤقت للعلاقات الأميركية السوفياتية حيث حولها الكرملين إلى مسرح سياسي.

ولفت المراسل إلى أنه بالرغم من الغضب المتبادل لم يتفاجأ أي من الجانبين بالفعل، حيث كان مقبولا أن التجسس أمر روتيني. وقد تتغير التكنولوجيا مع إجراء تحسينات في أنظمة جمع المعلومات، لكن ممارسة المراقبة قديمة الأزل ولا يمكن إيقافها.

ويرى أن للتجسس فائدة، فكلما عرفت الدول أكثر عن أنظمة دفاع العدو المحتمل كان ذلك أفضل. وأضاف أنه من غير المرجح أن تبدأ الأعمال العدوانية إذا كانت لديك معلومات دقيقة ومحدثة حول ما يواجه جيشك، وهو الدرس الذي فشل بوتين في استيعابه قبل 24 فبراير/شباط العام الماضي.

واعتبر المراسل فهم نوايا دولة أخرى أو زعيم آخر بأنه أكثر أهمية، سواء كان جمع المعلومات الاستخبارية بواسطة الجواسيس والدبلوماسيين والمحللين السياسيين غير الحكوميين أو بواسطة ما يطلق عليه بأسلوب مهذب “الوسائل التقنية”.

وأضاف أن القضية الحاسمة التي لا يمكن لأي عدد من المناطيد أو الأقمار الصناعية توفيرها هي معرفة الغير، وأن تضع نفسك مكان الأطراف الأخرى وتفهم تاريخهم وثقافتهم والضغوط الاقتصادية والسياسية التي يتعرض لها قادتهم.

وختم المقال بتأكيد أن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين هي التحدي الأمني العالمي الرائد خلال السنوات العشر القادمة، وأن البلدين خصمان ومتنافسان، لكنهما ليسا عدوين، وأنه يجب على الدول الغربية أن تفعل كل شيء لكيلا تنزلق إلى عقلية تتعامل مع الصين على أنها معادية. فالسلام في آسيا، وفي العالم أجمع، أهم من أن تختطفه الإثارة الهستيرية بسبب منطاد متجول.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply