يرى خبراء في الشأن الأفغاني أن رفع القيود والسماح للسياسيين بمغادرة البلاد والعودة إليها يعزز الثقة ويمهد لمصالحة شاملة، في حين يرى مصدر مقرب من زعيم حزب الدعوة الإسلامي أن دعوة المعارضين إلى البلاد لا يحل المشكلة.

كابل- سمحت الحكومة الأفغانية الجديدة التي تقودها حركة طالبان لرئيس لجنة المصالحة السابق الدكتور عبد الله عبد الله، بعد 8 أشهر من وصول الحركة إلى السلطة في منتصف أغسطس/آب من العام الماضي، في حين تواصل لجنة شكلتها الحكومة الاتصال بالسياسيين في الخارج بهدف إعادتهم إلى البلاد.

وكتب عبد الله، وهو وزير خارجية ومرشح رئاسي سابق، في صفحته الرسمية على موقع تويتر، أنه يغادر البلاد مدة وجيزة ليقضي العيد مع أسرته التي تعيش في الهند منذ سنوات.
وأكد المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد مغادرة عبد الله عبد الله كابل.

وكان عبد الله عبد الله والرئيس الأفغاني الأسبق حامد كرزاي فضّلا البقاء في أفغانستان بعد سيطرة طالبان على العاصمة كابل في أغسطس/آب من العام الماضي.

ذبيح الله مجاهد: أعددنا قائمة بأسماء السياسيين في الخارج تمهيدا للتواصل معهم (الجزيرة)

تعزيز للثقة

يقول فريدون خوزون المتحدث باسم عبد الله عبد الله للجزيرة نت “جاءت مغادرة السيد عبد الله بالتنسيق مع الحكومة الأفغانية الجديدة”، معتبرا أن السماح لمسؤولين سابقين بمغادرة البلاد وعودتهم يعزز ثقة المجتمع الدولي بالحكومة الحالية، وإذا حافظت طالبان على فتح هذا الباب سيفكر عدد كبير من المسؤولين السابقين بالعودة إلى البلد، وتستطيع الحكومة الاستفادة من تجاربهم في التعامل مع المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن رئيس لجنة المصالحة السابق سيعود في نهاية الشهر الجاري إلى بلاده.

وسبق أن أكد الرئيس الأفغاني الأسبق حامد كرزاي أخيرا لعدد من وسائل الإعلام الأفغانية أنه والدكتور عبد الله عبد الله لم يُسمح لهما بمغادرة العاصمة كابل.

وعلى الرغم من وضع الرئيس الأفغاني الأسبق كرزاي وعبد الله عبد الله تحت الإقامة الجبرية في منزليهما فإنهما كانا يلتقيان بانتظام أعضاء المجتمع المدني وبعض السياسيين والممثلين الأجانب الذين يزورون العاصمة كابل.

ويقول مصدر في مكتب الرئيس الأفغاني الأسبق للجزيرة نت “إن الرئيس كرزاي يعارض فتح جبهة عسكرية ضد حكومة حركة طالبان وإنها تدرك ذلك ولكنها تخشى من تأسيس معارضة سياسية بزعامة كرزاي أو عبد الله عبد الله، لذا لا تسمح بمغادرتهما كابل وتفضل أن يكونا تحت أعين الحركة”.

لكن فيما يبدو فإن زيارة رئيس مجلس الشيوخ الأفغاني السابق فضل الهادي مسلميار الشهر الماضي إلى الإمارات وعودته شجعت الإمارة الإسلامية أن تسمح لعبد الله بمغادرة أفغانستان واللحاق بعائلته.

Former President of Afghanistan Hamid Karzai
مصدر في مكتب كرزاي: كرزاي يعارض فتح جبهة عسكرية ضد حكومة حركة طالبان (الأناضول)

اعتراف بالأمر الواقع

يقول فضل الهادي مسلميار للجزيرة نت “هذا بلدنا، أين نذهب؟ نقبل بحكومة طالبان على أساس الأمر الواقع ولا أحد يريد فتح جبهة عسكرية جديدة ضد الحكومة الأفغانية الجديدة ولكن عليها القبول بالمعارضة السياسية داخل أفغانستان. عندما غادرت البلاد لأمور شخصية نصحني كثيرون بعدم العودة مرة أخرى ولكني عدت لأنني لا أجد الاحترام والتقدير خارج البلاد وأي شخص يريد العودة عليه أن يحصل على ضمانات فردية لأن آلية العودة حتى الآن غامضة”.

غادر معظم المسؤولين السابقين أفغانستان إلى تركيا وإيران وباكستان والإمارات والولايات المتحدة، وشكلت الحكومة الأفغانية الجديدة لجنة باسم “لجنة العودة والاتصال”، تضم رئيس المخابرات ووزراء الإعلام والمناجم والحج والأوقاف والخارجية، للتواصل مع السياسيين الأفغان الذين غادروا أفغانستان إثر وصول طالبان إلى السلطة في منتصف أغسطس/آب الماضي ومن أجل كسب ثقتهم حتى يتمكنوا من العودة إلى أفغانستان.

يقول المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد للجزيرة نت “يجري العمل على وضع آلية للتواصل مع (السياسيين) الأفغان الذين غادروا أفغانستان، أعددنا قائمة طويلة من الأسماء، وبمجرد الانتهاء من وضع الآلية سنعلن الأسماء التي وُجّهت إليها الدعوة، وإن تعيين لجنة على مستوى وزراء يدل على أهمية الأمر”.

ويقول خبراء في الشأن الأفغاني إن عدم فرض قيود على سفر السياسيين والشخصيات الحكومية السابقة قد يؤدي إلى مزيد من الثقة والشرعية الداخلية للإمارة الإسلامية، وحسب خبير العلاقات الدولية طارق فرهادي للجزيرة نت فإن “إن رفع القيود والسماح للسياسيين والشخصيات الحكومية السابقة بمغادرة البلاد أمر جيد جدا لأنه قد يؤدي إلى مصالحة وطنية نحن بأمسّ الحاجة إليها”.

ويعارض معظم السياسيين السابقين في أفغانستان فتح جبهات عسكرية ضد حكم حركة طالبان ولكنهم يطالبون الحركة بتشكيل حكومة شاملة تمثل جميع أطياف الشعب الأفغاني فيها ولا تكون مقتصرة على طالبان فقط، ويقول مصدر مقرب من زعيم حزب الدعوة الإسلامي عبد رب الرسول سياف للجزيرة نت “إن دعوة المسؤولين السابقين إلى أفغانستان والعيش تحت حكم طالبان لا يحلّ الأمر، يجب عليها أن تقدم حلولا شاملة على مستوى أفغانستان، وإن عودة شخص أو شخصين لن تؤثر في المشهد السياسي وإن كثيرين يحتاجون إلى ضمانات مؤكدة، وهذا لم نره حتى الآن”.

 

 

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply