كابل- قال أمان الدين منصور أحد القادة العسكريين للحكومة الأفغانية، التي تقودها حركة طالبان، إن مجموعة من 10 أشخاص مسلحين مرتبطين بما يعرف بجبهات المقاومة الرافضة لحكم حركة طالبان، هجموا ليلة أول أمس على مقار “الإمارة الإسلامية”، حسب وصفه، في مديرية كوهستان، بولاية بدخشان الواقعة في أقصى شمال شرق البلاد، وأسفر ذلك عن إصابة عدد من مقاتلي حركة طالبان الحكومية.

ويعد هذا التصريح تأكيدا رسميا بعد صمت سابق لوجود توتر في بعض هضاب المناطق الشمالية، حيث أطلقت الحكومة منذ أول أمس حملة تمشيط عسكرية في المناطق التي تشهد تحركا للمسلحين المعارضين لحكومة حركة طالبان، أسفرت عن مقتل 9 منهم وأسر العاشر.

وكانت وكالة باختر الإخبارية الأفغانية الرسمية قد نقلت يوم أمس عن بلال كريمي، نائب المتحدث باسم الحكومة الأفغانية، أن القوات الخاصة الأفغانية المشكلة من نخبة مقاتلي حركة طالبان قد قتلت عددا ممن وصفتهم بمثيري الفتن، خلال عملية أمس في مديرية كوهستان، وأنه تم العثور على ملجأ للجماعة المسلحة واعتقال عدد منهم، وقد نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقربة من طالبان صورا فوتوغرافية للقتلى ولمن ألقي القبض عليهم في ولاية بدخشان.

ونشر إنعام الله سمنغاني، نائب المتحدث باسم الحكومة الأفغانية، صورا لما قال إنها لمسلحي الحكومة بقيادة القائد الميداني مولوي أمان الدين منصور، مع مسلحيه فوق هضبة في مديرية كوهستان، وذلك بعد إنجاز ما وصفها بعملية “تصفية” لعدد من المسلحين المعارضين لحكومة طالبان.

يأتي هذا في ظل أنباء تتوارد عن وجود مواجهات متقطعة في مناطق مختلفة من أفغانستان بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة معارضة خلال الأيام الماضية، ويقدر مراقبون أنها على علاقة بتنظيم الدولة وتحديدا ولاية خراسان، أو بما تسمي نفسها جبهات المقاومة وهي بمسميات متعددة، ومنها ما يرفع عناصرها صورا لأحمد مسعود زعيم ما يعرف بجبهة المقاومة الوطنية الأفغانية.

المعارضة المؤيدة لأحمد مسعود لا تزال نشطة في شمال أفغانستان رغم اندحارها عسكريا قبل أشهر (غيتي)

وكان أحمد مسعود قد أعلن في وقت سابق معارضته للحكومة الحالية في كلمة مصورة له من خارج البلاد، في 25 مارس/آذار الماضي، قال فيها إنه تواصل مع حركة طالبان، وإن جبهته مستعدة لسماع أي حلول يمكن أن تؤدي إلى حل مشاكل البلاد وإنشاء آلية يمكن من خلالها للجميع العيش معًا بسلام.

وأكد مسعود، في تصريحاته، أن أفغانستان بحاجة إلى حكومة تقوم على إرادة الشعب وتنال مشروعيتها منه، وخلال كل الفترة الماضية كانت هناك مساع عديدة وأردنا إيصال رسالتنا بشكل واضح إليهم بأن أفغانستان بحاجة إلى حكومة قائمة على أساس إرادة الشعب ونظام يحظى بشرعيته من الشعب الأفغاني وليس من الخارج، لكنهم وللأسف رغم كل المساعي لم يقبلوا بهذا الحل، وأصروا على استمرار القتال.

ودعا مسعود -من محل إقامته في منفاه- إلى إعادة تجميع قدرات قوات الأمن النظامية السابقة قائلا “نطمئن الجميع بأن المقاومة تستمر في نضالها من أجل أفغانستان مزدهرة وحرة ومستقلة وضد كل احتلال واستبداد، والمقاومة الشعبية تشكلت بأشكال وأبعاد مختلفة داخل وخارج أفغانستان، ونحن ممتنون لهذه الوقفة والحماية من شعبنا داخل وخارج أفغانستان، وإحياء وتنشيط قدرات قوات الأمن بما في ذلك الشرطة والجيش والأمن الوطني، وهو ما نعتبره ضرورة ملحة لأفغانستان اليوم والغد”.

سخونة بعد هدوء الشتاء

يشار إلى أنه مع انتهاء موسم الشتاء وحلول الربيع بدأ الملف الأمني يشهد، جزئيا وفي بعض مناطق أفغانستان، بعض الأحداث والتوترات التي كانت غائبة خلال الشهور الماضية، رغم أن الحالة الأمنية ما زالت مستقرة لحد كبير.

فقد شهدت كابل وعدد من المناطق الأخرى عددا من التفجيرات التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى منذ مطلع شهر رمضان المبارك، بعضها استهدف مسلحي الحكومة بعبوات ناسفة تزرع على جوانب الطرق، إلى جانب استهداف سوق للصرافين في كابل، ومسجد بولي خشتي أكبر مساجد كابل ومن أعرقها.

واقعٌ دفع الحكومة إلى تشديد الإجراءات الأمنية ورفع حالة التأهب في شوارع كابل وبواباتها، إضافة إلى عمليات بحث وتفتيش للمنازل ما زالت قائمة منذ أسابيع، بحثا عن أي أسلحة مخزنة، وقد أسفرت عن ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات والذخيرة الحية والمعدات العسكرية في عشرات المنازل في كابل وغيرها من الولايات.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply