جددت القوات الروسية اليوم السبت قصف مدينة أوديسا الأوكرانية، وفي حين قالت كييف إن قواتها نفذت عملية بطولية في البحر الأسود، اتهمت روسيا الولايات المتحدة بالمشاركة بشكل مباشر في القتال بأوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الإدارة الإقليمية في أوديسا، سيرهي براتشوك، إن عدة صواريخ سقطت اليوم السبت على مدينة أوديسا الساحلية الواقعة جنوبي أوكرانيا.

وأضاف براتشوك أن الضربات أصابت المدينة بعد تعرض أهداف في المنطقة المحيطة بها للقصف بـ4 صواريخ في وقت سابق من اليوم.

 ولم يدل براتشوك بمزيد من التفاصيل بشأن الضربات الجديدة، قائلا إن الحقائق ما زال يجري تأكيدها.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت 18 منشأة عسكرية أوكرانية و3 مستودعات ذخائر ووقود في أوديسا.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن قصفا صاروخيا استهدف منطقة أوديسا، وبتصاعد الدخان من مواقع غربي المدينة.

هجمات متواصلة

وفي ماريوبول، من المتوقع أن تتواصل عمليات إجلاء المدنيين قبيل احتفالات موسكو بيوم النصر على ألمانيا النازية في التاسع من مايو/أيار الجاري.

 وأكّدت وزارة الدفاع الأوكرانية -في بيانها الصباحي- اليوم السبت أن “العدوّ لم يوقف هجومه”.

 وأضافت الوزارة “في ماريوبول، يواصل العدو صدّ وحدات الدفاع الأوكرانية في محيط آزوفستال”، مشددة على تدمير الروس 3 جسور على الطرق “لإبطاء الهجوم المضاد” في منطقة خاركيف.

وحسب المصدر نفسه، سُجّلت ضربات صاروخية في الساعات الـ24 الأخيرة في منطقة خاركيف في مدينة ميكولايف جنوبي منطقة دونيتسك.

وذكرت وزارة الدفاع في “جمهورية دونيتسك الانفصالية” أن 50 شخصا جرى إجلاؤهم اليوم السبت من منطقة آزوفستال الصناعية في ماريوبول.

كما قالت إيرينا فيريشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إن 50 شخصا تم إجلاؤهم أمس الجمعة، متهمة روسيا بالانتهاك المستمر لوقف إطلاق النار، وفق تعبيرها.

تدمير جسور

وفي خاركيف، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية عمدت إلى تدمير 3 جسور بهدف إعاقة الهجمات المعاكسة التي تشنها القوات الأوكرانية في الجبهة.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت كميات ضخمة من المعدات الأميركية والأوروبية في إقليم خاركيف.

وقال الجيش الأوكراني إنه تمكن من صد 8 هجمات للجيش الروسي في محاور مختلفة في إقليم دونباس.

في مقاطعة لوغانسك التابعة لأوكرانيا، قال عمدة المقاطعة إن القوات الروسية قصفت بكثافة الأحياء السكنية في ليستشانسك بعد فشلها في السيطرة على مدن روبجنة وفوفديه يفكا، وأنها تعاني نقصا حادا في المعدات والأفراد.

لا استسلام

ومن جانبها، أعلنت كييف اليوم السبت أنها دمّرت سفينة إنزال روسية في جزيرة الثعبان الأوكرانية في البحر الأسود، حيث وُصف أداء القوات الأوكرانية بالبطولي لرفضها الدعوات الروسية للاستسلام.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع الأوكرانية أن مسيّرة مسلحة دمرت زورق إنزال من طراز “سيرنا” ومنظومة صاروخية دفاعية في الجزيرة الصغيرة الخاضعة للسيطرة الروسية.

ونشرت الوزارة على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلا بالأبيض والأسود التقط من الجو يظهر على ما يبدو انفجارا أصاب سفينة صغيرة وتطاير الحطام من جرائه.

وفي بيان منفصل -نشر على وسائل التواصل الاجتماعي- أعلنت الوزارة أن طائرة مسيّرة من طراز “بيرقدار” دمّرت منظومة صاروخية مضادة للطائرات من نوع “تور- إم 2” خلال نقلها إلى الجزيرة.

وفي وقت سابق من مايو/أيار الجاري، أعلنت أوكرانيا أن طائرات مسيّرة تابعة لقواتها دمّرت زورقي مراقبة روسيين قرب الجزيرة.

وأصبحت جزيرة الثعبان رمزًا في أوكرانيا؛ إذ خلال اليوم الأول من النزاع انتشر على نطاق واسع تسجيل لتواصل عبر أجهزة اللاسلكي يرد فيه حرس الحدود الأوكرانيون في جزيرة الثعبان الصغيرة على سفينة روسية حضتهم على الاستسلام، قائلين لطاقمها “اذهبوا إلى الجحيم!”

وحقق هذا التسجيل انتشارا كبيرا حول العالم وشكّل عنوانا للمقاومة الأوكرانية، حتى أنه ظهر على اللافتات في أثناء تظاهرات الدعم في الخارج وبات الآن موجودا على طوابع.

وبعد هذا التسجيل، قصفت السفينة الجزيرة وسيطر الروس عليها وتمّ أسر الجنود الأوكرانيين، وأُفرج عنهم لاحقًا في عملية تبادل أسرى مع موسكو.

أميركا في الميدان

وفي السياق ذاته، اتهم رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) واشنطن -اليوم السبت- بتنسيق العمليات العسكرية في أوكرانيا فيما وصفه بأنه يرقى إلى مستوى التدخل الأميركي المباشر في العمليات العسكرية ضد روسيا.

وقال فياتشيسلاف فولودين -عبر قناته على تليغرام- “تقوم واشنطن بشكل أساسي بتنسيق وتطوير العمليات العسكرية، وبالتالي تشارك بشكل مباشر في العمليات العسكرية ضد بلدنا”.

وزودت واشنطن وأعضاء أوروبيون في حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) كييف بأسلحة ثقيلة لمساعدتها على مقاومة الهجوم الروسي الذي أسفر عن احتلال مناطق شرقي وجنوبي أوكرانيا، لكنه فشل في السيطرة على كييف.

لكن الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف الناتو قالوا مرارا إنهم لن يشاركوا في القتال بأنفسهم من أجل تفادي أن يصبحوا طرفا في النزاع.

وقال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة قدمت معلومات استخباراتية لأوكرانيا للمساعدة في التصدي للهجوم الروسي، لكنهم نفوا أن تكون هذه المعلومات تتضمن بيانات استهداف دقيقة.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply