أعلن عمدة كييف فيتالي كليتشكو، اليوم السبت، عن مقتل شخص وسقوط جرحى خلال ضربات جوية روسية على العاصمة، في حين حثت الإدارة العسكرية للمدينة السكان على عدم العودة إلى منازلهم حاليا.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أسلحتها الجوية البعيدة المدى والعالية الدقة دمرت مواقع تصنيع مدرعات في كييف، بعد يوم من تحذيرها من أنها ستكثف غاراتها على العاصمة إذا استمرت في استهداف المناطق الحدودية الروسية، وفق تعبيرها.

كما أعلنت الوزارة مساء اليوم أنها أسقطت طائرة تحمل شحنة كبيرة من الأسلحة الغربية بالقرب من أوديسا جنوبي أوكرانيا.

وقد حثت إدارة كييف العسكرية سكان العاصمة على تجنب العودة إلى منازلهم في الوقت الحالي بعد الضربات الروسية الأخيرة، وعلى عدم تجاهل صفارات الإنذار.

خاركيف

وفي خاركيف شرقا، تحدثت هيئة الأركان العامة الأوكرانية عن حشد الجيش الروسي 22 كتيبة تكتيكية باتجاه إيزيوم للحفاظ على المناطق التي سيطر عليها.

وقال المتحدث باسم الهيئة أولكسندر شبوتون إن القوات الروسية تركز جهودها من أجل الاستيلاء على مدن ماريوبول وبوباسنا وروبيجني.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية صورا قالت إنها لتقدّم قواتها في خاركيف. وتظهر الصور عبور القوات الروسية إلى المناطق التي قالت إنها “حررتها” ممن تسميهم بالقوميين الأوكرانيين في المقاطعة، كما تظهر تأمين مروحيات حربية روسية لعبور القوافل العسكرية إلى الأماكن التي سيطرت عليها.

وقال رئيس الإدارة الإقليمية في محافظة خاركيف إن صاروخا روسيا استهدف إحدى المناطق المركزية في مدينة خاركيف، وأدى إلى مقتل شخص وإصابة 18 آخرين.

في حين قال مكتب المدّعي الإقليمي في خاركيف إن قصفا صاروخيا روسيًّا استهدف منطقتين في ضواحي مدينة خاركيف، وخلف قتيلين و18 مصابا.

حصيلة أوكرانية

في سياق متصل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بين 2500 و3 آلاف جندي أوكراني قتلوا حتى الآن في الحرب مع روسيا، كما أصيب 10 آلاف.

وحذر زيلينسكي في مقابلة مع محطة “‬سي إن إن” (CNN) الأميركية من أن بوتين قد يلجأ إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية لأنه لا يقدّر قيمة حياة الشعب الأوكراني، وفق تعبيره.

وفي سياق آخر، حذر زيلينسكي من أن ما يحدث في ماريوبول قد ينهي كل الحلول السلمية المقترحة لإنهاء الحرب، وقال إن تصفية المقاتلين الأوكرانيين في المدينة ستنهي المفاوضات مع موسكو.

بدورها، أعلنت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني أن روسيا تحتجز نحو 700 جندي أوكراني مقابل 700 جندي روسي يحتجزهم الجيش الأوكراني.

زيلينسكي كرر تحذيره من أن روسيا قد تلجأ إلى استخدام سلاح نووي تكتيكي بعد الخسائر التي تكبّدتها خلال الحرب (رويترز)

واتهمت فيريشتشوك القوات الروسية باحتجاز ألف مدني أوكراني، أكثر من نصفهم نساء، مؤكدة أن هؤلاء لن يتم تبادلهم مقابل عسكريين روس.

كما اتهمت روسيا بعدم الالتزام باتفاقية جنيف لمعاملة السجناء، قائلة إنها تتبادل الأسرى بشكل انتقائي، وفق تعبيرها.

عقوبات روسية

على صعيد آخر، فرضت روسيا اليوم السبت عقوبات على 13 من المسؤولين الحاليين والسابقين في المملكة المتحدة، بمن فيهم رئيس الوزراء بوريس جونسون، ووزير الدفاع بن والاس.

وقالت الخارجية الروسية، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إنها “حظرت على العديد من كبار أعضاء مجلس الوزراء، والسياسيين دخول البلاد، وذلك ردًّا على عمل عدائي غير مسبوق من قبل الحكومة البريطانية تمثل بفرض عقوبات على كبار المسؤولين الروس”.

وأوضح البيان أن هذه الخطوة جاءت ردًّا على الحملة الإعلامية والسياسية البريطانية الرامية إلى عزل روسيا دوليا، وتهيئة الظروف للسيطرة عليها، وخنق اقتصادها المحلي.

جونسون زار كييف الأسبوع الماضي والتقى الرئيس زيلينسكي (الأوروبية)

كما اتهمت الوزارة الروسية لندن بتصعيد الموقف في أوكرانيا عمدًا من خلال إرسال أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا، وتنسيق جهود مماثلة في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وشدد البيان على أن “استفزازات لندن أجبرت، ليس فقط حلفاءها الغربيين، ولكن أيضًا دولًا أخرى على فرض عقوبات واسعة النطاق على روسيا”.

تحذير

في سياق متصل، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post)‏ أن روسيا أرسلت مذكرة دبلوماسية رسمية من صفحتين إلى الولايات المتحدة بخصوص شحنات الأسلحة المقدمة لأوكرانيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن موسكو حذرت في مذكرتها من أن شحنات الأسلحة ذات الحساسية العالية المرسلة إلى أوكرانيا تؤجج الصراع، ويمكن أن تؤدي إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها.

ونقلت “واشنطن بوست” عن مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية تعليقا على المذكرة -التي اطلعت الصحيفة على نسخة منها- أن ما يقوله الروس للأميركيين على انفراد هو ما تقوله واشنطن للعالم علنا وهو أن المساعدة المقدمة للأوكرانيين تثبت فعاليتها بشكل غير عادي، على حد قوله.

Ukrainian service member holds a Javelin missile system at a position on the front line in the north Kyiv region
واشنطن زوّدت أوكرانيا بأسلحة متطورة في مقدمتها صواريخ جافلين المضادة للدروع (رويترز)

توقع أميركي

ومع استمرار المعارك على الأرض، نقلت شبكة “إن بي سي” (NBC) عن مسؤولين عسكريين أميركيين توقعهم أن تبدأ المرحلة التالية من الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا في الأيام القليلة المقبلة.

وقال المسؤولون للشبكة إن الجيش الروسي قد يبدأ نقل بعض قواته إلى أوكرانيا في أقرب وقت مع نهاية هذا الأسبوع أو بداية الأسبوع المقبل.

من جهته، ذكر مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن روسيا قد تعيد قواتها إلى أوكرانيا وتبدأ الهجوم قبل أن تكون جاهزة للقتال مرة أخرى.

في حين نقلت صحيفة “تايمز” (Times) البريطانية عن قادة عسكريين أوكرانيين قولهم إن القوات البريطانية الخاصة درّبت القوات المحلية في كييف للمرة الأولى منذ بدء الحرب مع روسيا.

وأوضح المصدر أن ضباطا من كتيبتين متمركزتين في العاصمة كييف وحولها قالوا إنهم تلقوا تدريبات عسكرية، مرة الأسبوع الماضي والأخرى في الأسبوع الذي سبقه.

محادثة هاتفية

في سياق آخر، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثة هاتفية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وناقش معه الوضع في أوكرانيا وعملية تسوية الصراع في اليمن.

ووفقا للكرملين، فقد شدد بوتين على أهمية التنسيق والعمل المشترك الإيجابي بين موسكو والرياض ضمن إطار “أوبك بلس” بهدف ضمان استقرار أسعار أسواق النفط العالمية.

ووفقا لبيان رسمي سعودي، فقد أكد ولي العهد السعودي مساندة المملكة للجهود التي تؤدي إلى حل سياسي للأزمة في أوكرانيا بما يحقق الأمن والاستقرار، وفق تعبيره.

وفي 24 فبراير/شباط الماضي أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلّي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي، والتزام الحياد التام، وهو ما تعدّه كييف حتى اليوم “تدخلا في سيادتها”.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply