حذّر أئمة في خطبة الجمعة الماضية من الأعمال الدرامية الرمضانية التي “تخدش حياء” العائلة الجزائرية، داعين إلى مقاطعتها ومعتبرين أنها تبطل الصيام.

الجزائر- أثار المسلسل الجزائري التونسي “حب ملوك” جدلا واسعا منذ أول يوم لعرضه في مطلع شهر رمضان الحالي عبر إحدى القنوات المحلية الجزائرية، بعدما اعتبرته شريحة واسعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر “خادشا للحياء”.

وبعد عرض 10 حلقات، أصدرت سلطة ضبط السمعي البصري بالجزائر أمرا بتعليق بثه عبر القناة المحلية الجزائرية التي أعلنت في وقت لاحق عن توقيف عرضه لمدة أسبوع مرفقة إعلانها باعتذار للمشاهد الجزائري.

وقد رفعت شريحة من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي شعارات تدعو لوقف مسلسل “حب ملوك” النسخة الجزائرية التونسية للمسلسل التركي “العشق الفاخر”، معتبرة أنه لا يمثل القيم المجتمعية للجزائريين.

وارتبط عدد من الأعمال الدرامية الجزائرية خلال السنوات الأخيرة بالإنتاج التونسي المشترك، فقد شهد السّباق الرمضاني الدرامي عددا من الإنتاجات المشتركة بين البلدين لاقت رواجا واسعا على غرار مسلسل “مشاعر”.

المساجد

وأثار “حب ملوك” هذا العام رفضا واسعا حتى وصل الأمر إلى منابر عدد من المساجد في الجزائر، إذ حذّر أئمة في خطبة الجمعة الماضية من الأعمال الدرامية الرمضانية التي “تخدش حياء” العائلة الجزائرية، داعين لمقاطعتها ومعتبرين أنها تبطل الصيام.

ويعتبر مشهد لسكرتيرة وهي تحاول استمالة مديرها في العمل أول ما أثار حفيظة الشارع الجزائري الذي اعتبره تجاوزا.

ويقول عبد الرحمن -طالب إعلام- “قد يتقبّل المشاهد الجزائري لقطات مثل هذه من أعمال أجنبية ولكنّه يرفضها حينما تكون في أعمال محلية”.

من جهته يرى المخرج الجزائري يحيى مزاحم في تصريح للجزيرة نت أن “الدراما المحلية يجب أن تحاكي منطق الجمهور المحلي، نحن نعمل من أجل هذا الجمهور، وهو من يدفع لنا مستحقاتنا”.

وأردف مزاحم “من حق المشاهد أن يرى نفسه في الأعمال الدرامية ويجب علينا كصنّاع تلفزيون أن نحترم أعرافه وطموحاته وتوجّهاته”.

وقال المخرج “في ساعات الذروة بشهر رمضان، من المتعارف أن العائلات تشاهد التلفزيون مجتمعة، وطبيعة العائلة الجزائرية محافظة، لذا يجب مراعاة ذلك”.

الحرية والمسؤولية

وواصل مزاحم “في السينما يمكننا ممارسة الحرية لأن المشاهد هو من يتنقل لمتابعتنا، أما التلفزيون فعلى صناع الأفلام مراعاة أنهم يدخلون بيوت الناس، خاصة فيما تعلّق بالأعمال المحلية التي تبث عبر القنوات المحلية وفي شهر رمضان تحديدا”.

وعن أهمية الحرية في ممارسة الفن، قال مزاحم “كسر الطابوهات (المحرمات) يجب أن يكون وفق نسق كي لا نصدم المشاهد”، وواصل المتحدث أن الأعمال التلفزيونية في أوروبا أيضا تخضع للرّقابة وقف أجندات سياسية أو مجتمعية أو تاريخية معينة.

وعن قرارات منع بث الأعمال الدرامية باعتبارها “لا تراعي القيم المجتمعية”، قال المخرج يحيى مزاحم “لا يجب أن نعطي الموضوع أكثر من حجمه، أنا مع النّقاش وضد المنع لأنه ليس حلا في النهاية”.

من جهتها حاولت الجزيرة نت التواصل مع أحد المسؤولين بالقناة المحلية الجزائرية التي تبث العمل، إلا أنه رفض التصريح، مؤكدا أن القناة تتحفظ عن التّعليق ولا تصريح لها في الموضوع.

من جهتهم احتفى “المناهضون” لمسلسل “حب ملوك” بقرار سلطة الضبط الذي أوقف بث العمل مؤقتا، معتبرينه انتصارا للمجتمع الجزائري المحافظ، في حين استاء آخرون مما اعتبروه حجرا على الحرية الفنية.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply