قالت صحيفة غارديان (The Guardian) البريطانية إنه في ظل وجود كثير من الأشخاص المعرضين لخطر المجاعة بإقليم تيغراي (شمالي إثيوبيا) فإن إعلان هدنة إنسانية بالمنطقة يعد “مؤشرا ضعيفا على التقدم”.

وذكرت الصحيفة -في افتتاحيتها– أنه مهما كان الأمل ضعيفا وبصيص أمل السلام كان محدودا؛ فإن وقف القتال -حتى لو فترة وجيزة- يبقى أمرا مرحبا به في حرب وحشية أودت بحياة العديد من المدنيين، وشهدت فظائع من قبل كل الأطراف، وتسببت في نزوح مليوني شخص من ديارهم.

وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس هذا الشهر إنه “لا يوجد مكان على وجه الأرض” -حتى في أوكرانيا- يتعرض فيه الناس للخطر أكثر من منطقة تيغراي حيث يدور الصراع هناك “بعيدا عن الأنظار والأذهان”.

وحسب الصحيفة، فإن التقديرات تشير إلى أن ما يصل إلى نصف مليون شخص لقوا حتفهم في الإقليم جراء المجاعة والحرب المستمرة هناك منذ أواخر عام 2020 بين القوات الحكومية ومقاتلي جبهة تحرير تيغراي.

كما حذرت الأمم المتحدة من أن أكثر من 90% من سكان المنطقة بحاجة ماسة للمساعدة، وأن مخزون الغذاء المتبقي من الموسم الماضي -وهو نصف المحصول المعتاد فقط- سينفد قريبا في ظل ما تصفه “بحصار حكومي فعلي” أوقف عمليات الشحن البري، وترك السكان يعتمدون على الشحنات الجوية الأكثر ندرة وكلفة، مما حال دون إيصال المساعدات إلا لـ7 آلاف شخص من أصل 870 ألفا حاولت المنظمة مساعدتهم أسبوعيا.

وأعلنت الحكومة الفدرالية الأسبوع الماضي هدنة إنسانية فورية للسماح بإيصال المساعدات، في حين قال المسؤولون في تيغراي إنهم يراقبون تنفيذها ما دامت المساعدات الكافية تصل في آجال زمنية “معقولة”.

ووصلت الشاحنات الأولى منذ أكثر من 100 يوم إلى الإقليم أمس الجمعة، لكن لا تزال هناك شكوك في أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قد يسعى إلى تهدئة مخاوف المانحين الدوليين من خلال السماح بمرور شحنات رمزية بدلا من معدل 100 شاحنة يوميا المقدر أنه ضروري.

لكن إقليم تيغراي -كما تضيف الصحيفة- لا يحتاج فقط إلى الغذاء والدواء، بل أيضا إلى البذور للموسم الزراعي الذي يبدأ خلال أسابيع، فضلا عن استعادة الخدمات البنكية والتجارة والاتصالات والتزود بالوقود.

وتتهم جبهة تحرير تيغراي الحكومة الفدرالية والمسؤولين في منطقة عفار المجاورة للإقليم بوقف الشاحنات، في حين تقول أديس أبابا إن مقاتلي تيغراي هم من أغلقوا الطرق في إطار جهود تصعيد القتال بين الجبهة وقوات عفار.

وتؤكد غارديان أن هذا الوقف المؤقت للعمليات القتالية في تيغراي يبدو واعدا إلى حد ما، لكن من غير الواضح إذا كانت لدى الحكومة الإثيوبية خطة لإطلاق عملية سلام ذات مغزى، ناهيك عما إذا كان أي من طرفي الصراع على استعداد لتقديم التنازلات اللازمة للتوصل إلى اتفاق.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply