بإمكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يأمر باستخدام السلاح النووي للرد على أي هجوم من السلاح نفسه وأيضا للرد حتى على هجمات توجه لروسيا بأسلحة تقليدية.

هذا ما لخصت به صحيفة “لوباريزيان” (Le Parisien) الفرنسية تحليلا استعرضت فيه ما تنص عليه العقيدة العسكرية الروسية في هذا الإطار، وذلك على إثر تصريح للمتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ردا على سؤال لشبكة “سي إن إن” (CNN) الدولية يوم الثلاثاء الماضي عن احتمال استخدام موسكو أسلحة نووية إذا كان هناك “تهديد وجودي” لروسيا.

وأضاف بيسكوف في حديثه قائلا إن لدى روسيا عقيدة للأمن الداخلي، هي علنية، ويمكن لأي كان الاطلاع عليها.

وعلقت “لوباريزيان” على ذلك بقولها إن هناك بالفعل، كما ذكر بيسكوف، وثيقة نشرتها موسكو في يونيو/حزيران 2020 توضح بالتفصيل العقيدة النووية الروسية. وأبرزت الصحيفة أن المرصد الفرنسي الروسي، وهو مركز أبحاث مهمته توفير خبرة معمقة بشأن روسيا، راجع هذه الوثيقة.

ونسبت له القول إن المادة 27 من هذه الوثيقة تنص على أن “روسيا ستقدم على استخدام الأسلحة الذرية ردًّا على استخدام الخصم الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل ضد روسيا و/أو ضد أحد حلفائها، وكذلك في حالة الاعتداء على الاتحاد الروسي بالأسلحة التقليدية عندما يكون وجود الدولة في حد ذاته مهددًا”.

وتحدد المادة 19 التهديدات التي تستدعي الرد النووي الروسي في ما يأتي:

1- معلومات موثوقة عن إطلاق صاروخ باليستي ضد روسيا و/أو ضد حلفائها.

2- استخدام الخصم للأسلحة النووية أو أسلحة الدمار الشامل ضد أراضي روسيا و/أو ضد أراضي أحد الحلفاء.

3- عمل عدواني ضد البنية التحتية الحيوية (العسكرية أو المدنية) يمكنه تقويض قدرة روسيا على تنفيذ الضربة الثانية.

4- اعتداء على روسيا بأسلحة تقليدية يحتمل أن يثير التساؤلات حول وجود الدولة ذاته.

ورغم هذه التفاصيل، فإن تقرير المرصد الفرنسي الروسي يرى أن ما جاء في هذه الوثيقة “يسهم في زيادة كثافة الضبابية بشأن استخدام السلاح النووي أكثر مما يبددها”.

وفي الحالة الأولى، على سبيل المثال، لا يحدد النص طبيعة الظروف التي يعدّها الكرملين كافية لإقناعه بأن العدو على وشك إطلاق صاروخ باليستي ضد روسيا حسب معلومات “موثوقة”.

ومع ذلك، يشير تقرير المرصد إلى أنه “من بين هذه الحالات الأربع، تشير ثلاث إلى أعمال عدائية نُفِّذت ضد روسيا (و/أو ضد حلفائها) ولا تنطوي بالضرورة على استخدام أسلحة نووية”، وهو ما يعني بعبارة أخرى أن موسكو تحتفظ بالمبادرة بتنفيذ ضربة ذرية أولًا.

ويعلق الجنرال دومينيك ترينكوان، الرئيس السابق للبعثة العسكرية الفرنسية لدى الأمم المتحدة، على ذلك بالقول إن “العقيدة النووية الروسية هي عقيدة للاستخدام، على عكس الإستراتيجية الفرنسية التي هي فقط للردع”.

وترى “لوباريزيان” أن عقيدة الاستخدام هذه هي بالتحديد ما يخيف الغرب من أن الجيش الروسي في أوكرانيا ربما يستخدم أسلحة نووية تكتيكية ذات نطاق محدود ضد أهداف عسكرية أوكرانية.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply