كتبت تارا سونينشاين، أستاذة ممارسة الدبلوماسية العامة بكلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس بولاية ماساتشوستس الأميركية، أن الحرب باهظة الثمن وأن “مجرمي الحرب مثل الرئيس فلاديمير بوتين يلحقون أضرار جسيمة بعالم هش”.

وتقول في مقالها بموقع هيل (Hill) الأميركي إن الحرب قبل كل شيء تزهق الأرواح، وهناك ضحايا على جانبي الصراع بين أوكرانيا وروسيا، لكن أكثر الخسائر المروعة والمثيرة للقلق هي أرواح المدنيين الأبرياء في أوكرانيا الذين كانوا يحاولون فقط الفرار من العنف أو الحصول على الطعام أو المأوى. وكما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس، يمكن أن يستمر هذا لفترة طويلة و”يجب أن تكون هناك مساءلة”.

وذكرت الكاتبة أن هذه الحرب تسببت في أكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وأن عدد اللاجئين بالملايين وفي تزايد مستمر، مما يستلزم دعما إنسانيا مستمرا وهائلا داخل البلاد للنازحين وفي بولندا وبقية أوروبا لأولئك الذين ليس لديهم مكان يسمونه وطنا.

وأكدت أهمية تقديم المساعدة الطبية العاجلة نظرا لقلة ما يقال عن انتشار كوفيد-19 بين اللاجئين، بالإضافة إلى الإصابات الأخرى والجروح الناجمة عن الهروب من الحرب والصدمة النفسية الناتجة من الصراع.

تكاليف مستقبلية

وألمحت سونينشاين إلى وجود تكاليف مالية غير مباشرة أخرى للحرب، بما في ذلك ارتفاع أسعار النفط والمواد الغذائية لغير المقاتلين، وتأثير العقوبات على روسيا والاقتصاد العالمي. وهناك حقول شاسعة من القمح الأوكراني عاجزة عن إنتاج السلع في الوقت الحالي، وهو ما سيشعر به الجميع في الأشهر المقبلة مع تفاقم أزمة الغذاء.

وأضافت أن للحرب تداعيات وستكون هناك تكاليف مستقبلية لإعادة بناء أوكرانيا، وأن الحرب لا تكلف مبالغ مالية طائلة فحسب، بل إن تداعياتها مكلفة أيضا بناء على النتيجة، وإعادة بناء الأمة عمل شاق.

وقالت إن المال له أهميته، وإيصال الغذاء والدواء والمعدات العسكرية إلى الأيدي الصحيحة مع دقات الساعة هو أكبر تهديد فوري، بالإضافة إلى صحة ورفاهية اللاجئين والروح المعنوية للقوات الأوكرانية التي استجابت بشجاعة ومهارة هائلة. وبينما نأمل أن يبدأ بوتين يشعر بلسعة النفقات من خزانته سيشعر بها الأميركيون أيضا، ولكنه ثمن ضئيل يجب دفعه لضمان بقاء الديمقراطية وازدهارها.

واختتمت مقالها بأن العيش من دون أوكرانيا حرة ومستقلة سيكلفنا جميعا أكثر مما نستطيع حسابه، فالحرية مكلفة ولكنها تستحق الثمن.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply