وصمت بيل ترو، مراسلة صحيفة “إندبندنت” (Independent) في الشرق الأوسط، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه متهور ومستبد ومحاط برجال خنوعين، وأنه بهذه الصفات لديه الكثير من القواسم المشتركة مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

وعلقت الكاتبة بأن هذه كانت حال القذافي الذي -بعد عقود أيضا من كونه محاطا برجال خنوعين مذعورين ومتملقين- كان يبدو في النهاية أنه كان يؤمن حقا بالهراء الذي كان يقوله، وكان منفصلا عن الواقع لدرجة أن اتخذ قرارات متهورة ومعتوهة، وفي اللحظات الأخيرة لم يستطع فهم ما كان يجري حوله.

وذكرت أنها -من خلال تجربتها في تغطية الغزو الدموي والمروع لأوكرانيا- لا يسعها إلا أن تشعر بالقلق من حدوث شيء مماثل في روسيا، ليس لأن ذلك يعني أن الرئيس الروسي مريض عقليا، ولكن بعد عقود من خوف الناس من التصدي له أو تعرضهم للخطر الشديد بانتقاد تحركاته، وبسبب الرجال الخنوعين المحيطين به،  يبدو بوتين في العديد من النواحي منفصلا عن الواقع، وهذا ما جعله يشعر بالثقة الزائدة والتهور والغضب.

إحاطة الحكام المستبدين برجال خنوعين ومتسلطين هو مزيج قاتل، وقد يكون هذا ما يحدث في الكرملين طوال هذه السنوات، وسيكون لهذا عواقب وخيمة على روسيا بسبب العقوبات العالمية القاسية

ورأت الكاتبة أن بوتين منعزل تماما، إذ يبدو في هذه الأيام أنه يصدر جميع أوامره من أطراف الطاولات الكبيرة الحجم، ولاحت ومضات ذلك في التوبيخ الذي وجهه لرئيس المخابرات قبل وقت قصير من شن أكبر غزو بري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

واعتبرت الكاتبة ذلك من مخاطر الحكام المستبدين المعزولين الذين لا يقول لهم من حولهم إلا ما يريدون سماعه، ولكنهم ما زالوا يحتفظون بالسلطة الكاملة للتصرف بناء على ذلك ويطلقون النار على المدنيين.

واختتمت مقالها بأن إحاطة الحكام المستبدين برجال خنوعين ومتسلطين هو مزيج قاتل، وقد يكون هذا ما يحدث في الكرملين طوال هذه السنوات، وسيكون لهذا عواقب وخيمة على روسيا بسبب العقوبات العالمية القاسية. لكن الأكثر تضررا بالطبع هي أوكرانيا التي يدفع مواطنوها دماءهم ثمنا لهذا الغزو العبثي الذي لا طائل منه ولا داعي له.

Share.

رئيسة تحرير موقع شام بوست والمشرف العام عليه

Leave A Reply