|

القاهرة- سادت حالة من الغضب منصات التواصل الاجتماعي بمصر، إثر الحكم بسجن المتحدث السابق باسم الحركة المدنية الديمقراطية يحيى حسين عبد الهادي 4 سنوات، وذلك بتهمة نشر أخبار كاذبة داخل البلاد وخارجها.

وعبّر سياسيون ونشطاء عن حزنهم للحكم على عبد الهادي الذي يقبع في السجن بالفعل منذ 3 سنوات، مشيرين إلى رحلته الطويلة في محاربة الفساد على مدار السنوات الماضية.

وتطرق آخرون للتساؤل حول جدية الحوار الوطني الذي أعلن عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في ظل استمرار ما اعتبروه سياسات التنكيل بالمعارضين السلميين.

من جهتها، قالت ما تعرف بـ”لجنة العفو الرئاسي” إنها قدمت طلبا لرئاسة الجمهورية لإصدار قرار بالعفو عن عبد الهادي، موضحة في بيان نشره بعض أعضاء اللجنة على مواقع التواصل أن الرئاسة وعدت بدراسة الطلب.

وأعلن السيسي في نهاية شهر رمضان الماضي إطلاق حوار سياسي وإعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسي وتوسعتها لتضم أعضاء جددا، وهي لجنة تقول إنها تسعى للإفراج عن المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي.

ترحيب وتشكّك

ورحبت العديد من القوى السياسية بمبدأ الحوار وأعلن البعض عن استعداده للمشاركة، بينما عبّر آخرون عن تحفظهم وتخوفهم من عدم جدية الحوار، في حين قال سياسيون إن أول خطوة في الحوار هي إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإن هذا الأمر لا يحتاج إلى حوار أو لجان عفو، بحسب تعبيرهم.

وأعاد المتحفظون على الحوار التعبير عن شكوكهم في جديته، بعد حديث السيسي قبل يومين عن ضرورة إلمام من يتحدث في الحوار الوطني بالملفات المطروحة للنقاش، وأن على المشاركين “المذاكرة جيدا” والاستعانة بالبيانات الرسمية المتوفرة على المواقع الإلكترونية الحكومية، على حد قوله.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2021 أوصى عبد الهادي، خلال كلمة له، أمام محكمة جنح مدينة نصر بأن يتم دفنه بملابس السجن إذا مات داخل محبسه بسبب سوء حالته الصحية، وذلك “حتى يحاجج بها من ظلمه”.

تاريخ نضالي

في منتصف يناير/كانون الثاني 2019، ألقت السلطات المصرية القبض على عبد الهادي، وذلك بعدما أطلق مع 200 شخصية سياسية، حملة لجمع توقيعات على بيان يرفض التمديد لولاية جديدة للسيسي عبر تعديل الدستور.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أخلت نيابة مدينة نصر (شرق القاهرة) سبيل عبد الهادي بضمان مالي، بعد اتهامه بإهانة رئيس الجمهورية ونشر أنباء من شأنها تكدير الأمن العام، وذلك على خلفية مقال كتبه بعنوان “هي ثورة وإن أنكرها لص أو رئيس”، دافع فيها عن ثورة 25 يناير، مؤكدا أنها ثورة عظيمة لا يضيرها أن يكرهها من وصفهم “بالقتلة ووزراء السخرة ولصوص المال العام”.

ويحيى حسين عبد الهادي مواليد محافظة أسيوط عام 1954، والتحق بالكلية الفنية العسكرية عام 1972، وتخرج فيها عام 1977، وظل يخدم كضابط مهندس حتى عام 1992.

بعد خروجه من القوات المسلحة، شارك في تأسيس مركز إعداد القادة، وأصبح مديرا للمركز ووكيلا لوزارة الاستثمار عام 2004، مركزه هذا، ومناصبه المتعددة، أهّلته لعضوية اللجنة الرئيسية لتقويم “شركة عمر أفندي”، التي ضمَّت 15 عضوا من قيادات قطاع الأعمال والخبراء.

عرف الشارع المصري عبد الهادي بوصفه الذي كشف واقعة فساد في قضية خصخصة شركة “عمر أفندي” التي كانت من كبرى الشركات التجارية وكان لها عشرات الفروع في مصر التي تبيع مختلف البضائع خصوصا مستلزمات المنازل من أجهزة وأثاث ومفروشات وملابس، حيث قدم بلاغا للقضاء يتهم فيه المسؤولين بإهدار مئات الملايين من الجنيهات.

واختاره المفكر الراحل عبد الوهاب المسيري ليكون ضمن اللجنة التنسيقية لحركة “كفاية” المعارضة للرئيس الأسبق حسني مبارك، كما شارك في قيادة الحركة الشعبية “لا لبيع مصر” المناهضة لسياسات خصخصة الشركات والمصانع الحكومية، خاصة الصفقات التي يشوبها الفساد.

المصدر : الجزيرة + وكالة سند + مواقع التواصل الاجتماعي


المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply