تنتشر المحطات النووية في مختلف الدول الأوروبية، وتعتبر فرنسا صاحبة أكبر عدد منها بـ56 محطة نووية، ولو تمت إضافة المحطات النووية الروسية (38 محطة) إليها، فسيصل المجموع إلى 176 محطة نووية.
لندن- منذ بدء الحرب الروسية والعالم يضع يده على قلبه، خصوصا مع كل خبر عن حدوث اشتباكات قرب إحدى المحطات النووية المنتشرة في أوكرانيا.
وقبل أيام، كادت تقع كارثة نووية عندما اشتعلت النيران في محيط محطة زاباروجيا التي تعتبر أكبر محطة نووية في أوروبا.
ولا تزال المخاوف قائمة من حدوث أي تسريب أو انفجار قريب من هذه المحطات، مما قد يتسبب في كارثة إنسانية وبيئية غير مسبوقة. ويكفي القول إن التسريب النووي الذي وقع في محطة تشرنوبل النووية شمالي أوكرانيا سنة 1986، وصلت آثاره إلى المياه الإقليمية البريطانية.
وتتوزع في أوروبا العشرات من المحطات النووية ذات القدرة الضخمة على إنتاج الطاقة، أكبرها من حيث الحجم يوجد في أوكرانيا، وأكثرها من حيث العدد يتوزع في فرنسا.
المفاعل الأكبر
يُعتبر مفاعل زاباروجيا أكبر مفاعل نووي في أوروبا، وخامس أكبر مفاعل في العالم، وعند تأسيسه كان قادرا على توفير طاقة مقدارها 5700 ميغاواط، قبل أن تتطور وتصبح في حدود 6 آلاف ميغاواط.
ويتكون هذا المفاعل من 6 وحدات، كل واحدة منها تنتج ألف ميغاواط، تم تشييدها ما بين 1984 و1995.
ويتم تسيير هذه المحطة من الشركة الحكومية للطاقة النووية في أوكرانيا، وتوفر خُمس الطاقة الكهربائية التي تحتاجها البلاد.
“فخر” فرنسا
تملك فرنسا أكبر عدد من المحطات النووية في أوروبا، ففيها 56 محطة، أكبرها “غريفلاينس” (Gravelines) التي تعتبر ثاني أكبر محطة في أوروبا. وتبلغ القدرة الإنتاجية لهذا المفاعل 5706 ميغاواطات، وهو سادس أكبر مفاعل نووي في العالم.
وتقع هذه المحطة في الشمال الفرنسي، وتتكون من 6 وحدات لإنتاج الطاقة، وتم تشييدها ما بين 1980 و1985. ويتم تسييرها من الشركة الفرنسية للكهرباء، أكبر مزود لهذه الطاقة في البلاد.
محطة “بالويل”
تُعتبر محطة “بالويل” (Paluel) سابع أكبر محطة نووية في العالم، والثانية في فرنسا من حيث قدرتها الإنتاجية، وتنتشر على مساحة 160 هكتارا قرب القناة البحرية بين فرنسا وبريطانيا، وتستغل مياه القناة من أجل التبريد.
وتبلغ القدرة الإنتاجية لهذه المحطة 5528 ميغاواطا، متوزعة على 4 وحدات، كل واحدة منها تنتج 1300 ميغاواط.
وانطلق العمل في تشييد هذه المحطة سنة 1977، وتم الانتهاء من وحدتين فيها سنة 1984، قبل أن يتم استكمال الأشغال في الثالثة والرابعة سنة 1985.
محطة “كاتنوم”
مفاعل “كاتنوم” (Cattenom) رابع أكبر محطة نووية في أوروبا، وتوجد في فرنسا أيضا، ويتم تسييرها من الشركة الفرنسية للكهرباء، وتبلغ قدرتها الإنتاجية 5200 ميغاواط، وهي قدرة قريبة من محطة “بالويل”.
تتكون هذه المحطة من 4 مولدات للطاقة، كل واحدة تنتج 1362 ميغاواطا، واستغرق العمل في إنشائها 8 سنوات من 1979 إلى 1987، قبل أن يتم ربط المولد الرابع سنة 1991.
وتستخدم هذه المنشأة المياه من نهر “موزيل”، وقد خضعت المحطة لعملية صيانة واسعة سنة 2019.
محطة المستقبل
تعتبر محطة الطاقة النووية “هينكلي بوينت سي” (Hinkley Point C) في بريطانيا من المحطات التي أثارت الكثير من الجدل خلال أطوار تشييدها، بسبب معارضة أنصار الحفاظ على البيئة.
وتبلغ القدرة الإنتاجية لهذه المحطة 3200 ميغاواط، وتتكون من مفاعلين نوويين، وتعتبر من بين 8 محطات أعلنت الحكومة البريطانية سنة 2010 رغبتها في تشييدها.
ووفق تقديرات شركة “إي دي إف” (EDF) المكلفة بتشييد هذه المحطة، فمن المتوقع أن تدخل الخدمة سنة 2026 بكلفة تتراوح بين 24 و26 مليار دولار.
محطات في كل أوروبا
وتنتشر المحطات النووية في مختلف الدول الأوروبية، وتعتبر فرنسا صاحبة أكبر عدد منها بـ56 محطة نووية، وواحدة قيد الإنشاء. وتبلغ قدرة الإنتاج الإجمالية لكل هذه المحطات 61 ألفا و300 ميغاواط، وتوفر 78% من حاجيات فرنسا للكهرباء.
وتملك أوكرانيا: 15 محطة نووية، تنتج ما مجموعه 13 ألفا و100 ميغاواط، وبريطانيا: 15 محطة نووية، إضافة لمحطتين قيد الإنشاء، وتنتج ما مجموعه 8900 ميغاواط.
أما ألمانيا فتملك: 6 محطات نووية، تنتج 8100 ميغاواط، وبلجيكا: 7 محطات نووية تنتج 5930 ميغاواطا.
وعموما، يوجد في أوروبا 138 محطة نووية، ولو تمت إضافة المحطات النووية الروسية (38 محطة) إليها، فسيصل المجموع إلى 176 محطة نووية.
