القاهرة- أكد رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، أن الولايات المتحدة لم تطلب من مصر إغلاق الممر الملاحي في وجه السفن الروسية بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، نافيا بذلك أنباء تداولتها وسائل إعلام وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي مداخلة هاتفية مع فضائية “صدى البلد”، قال ربيع إن قناة السويس ممر ملاحي عالمي محايد ولا يخضع للسياسات والحروب وإن الهيئة لا تستطيع منع أي سفينة من عبور القناة، وإن بلاده تبتعد بها عن أي خلاف سياسي بين الدول، وتحافظ على حيادها.

ووقّعت الولايات المتحدة وعدد من الدول عقوبات -أغلبها اقتصادي- على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، بينما قلل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -في حديث خاص للجزيرة- من أهمية هذه العقوبات، وقال إن بلاده قادرة على مواجهة كل أشكال الضغط، وإن لديها الأصدقاء والحلفاء الذين لم يفقدوا استقلاليتهم على عكس أوروبا ودول أخرى، بحسب قوله.

 

رسوم العبور ترتبط بالسوق العالمي

من جهة أخرى، وحول رفع قناة السويس لرسوم العبور خلالها، قال رئيس الهيئة، إن الممر الملاحي مرتبط بحركة التجارة العالمية، وإن هناك آليات مختلفة لتسعير رسوم عبور السفن به، مشيرا إلى أن أسعار تأجير السفن زادت 20%، وأسعار البترول تجاوزت الـ100 دولار للبرميل، وبالتالي تم زيادة رسوم عبور السفن في القناة.

وأوضح ربيع أنه من الوارد تخفيض أسعار عبور السفن الشهر المقبل طبقا لتطورات الأوضاع العالمية وسوق النقل العالمي، مشيرا إلى أن الهيئة تتحرك في رسوم العبور “وفقا لتطورات السوق العالمي”، لافتا إلى أنها تدرس إعفاء سفن الحاويات التي تأتي من مناطق النزاع من رسوم التأخير في عبور الممر الملاحي.

9 توقفات خلال قرن ونصف

جدير بالذكر أنه خلال أكثر من 152 عاما مرت على افتتاحها عام 1869 وحتى الآن، لم يتم إغلاق قناة السويس أمام حركة الملاحة العالمية سوى 9 مرات فقط، كان بعضها بسبب حروب وأزمات سياسية، والبعض الآخر بسبب العوامل الجوية وجنوح سفن أو ناقلات في مجراها الذي يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط.

وحسب صحيفة أخبار اليوم الحكومية المصرية فقد أغلقت قناة السويس، لأول مرة أمام حركة الملاحة في أعقاب الثورة العرابية في عام 1882، أي بعد افتتاحها بـ13 عاما، نتيجة الأحداث التي شهدتها البلاد والمقاومة العرابية لمنع الاحتلال الإنجليزي لمصر، ولم يستمر التوقف أكثر من يومين.

أما المرة الثانية، التي تم فيها إغلاق قناة السويس أمام حركة الملاحة، فكانت عام 1885، عندما اصطدمت كراكة مع سفينة، وأدّى ذلك إلى غرق الكراكة وتعطّلت الملاحة 11 يوما، كما تم إغلاقها، للمرة الثالثة، عام 1905، عندما اصطدمت سفينتان، ما أدّى إلى اشتعال النار في إحداهما، وتسبّبت هذه الحادثة في تعطيل الملاحة 10 أيام.

وتسببت الحروب العالمية في إغلاق القناة مرتين، الأولى عام 1915، حيث توقّفت الملاحة في القناة بسبب الحرب العالمية الأولى وغرق عدد من السفن في بوغاز بورسعيد، وأثناء الحرب العالمية الثانية لفترة بين 1940 وحتى 1942.

وشهد العقد الخامس من القرن الماضي إغلاق القناة مرتين، الأولى عام 1952 بسبب غرق إحدى السفن، والثانية عام 1956 بسبب العدوان الثلاثي على مصر (شنته إسرائيل وبريطانيا وفرنسا)، بينما كانت أكبر فترة إغلاق شهدتها القناة هي الفترة بين نكسة يونيو/حزيران 1967 وحتى ما بعد انتصار أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل، وتحديدا عام 1975.

وكان آخر إغلاق لقناة السويس أمام حركة الملاحة، في العام الماضي، بسبب جنوح حاملة الحاويات العملاقة “إيفرغيفن” (EverGiven) والذي استمر ما يقرب من أسبوع حتى نجحت جهود تعويم السفينة الجانحة.

ويمر في قناة السويس نحو 12% من حجم التجارة الدولية ونحو 22% من تجارة الحاويات، وذلك وفق تصريحات أدلت بها وزيرة التجارة والصناعة المصرية نيفين جامع لموقع محلي بداية العام الجاري.

Share.

رئيسة تحرير موقع شام بوست والمشرف العام عليه

Leave A Reply