يقول مالكولم شالمرز نائب المدير العام لمركز الأبحاث التابع للمعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة إن أي تهديد لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا أو حلفائها ينذر بتصعيد خطير إلى حد يمكن أن تستخدم فيه موسكو السلاح النووي.

ونقل شالمرز في مقال له بصحيفة “فايننشال تايمز” (Financial Times) البريطانية عن مديرة المخابرات الوطنية الأميركية أفريل هينز قولها الأسبوع الماضي إنها قيمت احتمال نشوب صراع نووي بسبب الصراع في أوكرانيا على أنه منخفض، مشيرة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما يأذن باستخدام الأسلحة النووية فقط إذا شعر بوجود تهديد وجودي لبلاده.

لكن ما الذي يمكن اعتباره “تهديدا وجوديا”؟ استبعد الكاتب عددا من الحالات التي يُتوقع أن تثير صراعا نوويا مثل الحرب المباشرة بين موسكو وواشنطن، أو تقدم القوات الأوكرانية ودخولها إلى الأراضي الروسية، أو استعادة دونباس ولوغانسك، قائلا إذا كان هناك خطر تصعيد فمن المرجح أن يأتي من شبه جزيرة القرم.

واستبعد الكاتب أن تعتبر روسيا استعادة أوكرانيا سيطرتها على دونباس ولوغانسك تهديدا وجوديا، لأن موسكو ظلت معترفة بهما حتى فبراير/شباط الماضي جمهوريتين تنتميان -ولو كان اسميا- إلى أوكرانيا.

الوضع المختلف لشبه جزيرة القرم

أما شبه جزيرة القرم فهي في وضع مختلف، فحتى انتقالها إلى جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية في عام 1954 كانت القرم جزءا من الإمبراطورية الروسية لما يقارب قرنين من الزمان، ولذلك فإن احتمال خسارة شبه الجزيرة سوف ينظر إليه على أنه تحد أساسي لوحدة أراضي روسيا.

وتوقع الكاتب أن تكون القوات الأوكرانية -في حالة عدم وجود وقف لإطلاق النار- حريصة على منع شبه جزيرة القرم من أن تصبح ملاذا يمكن للكرملين من خلاله إعادة إمداد قواته في بقية أوكرانيا، وذلك باستهداف نقاط جديدة مغرية عسكريا داخل شبه الجزيرة مثل جسر كيرتش أو القاعدة البحرية الروسية في سيفاستوبول.

وإذا اعتبرت موسكو هذه الهجمات المحتملة مقدمة لغزو واسع النطاق لشبه جزيرة القرم فقد تزيد خطر التصعيد النووي.

ووصف شالمرز هذا السيناريو بأنه واحد من أكثر السيناريوهات إثارة للقلق.

كذلك، توقع الكاتب أن يسهل احتمال نشوب أزمة نووية على القادة من الطرفين في الصراع تقديم تنازلات صعبة، مثل إنهاء الحرب ورفع الحصار عن البحر الأسود، وترك أوكرانيا شبه جزيرة القرم للروس في الوقت الحالي، وفي غضون ذلك، يمكن لبوتين أن يخفف الإذلال الواقع عليه جراء فشل غزوه أوكرانيا بالقول إن ترسانة روسيا الإستراتيجية نجحت في ردع الناتو “قد يكون هذا كافيا لكلا الجانبين لتجنب أسوأ النتائج على الإطلاق”.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply