الصلاة على الميت تعد من أحد الشعائر الإسلامية التي يحرص كل مسلم على أدائها التزامًا بتعاليم الله سبحانه وتعالى واتباع سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهذا ما يهتم موقع شام بوست- cham-post.com بتوفير كافة التفاصيل الخاصة به والتي تتضمن كيفية القيام بها وما هو الحكم الشرعي لها، هذا بالإضافة إلى التعرف على أهم الفوائد التي تنتج عنها وأهم الأدعية التي يفضل قولها للميت.

الصلاة على الميت

الصلاة على الميت
كيفية الصلاة على الميت

نوضح من خلال الفقرة التالية ما هي خطوات الصلاة على الميت التي نضمن من خلالها أداء هذه الفريضة بشكل صحيح:

  • الوضوء مع عقد النية على الصلاة بالقلب.
  • استقبال القبلة مع وجود الميت أمام الإمام والقبلة.
  • الوقوف عند رأس الميت إذا كان رجلاً وعند المنتصف إذا كانت امرأة.
  • البدء في التكبير عدد أربع تكبيرات مع جواز الزيادة حال كون الميت من أصحاب العلم.
  • بعد التكبير يتم وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى على الصدر.
  • يعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويسمي بسم الله الرحمن الرحيم ويقرأ سرًا سورة الفاتحة مع جواز قراءة سورة معها.
  • ثم تبدأ التكبيرة الثانية وقراءة صيغة الصلاة الإبراهيمية.
  • يلي ذلك التكبيرة الثالثة وبعدها يتم الدعاء للميت.
  • التكبيرة الرابعة ويدعو فيها لنفسه والمسلمين.
  • تنتهي الصلاة بالتسليم والمصلين واقف.

اقرأ أيضاً: التعجيل بدفن الميت

الدعاء للميت

يتم الدعاء أثناء الصلاة على الميت وذلك بما يتوافق مع ما جاءت به السنة النبوية الشريفة، وأهم هذه الأدعية هي التالي:

حالة الدعاء الوصف
الأدعية المأثورة
  • اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ.
  •  اللَّهمَّ اغْفِرْ لحيِّنا وميِّتِنا وشاهدنا وغائِبنا وصَغيرنا وَكبيرنا وذَكرِنا وأُنثانا اللَّهمَّ مَنْ أحييتَه مِنَّا فأحيِه علَى الإسلامِ ومن تَوَفَّيتَه مِنَّا فتَوفَّهُ علَى الإيمانِ اللَّهمَّ لا تحرمنا أجرَه ولا تُضلَّنا بعدَه.
الدعاء للصبي والمجنون اللهم اجعله لنا فَرَطاً، واجعله لنا أجراً وذخراً، واجعله لنا شافعاً ومشفّعا.

أجر الصلاة على الميت

الصلاة على الميت

يوجد أجر عظيم يحظى به المسلم عند القيام بمناسك الصلاة على الميت وذلك وفقًا للأدلة التي توفرها السنة النبوية الشريفة ومن أهمها التالي:

  • حديث أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، وكانَ معهُ حتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا ويَفْرُغَ مِن دَفْنِهَا، فإنَّه يَرْجِعُ مِنَ الأجْرِ بقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، ومَن صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أنْ تُدْفَنَ، فإنَّه يَرْجِعُ بقِيرَاطٍ).

اقرأ أيضاً:  ‏ادعيه للموتى

حكم الصلاة على الميت

نوفر فيما يلي حكم الصلاة على الميت من خلال عرض آراء كبار الفقهاء والعلماء المسلمين:

  • أجمع الفقهاء أن حكم الصلاة على الميت هو أنها فرض كفاية.
  • يعني ذلك أنه عند قيام البعض بها يسقط تكليفها عن البعض الآخر.
  • أهم الأدلة على ذلك هي قول الله – سبحانه وتعالى-: (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُم).
  • كما ورد في السنة النبوية الشريفة أن: (رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُؤْتَى بالرَّجُلِ المُتَوَفَّى عليه الدَّيْنُ، فَيَسْأَلُ: هلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ فَضْلًا؟ فإنْ حُدِّثَ أنَّه تَرَكَ وفَاءً صَلَّى، وإلَّا قالَ لِلْمُسْلِمِينَ: صَلُّوا علَى صَاحِبِكُمْ).

الحكمة من مشروعية الصلاة على الميت

توجد حكمة من ما يقوم به الله سبحانه وتعالى من تشريع، وأهمها ما يتعلق بحكمة الصلاة على الميت والتي نقدمها من خلال النقاط القليلة القادمة:

  • صورة من صور الشفاعة للميت، والدليل على ذلك حديث ابن عباس -رضي الله عنه- قال: (إنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- يقولُ: ما مِن رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ علَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، لا يُشْرِكُونَ باللَّهِ شيئًا، إلَّا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ).
  • تحقيق المواساة لأهل الميت والمساعدة في التخفيف من مصيبتهم من خلال الدعاء له بالرحمة والمغفرة.
  • الانتفاع بالدعاء وذلك للميت حيث يتم الدعاء له كما روى عوف بن مالك الأشجعي -رضي الله عنه- ما يُقال في دعاء الصلاة على الميِّت، فيقول: (صَلَّى رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- علَى جِنَازَةٍ، فَحَفِظْتُ مِن دُعَائِهِ وَهو يقولُ: اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له، وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ، وَاعْفُ عنْه، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ وَأَعِذْهُ مِن عَذَابِ القَبْرِ، أَوْ مِن عَذَابِ النَّارِ، قالَ: حتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا ذلكَ المَيِّتَ).

اقرأ أيضاً: دعاء الميت كامل

أحكام الصلاة على الميت

أحكام الصلاة على الميت

نتقدم بعدد من الأحكام التي تخص الصلاة على الميت والتي تختلف باختلاف حالة الوفاة والتي تتمثل في التالي:

حكم الصلاة على الشهيد

  • الصلاة على الشهيد في معركة ضد الكفار غير واجبة، وذلك لأن رسول الله-صلَّى الله عليه وسلَّم – لم يقم بالصلاة على أي من شهداء أحد.
  • هذا هو ما مشروعية الصلاة عليه، والدليل على ذلك حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – أنَّ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – مرَّ بحمزةَ وقد مُثِّل به، ولَم يُصلِّ على أحدٍ من الشهداء غيره.
  • وعن شدَّاد بن الهَاد – رضي الله عنه – أنَّ رجلاً من الأعراب جاء إلى النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – آمَن به واتَّبَعه، ثم قال: أُهاجر معك، فلَبِثوا قليلاً، ثم نَهَضوا في قتال العدو، فأُتِي به النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – يُحمَل قد أصابَه سهمٌ، ثم كفَّنه النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – في جُبَّة النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – ثم قدَّمه، فصلَّى عليه”.

 الصلاة على الطفل والسقط

  • عن رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – أنه قال: ((والطفل – وفي رواية: والسِّقْط – يُصلَّى عليه، ويُدعى لوالدَيه بالمغفرة والرحمة)).
  • هذا بالإضافة إلى حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: “أُتِي رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – بصبيٍّ من صِبيان الأنصار، فصلَّى عليه”.
  • يدل ذلك على مشروعية الصلاة على كل من الطفل والسقط عند بلوغه أربعة أشهر.
  • أما بالنسبة لرأي الشيخ الألباني – رَحِمه الله – أن الصلاة على الطفل والسقط ليست واجبة ولكن مشروعة، والدليل على ذلك حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: مات إبراهيم ابن رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – وهو ابن ثمانية عشر شهرًا، فلم يُصلِّ عليه رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم.

حكم الصلاة على الميت في حد

  • شرع الله سبحانه وتعالى الصلاة على من مات في حد.
  • الدليل على ذلك حديث عِمران بن حُصين – رضي الله عنه – أنَّ امرأة من جُهينة أتَت نبيَّ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – وهي حُبْلى من الزنا، فقالت: يا نبيَّ الله، أصبتُ حدًّا، فأَقِمْه عليَّ، فدعا نبي الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – وليَّها، فقال: ((أحْسِن إليها، فإذا وضَعت، فأْتِني بها))، ففعَل، فأمَر بها نبيُّ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – فشُدَّت عليها ثيابُها، ثم أمَر بها فرُجِمت، ثم صلَّى عليها.

الصلاة على العاصي وقاتل نفسه

  • شرع الله سبحانه وتعالى الصلاة على المسلم العاصي، سواء قام بالتوبة منها قبل الوفاة أو من لم يتب.
  • هذا بالإضافة إلى قول بعض العلماء على ترك الصلاة على المسلم العاصي كنوع من أنواع التأديب والعقوبة له.
  • أما بالنسبة لحكم الصلاة على المسلم الذي قتل نفسه فهناك حديث رواه مسلم عن جابر بن سَمُرة – رضي الله عنه – قال: “أُتِي النبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – برجلٍ قتَل نفسه بمَشاقِص، فلم يُصلِّ عليه”.
  • هذا بالإضافة إلى وجود اختلاف ما بين العلماء في حكم الصلاة على المسلم الذي قتل نفسه.
  •  قال البعض بترك الصلاة عليه بناءًا على الحديث السابق ذكره.
  • أما بالنسبة ل جمهور العلماء فاجتمعوا على الصلاة عليه، حيث استدلوا من الحديث السابق أنه أمر خاص برسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم – ولم ينهي أحد عن الصلاة عليه.

قدمنا كل ما يخص فقه الصلاة على الميت والتي تعد أحد أهم المناسك التي يحرص عليها كل مسلم تجاه أخيه المسلم، حيث تتضمن الكثير من الأجر والثواب والفائدة على الجميع.

المصدر: وكالات

Share.

Comments are closed.