في وقت تتصاعد فيه المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية في محيط مدينة باخموت ومواقع أخرى، حسم الرئيس الأميركي جو بايدن جدل انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، رابطا الأمر بانتهاء الحرب مع روسيا. في الأثناء، نددت موسكو بقرار واشنطن إرسال ذخائر عنقودية إلى كييف.

وقال الرئيس الأميركي -في مقابلة مع سي إن إن (CNN) أمس الأحد- إن أوكرانيا غير مستعدة الآن للالتحاق بالحلف، مضيفا أن الحكمة تقتضي تأجيل النقاش إلى ما بعد انتهاء الحرب. وبرر بايدن موقفه بأن انضمام أوكرانيا للناتو الآن سيجعل الحلف في حالة حرب مباشرة مع روسيا.

وأكد بايدن في تصريحاته -التي جاءت قبل يومين من انعقاد قمة الناتو في ليتوانيا- أن واشنطن وحلفاءها في الناتو سيواصلون تزويد أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاج إليها لإنهاء الحرب مع روسيا.

من جانبها، طالبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا زعماء حلف الناتو بوضع مسألة محطة زاباروجيا النووية الأوكرانية على أجندة قمتهم المرتقبة في العاصمة الليتوانية فيلنيوس غدا الثلاثاء، واتهمت أوكرانيا بما سمته إلحاق ضرر ممنهج بالمحطة.

محادثات روسية تركية

على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -في اتصال مع نظيره التركي هاكان فيدان- ما وصفه بالتأثير المدمر والعواقب السلبية لاستمرار الإمداد العسكري لكييف، وعودةِ قادة آزوف من إسطنبول إلى العاصمة الأوكرانية.

وقالت وزارتا الخارجية في موسكو وأنقرة إن الوزيرين ناقشا الوضع في أوكرانيا، وكذلك اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، حيث تهدد موسكو بالانسحاب من الاتفاق عندما يحين موعد تجديده في 17 يوليو/تموز الجاري، مشيرة إلى عدم الوفاء بمطالبها المتعلقة بتسهيل مبيعاتها من الحبوب والأسمدة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت الماضي إنه يضغط على روسيا لتمديد الاتفاق، الذي توسطت فيه أنقرة والأمم المتحدة العام الماضي، لمدة 3 أشهر على الأقل.

كما تناولت المكالمة بين الجانبين التطورات الأخيرة المتعلقة بأوكرانيا، ومنها إعادة أنقرة قادة كانوا محتجزين لديها من كتيبة آزوف الأوكرانية إلى بلدهم، الأمر الذي أثار غضب موسكو.

وتعرض هؤلاء القادة للأسر في مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية العام الماضي، وأُطلق سراحهم بموجب اتفاق لتبادل الأسرى أبرم في سبتمبر/أيلول الماضي، وكان من بين بنوده أن يبقوا في تركيا حتى انتهاء الحرب.

ولم تعلق أنقرة علانية على قرار عودة القادة إلى بلدهم. ولم ترد الرئاسة التركية ولا وزارة الخارجية التركية على طلبين من وكالة رويترز للتعليق.

جنود أوكرانيون يقصفون القوات الروسية المتموضعة قرب مدينة باخموت (رويترز)

معارك باخموت

ميدانيا، أفاد مراسل الجزيرة باندلاع اشتباكات عنيفة وقصف متبادل بين الجانبين الأوكراني والروسي في محيط مدينة باخموت (شرقي مقاطعة دونيتسك).

وقالت مصادر محلية في المنطقة إن القوات الأوكرانية تحرز تقدما ملحوظا في المحور الجنوبي لمدينة باخموت. وفي شمال شرقي البلاد، قال حاكم مقاطعة خاركيف إن القوات الروسية شنت غارات جوية على عدد من البلدات الحدودية؛ مما أدى إلى تضرر عدد من المنازل.

وقال منسق العمليات والناطق باسم قيادة المنطقة الشرقية للقوات الأوكرانية سيرهاي تشيرفاتي للجزيرة إن التصريحات الروسية بشأن استخدام أسلحة كيميائية في باخموت ملفقة، وأضاف أن قواته تحرز تقدما في محور باخموت، وأن الأمر لم يُحسم بعد في كلاشيفكا.

وأشار المسؤول العسكري الأوكراني إلى أن الجيش الروسي دفع بأرتال لاسترداد ما خسِره في باخموت، مؤكدا أن الجيش الأوكراني يحافظ على كل ما سيطر عليه من مواقع، وأنه أفشل محاولات الروس لاستردادها، لافتا إلى أن الجيش الروسي دفع بمجموعات من مرتزقةٍ جدد لا ينتمون إلى فاغنر.

في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها صدت جميع محاولات الهجوم الأوكرانية في محاور دونيتسك وزاباروجيا ولوغانسك. وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن القوات الروسية دمرت مستودعاتِ ذخيرة في زاباروجيا ودونيتسك.

من جهته، أفاد حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية بأن القوات الأوكرانية استهدفت المقاطعة بأكثر من 40 قذيفة خلال 24 ساعة الماضية، من دون تسجيل خسائر بشرية أو مادية، حسب قوله.

وفي روسيا أيضا، نشرت وكالة نوفوستي صورا قالت إنها لصد القوات الروسية محاولة من الجيش الأوكراني للسيطرة على موقع في اتجاه مقاطعة دونيتسك وأجبرت القوات المهاجمة على الانسحاب.

وقال موقع “ريدوفكا” العسكري الروسي إن القوات الأوكرانية استهدفت إحدى المنشآت المدنية في مقاطعة بريانسك الحدودية مع أوكرانيا، مشيرا إلى أن الموقع المستهدف يقع على بعد 70 كيلومترا من محطة سمولينسك للطاقة النووية.

وعلّق نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف على هذا القصف بالقول إنه في حال تأكد استهداف محطة سمولينسك للطاقة النووية بصواريخ الناتو، فمن الضروري النظرُ في سيناريو توجيه ضربة لمحطات أوكرانيا النووية والمواقع النووية في شرق أوروبا.

القذائف العنقودية

على صعيد آخر، قالت السفارة الروسية في الولايات المتحدة في تعليقات نُشرت في وقت متأخر أمس الأحد، إن البيت الأبيض يعترف فعليا بارتكاب جرائم حرب بالموافقة على إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا.

وأضافت السفارة -على تطبيق تليغرام- “لفتت تصريحات (المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون) كيربي بشأن تزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية انتباهنا. واعترف المسؤول فعليا بارتكاب الولايات المتحدة جرائم حرب في الصراع الأوكراني”.

وتعهدت أوكرانيا بعدم استخدام الذخائر التي قررت الولايات المتحدة شحنها إلى كييف في روسيا.

في المقابل، دعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس الأحد إلى عدم “منع” الولايات المتحدة من تسليم قنابل عنقودية للجيش الأوكراني، مدافعا في الوقت نفسه عن معارضة بلاده الرسمية لهذه الأسلحة المثيرة للجدل.

وقال في مقابلة مع محطة “زد دي إف” (ZDF) التلفزيونية الألمانية “الموقف الألماني ضد الذخائر العنقودية ما زال مبررا. لكن في الوضع الحالي، لا يمكن منع الولايات المتحدة” من تسليمها لأوكرانيا.

وأضاف شتاينماير “إذا لم يعد لدى أوكرانيا وسائل للدفاع عن نفسها، أو إذا توقّف أولئك الذين يساعدونها في الدفاع عن نفسها، ستكون تلك نهاية أوكرانيا”.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply