تتواصل المعارك الدامية بين القوات الروسية والأوكرانية على جبهة باخموت شرق أوكرانيا. وقد قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إنّ الوقت قد حان لتكثيف إنتاج الذخائر اللازمة لأوكرانيا، في المقابل أعلنت موسكو زيادة إنتاجها من الصواريخ الفرط صوتية.

وفي حين كشفت الصين أنها تعتزم الإعلان عن مبادرة سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا، حذرتها الولايات المتحدة من تقديم أي “دعم مادي” لروسيا في أوكرانيا.

وأضافت فون دير لاين على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، أنها واثقة من أن مصلحة الاتحاد الأوروبي المشتركة في حصول أوكرانيا على المزيد من الذخيرة ستتغلب على مصالح الدول منفردة عندما يتعلق الأمر ببرامج المشتريات الدفاعية الأوروبية المشتركة.

وشددت على أن الحرب الروسية على أوكرانيا تعبّر عن “خطط بوتين الإمبريالية”، وهي غير مقبولة وتتعامل مع ميثاق الأمم المتحدة من دون احترام.

أما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، فحذر في مؤتمر ميونخ للأمن أيضا من مغبة انتصار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحرب على أوكرانيا.

وقال إن بوتين “إذا انتصر في أوكرانيا، فسيكون ذلك رسالة له ولحكام مستبدين آخرين، مفادها أن بإمكانهم اللجوء إلى العنف ليحصلوا على كل شيء يريدونه”.

وأضاف أنه لا مجال للتراجع، لأن الكرملين يريد أوروبا مختلفة تسيطر فيها روسيا على جيرانها، بحسب تعبيره.

زيادة الإنتاج العسكري

في المقابل، قال سيرغي تشيميزوف رئيس شركة “روستيخ” لصناعة الأسلحة -المملوكة للدولة- إن صناعة الدفاع الروسية زادت بشكل كبير من إنتاج صواريخ كينجال الفرط صوتية.

ونقل التلفزيون الروسي عن تشيميزوف قوله إن روسيا زادت الإنتاج في جميع مناحي صناعة الدفاع إلى 50 ضعفا في بعض الحالات.

وأوضح أن مصانع الذخيرة على وجه الخصوص زادت من إنتاجها بصورة كبيرة.

إلا أن تقارير حديثة لمدونين روس عسكريين ذكرت أن وحدات الجنود التي تقاتل في أوكرانيا واجهت نقصا في الذخيرة.

وذكر تشيميزوف أن روسيا ستنتج 300 مروحية مقاتلة جديدة بحلول نهاية العام الجاري.

تصريحات أوروبية

وفي سياق متصل، قالت وزيرة الخارجية السلوفينية تانيا فايون إن على أوروبا أن تكون مهيأة لفكرة أن الحرب في أوكرانيا قد تطول أكثر من المتوقع.

وأضافت فايون -في مقابلة مع الجزيرة على هامش مشاركتها في مؤتمر ميونخ للأمن- إن على أوروبا أن تكون موحدة في الدفاع عن أوكرانيا ومساعدتها في الحرب ضد روسيا.

من جانبها، قالت وزيرة الدفاع الهولندية إن أوكرانيا يمكنها الاعتماد على شركائها في ما يتعلق بالتدريب العسكري والذخيرة.

وأكدت وزيرة الدفاع الهولندية -خلال مقابلة مع الجزيرة على هامش مؤتمر ميونخ للأمن- أنه رغم مرور عام على الحرب، فإن روسيا لم تحقق أهدافها حتى الآن، مشيرة إلى أن الحل الوحيد هو وقف روسيا للحرب.

وكان وزير خارجية فنلندا بيكا هافيستو قد تحدث للجزيرة في مقابلة خاصة على هامش مؤتمر ميونخ، عن موقف بلاده من حرب روسيا على أوكرانيا. وقال إن فنلندا قدمت 12 حزمة من الدعم لأوكرانيا، تشمل معدات بقيمة 600 مليون يورو.

موقف ماكرون

وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يريد هزيمة روسيا في أوكرانيا وأن تتمكن كييف من الدفاع عن موقفها، لكنه أعرب عن اعتقاده أنه لا أحد من الطرفين بإمكانه الانتصار بشكل كامل في الحرب.

وأضاف ماكرون -في تصريحات نشرتها صحيفة “لوجورنال دو ديمانش”- أنه يجب على أوكرانيا القيام بهجوم عسكري يُحدث اضطرابا في الجبهة الروسية، كي يؤدي ذلك إلى عودة للمفاوضات.

وأشار إلى أنه لا يعتقد مثل ما يظن البعض أنه يجب مهاجمة روسيا في أراضيها، مؤكدا أن ذلك لم يكن موقف فرنسا ولن يكون.

مبادرة صينية

بدورها، كشفت الصين أنها تعتزم الإعلان عن مبادرة سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال كبير مسؤولي السياسة الخارجية الصينية وانغ يي في مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، “سنقدم شيئا، ألا وهو الموقف الصيني من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية، سنقف بحزم إلى جانب السلام والحوار”.

ودعا وانغ يي إلى حل النزاعات سلميا بالحوار والتشاور، مؤكدا أنه لا يجوز حلّ المشكلات بين الدول من خلال الضغط أو العقوبات الأحادية، و”هذا يأتي بنتائج عكسية، لأنه يؤدي إلى صعوبات لا نهاية لها”، وفق تعبيره.

وفي أول تعليق، رحّبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بإعلان الصين عن خطة سلام، قائلة إنه أمر جيد أن “ترى الصين مسؤولية الدفاع عن السلام العالمي”.

وعندما سئُلت عن الفرص التي يمكن أن تقدمها المبادرة الصينية من أجل تحقيق السلام، قالت بيربوك “إذا كنت تعمل من أجل السلام على مدار السنة، فعليك أن تستغل أي فرصة من أجل ذلك”.

تحذيرات أميركية

في المقابل، حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الصين من عواقب ستطولها في حال تقديمها أي “دعم مادي” لروسيا في أوكرانيا.

بدورها، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين غربيين وبيانات أن صادرات الطائرات الصينية المسيرة الصغيرة الذكية لا تزال توفر للكرملين طريقة فعالة لاستهداف القوات الأوكرانية.

وقالت الصحيفة إن البنتاغون يخشى من أن الطائرات الصينية المسيرة لا تساعد المجهود الحربي الروسي فقط، ولكنها تسمح أيضًا للصين بجمع معلومات استخبارية حاسمة في ساحة المعركة قد تعزز استعداد بكين للحرب.

ونقلت الصحيفة عن سجلات جمركية أن بعض الطائرات المسيّرة الصينية التي تصل إلى القوات الروسية، يتم نقلها عبر الإمارات العربية المتحدة.

كما نقلت وول ستريت جورنال عن الحكومة الهولندية أنه تم تسليم بعض الطائرات المسيرة الصينية إلى روسيا عبر الاتحاد الأوروبي، بعد بدء الحرب.

رسالة “حازمة”

في غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيزور بولندا جارة أوكرانيا الثلاثاء والأربعاء المقبلين، حاملا “رسالة” حازمة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه سيدعم أوكرانيا “طالما لزم الأمر”.

وأفاد المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي الجمعة بأنه “في اليوم نفسه الذي يلقي فيه بايدن خطابا رسميا في قصر وارسو الثلاثاء، من المقرر أن يلقي بوتين أيضا كلمة”.

ومن هذا الموقع الذي يحمل رمزية كبرى في تاريخ بولندا، وقبل 3 أيام من مرور عام على بدء الحرب في أوكرانيا، يعتزم بايدن “توجيه رسالة إلى بوتين كما إلى الشعب الروسي”، بحسبما أفاد به المتحدث باسم البيت الأبيض.

غارات روسية

ميدانيا، أعلنت كييف عن وابل جديد من الهجمات الصاروخية الروسية، أسفر عن انقطاعات جديدة في الكهرباء.

وتوقفت صباح اليوم السبت صافرات الإنذار التي كانت قد انطلقت أمس الجمعة للتحذير من حدوث غارات جوية.

وقال رئيس المكتب الرئاسي في كييف أندريه يرماك إن الصواريخ أطلقت من طائرة في المناطق التي تسيطر عليها روسيا بأوكرانيا.

وفي خاركيف شمال شرقي أوكرانيا، أعلن الجيش الروسي السيطرة على بلدة، بالتوازي مع هجومه على محيط باخموت وفوغليدار.

معارك باخموت

ومع اشتداد حدة المعارك في محيط مدينة باخموت الإستراتيجية في إقليم دونباس، قال مؤسس مليشيا فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين الجمعة إنه تمت السيطرة على بلدة باراسكافييفكا الواقعة شمال مدينة باخموت.

وأضاف أنه على الرغم من قطع إمدادات الذخائر والخسائر الفادحة، فإن قواته تمكنت من السيطرة الكاملة على البلدة. في المقابل، أفادت مصادر عسكرية أوكرانية بتواصل المعارك الشرسة في المحورين الشرقي والجنوبي للمدينة.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن قواتها قتلت 7 جنود روس على الأقل، واستحوذت على معدات وأسلحة في جبهة باخموت، ونشرت الوزارة صورا قالت إنها لعملية استهداف القوات الروسية أثناء محاولتها التسلل إلى مواقع أوكرانية على جبهة باخموت.

وقالت مصادر عسكرية أوكرانية للجزيرة إن المحور الشمالي لمدينة باخموت شمال مقاطعة دونيتسك يشهد معارك عنيفة.

من جهتها، قالت قيادة الأركان الأوكرانية إن 20 بلدة في محيط باخموت تعرّضت لقصف روسي شديد، مؤكدة أن القوات الأوكرانية صدّت 18 محاولة تقدم على طول خطوط المواجهة في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply