من المتوقع أن يصل إلى طهران غدا الثلاثاء إنريكي مورا، مفاوض الاتحاد الأوروبي المسؤول عن تنسيق المحادثات النووية الإيرانية في فيينا، بهدف تحريك ملف المفاوضات المتوقفة منذ 11 مارس/آذار الماضي.

وقال متحدث الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن “مورا سيلتقي هذا الأسبوع مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية علي باقري كبير المفاوضين الإيرانيين”. كما لفت إلى أن “السيد مورا طلب عقد اجتماعات أخرى (مع مسؤولين إيرانيين) داخل وزارة الخارجية وخارجها، لكن علينا أن نرى ما سيحدث”.

وفي السياق، شدد خطيب زاده على أن طهران “ملتزمة بالمسار الدبلوماسي للتوصل إلى اتفاق قوي ومستدام وجدير بالثقة” في حال موافقة واشنطن على النقاط المختلف عليها. وأضاف أن “زيارة السيد مورا تجعل المفاوضات تتقدم في الاتجاه الصحيح”، لكن ذلك “لا يعني أنه يحمل رسالة جديدة بعد توقف” المفاوضات، كون الرسائل “يتم تبادلها باستمرار بين إيران والولايات المتحدة، عن طريق الاتحاد الأوروبي”.

وكانت إيران والقوى المنضوية في اتفاق عام 2015 -فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، الصين- قد بدأت قبل أكثر من عام مباحثات في فيينا شاركت فيها بشكل غير مباشر الولايات المتحدة التي انسحبت أحاديا من الاتفاق عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. وتوقفت المحادثات بشأن الملف النووي الإيراني مارس/آذار الماضي، لأسباب عدة أبرزها إصرار طهران على أن ترفع واشنطن الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

وفي هذا السياق، طالب خطيب زاده الإعلام “ألا يحصر المسائل المعلقة بين إيران والولايات المتحدة في موضوع واحد، مثل موضوع الحرس الثوري”، وقال أيضا، من دون أن يعطي تفاصيل “احترمت الخطوط الحمر التي حددتها السلطات العليا للجمهورية الإسلامية ولذلك وصلنا إلى هذا الوضع اليوم”. مؤكدا أنه يمكن الذهاب إلى فيينا بعد زيارة مورا وتوقيع اتفاق نووي في حال “قررت الولايات المتحدة اليوم احترام حقوق الشعب الإيراني”.

وتهدف المفاوضات، التي تجري بتنسيق من الاتحاد الأوروبي، إلى إعادة واشنطن لمتن الاتفاق ورفع عقوبات فرضتها على طهران بعد انسحابها، مقابل امتثال الأخيرة مجددا لالتزاماتها التي تراجعت عنها بعد الخطوة الأميركية.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد قال إن زيارة المنسق الأوروبي للمفاوضات النووية إنريكي مورا إلى طهران غدا الثلاثاء تأتي في إطار استمرار المراسلات بين كبار المفاوضين في إيران والاتحاد الأوروبي.

وأضاف -في تصريح صحفي- أن خبراء من الطرفين الإيراني والأوروبي سيتابعون في طهران المباحثات السابقة، مؤكدا أن المفاوضات النووية تمضي في مسارها الطبيعي وأن هذا المسار مستمر، حسب تعبيره.

وكان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قد قال -لصحيفة “فايننشال تايمز” (Financial Times) البريطانية- إنه يبحث عن “طريق وسط” لإنهاء الجمود الذي يهدد بتقويض أكثر من عام من الجهود الدبلوماسية الأوروبية لإبرام اتفاق من شأنه أن يجعل الولايات المتحدة تنضم إلى اتفاق 2015 ورفع العقوبات عن إيران. في المقابل، ستخفف الجمهورية الإسلامية بشكل كبير من نشاطها النووي.

وقال بوريل للصحيفة السبت الماضي إنه هو من أراد أن يذهب مفاوض الاتحاد الأوروبي إلى طهران لمناقشة القضية، لكن إيران “كانت مترددة جدًا”، ووصف مهمة مورا بأنها “الخرطوشة الأخيرة”.

جهود قطرية

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيزور طهران قريبا، لمناقشة قضايا ثنائية وإقليمية ودولية.

وكانت رويترز قد ذكرت -أمس الأحد نقلا عن مصدر- أن أمير قطر سيزور إيران وألمانيا وبريطانيا ودولا أوروبية أخرى في رحلة تبدأ هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن يناقش فيها جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 وأمن الطاقة في أوروبا.

وأضاف المصدر أن رحلة أمير قطر تهدف أيضا إلى دفع الأطراف في الاتفاق النووي الإيراني إلى “أرضية مشتركة جديدة”.

ويأتي ذلك بعد أن وصلت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران لإحياء الاتفاق إلى طريق مسدود، بسبب إصرار طهران على رفع الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.

وبموجب الاتفاق، وافقت إيران على الحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات. وانسحبت واشنطن من الاتفاق عام 2018 وأعادت فرض العقوبات الأميركية، وردت طهران بانتهاك تدريجي للقيود النووية المنصوص عليها في الاتفاق.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply