|

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، تعزيز قواته في الضفة الغربية بكتائب إضافية، وذلك في أعقاب عملية مستوطنة عيلي التي قتل فيها 4 إسرائيليين برصاص اثنين من مقاتلي كتائب عز الدين القسام، في حين أصيب عشرات الفلسطينيين جراء اعتداءات المستوطنين في أنحاء متفرقة من الضفة.

وقرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي تعزيز انتشار القوات الإسرائيلية شمالي الضفة، وذلك عقب عملية إطلاق النار في مستوطنة عيلي الواقعة بين مدينتي رام الله ونابلس، والتي أسفرت عن مقتل 4 إسرائيليين واستشهاد فلسطينيين اثنين.

وجاء قرار هاليفي خلال زيارة تفقدية لمكان العملية، حيث أوعز على إثرها بشن عمليات اعتقال لفلسطينيين.

وذكر بيان لجيش الاحتلال أنه بناء على تقييم الوضع الذي أجرته قيادة الجيش، تقرر تعزيز وزيادة وجود عدد من الكتائب الإضافية في الضفة، وسيتم تعزيز القوات ابتداء من الليلة.

وتشهد الضفة في اليومين الأخيرين توترا شديدا، إثر اقتحام جيش الاحتلال مدينة جنين شمال الضفة، فجر أول أمس الاثنين، ما أدى إلى مقتل 7 فلسطينيين، وإصابة أكثر من 65 آخرين، مقابل إصابة 7 جنود إسرائيليين.

لا معلومات سابقة

وقال الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، إن مسلحا أطلق النار على أشخاص في موقف لانتظار الحافلات داخل محطة للوقود عند مدخل المستوطنة، وأضاف أنه لم يكن لدى أجهزة الأمن معلومات استخبارية تفيد بتخطيط عنصرَي حماس لتنفيذ العملية.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن منفذي عملية عيلي من سكان بلدة عوريف بنابلس، وإن أحدهما قتل في موقع الهجوم والآخر قرب طوباس، وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن منفذَي العملية كانا معا في نفس الزنزانة في سجن مجدو الإسرائيلي عام 2020.

وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤوليتها عن عملية مستوطنة عيلي، وقالت إن منفذَيها من منتسبي كتائب القسام، مؤكدة أن العملية رسالة واضحة لحكومة الاحتلال، وقالت الحركة إن العملية رد طبيعي على مجزرة جنين أول أمس الاثنين وعلى مخططات الاحتلال التي وصفتها بالخبيثة لتقسيم المسجد الأقصى واستكمال حلقات تهويده.

ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مساء أمس الثلاثاء إلى “المزيد من الأعمال البطولية” ضد إسرائيل في الضفة الغربية.

وعقّب هنية، في بيان، على مقتل 4 إسرائيليين في عملية عيلي بالقول “نقول للعدو هذا أول الغيث وما ينتظرك أشد وأخزى”.

وقد شُيع جثمان الشهيد خالد صبّاح الذي اغتالته قوات الاحتلال في طوباس. ودفن الشهيد في مسقط رأسه في بلدة عوريف جنوب نابلس. وكانت قوات الاحتلال قد لاحقت خالد صبّاح واغتالته داخل سيارة بتهمة تنفيذه ورفيقه مهند شحادة عملية مستوطنة عيلي.

اعتداءات المستوطنين

وأصيب أكثر من 35 فلسطينيا بجراح مختلفة جراء اعتداءات المستوطنين على مناطق في وسط وشمال الضفة، وشملت هذه الهجمات قرى وبلدات ترمسعيا وبيت فوريك وعورتا، إضافة إلى حوارة واللبن الشرقية والساوية وزعترة وياسوف ودير شرف.

وتصدى الشبان الفلسطينيون للمستوطنين فردت عليهم قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص المعدني وقنابل الغاز، كما طالت اعتداءات المستوطنين أراضي ومحاصيل زراعية و140 مركبة فلسطينية وإحراق سيارة إسعاف.

كما قطع المستوطنون طرقات في الضفة، أبرزها طريق نابلس قلقيلية، ورام الله-نابلس، وطريق الواصل بين رام الله وعدد من البلدات غربي المدينة.

وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان لها، أنها تعاملت مع عشرات المصابين بحالات اختناق، وكسور خلال اعتداءات المستوطنين في محيط نابلس.

وجاءت اعتداءات المستوطنين مباشرة عقب تنفيذ عملية مستوطنة عيلي.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عملية عيلي بالإجرامية والمفزعة، وأضاف أن الأجهزة الأمنية تعمل الآن من أجل محاسبة من وصفهم بالقتلة، وقال رئيس وزراء إسرائيل إن من يسعى لإيقاع الأذى بإسرائيل يواجه إما القبر أو السجن، حسب وصفه.

وصرح وزير الأمن القومي الإسرائيلي زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف إيتمار بن غفير بأنه “حان الوقت لعملية عسكرية بالضفة الغربية”، كما دعا بن غفير عقب زيارة مكان هجوم عيلي إلى تمرير قانون إعدام الأسرى المتهمين بتنفيذ عمليات ضد الجنود والمستوطنين.

وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، في تصريحات تلفزيونية، إن الاعتبارات التي كانت تمنع الجيش الإسرائيلي من شن عملية في شمال الضفة لن تستمر طويلا، وتحدث عن قرب اتخاذ إجراء مهم جدا بشأن الضفة.

كما دعا عضو لجنة الشؤون الخارجية بالكنيست الإسرائيلي (البرلمان) داني دانون رئيس الحكومة إلى شن عملية عسكرية واسعة في الضفة.

الخارجية الفلسطينية

وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بتدخل أميركي عاجل لمنع الانفجار الذي يحضر له غلاة المتطرفين.

كما أرسلت البعثة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة رسالة لمجلس الأمن الدولي بشأن العملية الإسرائيلية الأخيرة في جنين، قالت فيها إن إسرائيل نفذت غارات جوية في هجوم على الضفة المحتلة لأول مرة منذ عام 2002، وعرّضت المدنيين لخطر شديد.

وعبرت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها من “استمرار العنف بإسرائيل والضفة، ما أسفر عن مقتل وجرح مدنيين فلسطينيين وإسرائيليين”، وأضافت الوزارة أنها تواصل العمل مع “إسرائيل والسلطة الفلسطينية لتعزيز الخطوات نحو وقف التصعيد”.


المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply