يقضي الأطفال عامهم الأول -والثاني أحيانا- برفقة أسرهم طوال الوقت، ثم تأتي مرحلة الروضة التي ينفصل فيها الطفل لأول مرة عن عائلته ويقضي ساعات بعيدا عنها، ومع أهمية هذه المرحلة في تنمية مهارات طفلك المعرفية والاجتماعية، فيجب ألا نغفل عن حقيقة أنه لم يجد بعدُ التعبير عن نفسه، ولا يمكن معرفة كل ما يعيشه خلال ساعات الروضة، ولذلك يجب الاهتمام بكل التفاصيل الخاصة بالروضة للتأكد من وجوده في بيئة آمنة.

وبعد مرحلة البحث والجولات وسؤال الأصدقاء لاختيار أفضل روضة مناسبة لك ولطفلك، هناك بعض الأشياء الظاهرة التي ستتضح لك، وهناك بعض الإشارات والرايات الحمراء التي قد لا تنتبهين لها وتنذر بضرورة البحث عن روضة جديدة لطفلك.

تغير موظفي الروضة باستمرار يمكن أن يكون مؤشرا على أن بيئة العمل ليست مشجعة للأشخاص الأكفاء (بيكسلز)

الأطفال يبدو عليهم الملل

عند دخولك الروضة أول مرة، ما الانطباع العام لديك عن المكان؟ هل يبدو أن الأطفال مفعمون بالحيوية ومستمتعون ومتجاوبون مع المعلمات أم يبدو عليهم الشعور بالملل وعدم الحماس للتفاعل مع بعضهم؟

ولا يرتبط ذلك بمدى شعور طفلك بالسعادة فقط داخل الروضة، إذ تعد المشاعر السلبية العامة التي تظهر على الأطفال وشعورهم بالضجر واحدة من الإشارات الحمراء في روضات الأطفال، فقد يشير ذلك إلى عدم تفاعل المعلمات مع الأطفال بشكل كاف وعدم اهتمامهم ببناء علاقة دافئة معهم، أو أن البيئة ليست مناسبة لعمر الأطفال، أو الأنشطة والألعاب غير محفزة لهم، وهذا ليس المكان الذي سيقضي طفلك فيه وقتا ممتعا ويشعر بالتواصل مع أصدقائه ومعلماته.

تغيير المعلمات سريعا

تغير موظفي الروضة باستمرار يمكن أن يكون مؤشرا على عدم معاملتهم بشكل جيد، وأن بيئة العمل ليست مشجعة على استمرار الأشخاص الأكفاء، وينعكس هذا التغيير المستمر في طاقم العمل على الأطفال، إذ يحتاجون للشعور بالاستقرار ويرتبطون بمعلماتهم ويتطلعون إلى رؤيتهن.

حاولي سؤال المعلمات عن مدة عملهن في الحضانة، وسيظهر لك إذا كان أكثر المعلمات جديدات أو يعملن منذ أشهر فقط، أو أن هناك من يعملن منذ سنوات ويشعرن بالأمان في عملهن.

الارتباك من الزيارات المفاجئة

من المقبول أن تضع الروضة نظاما لزيارات الأهل لحماية الطفل من الشعور بالاضطراب عند حضور أمه خلال اليوم أو لمنع التصاقه بها ورغبته في المغادرة معها وعندما تتركه يتأثر سلبيا.

ولكن بشكل عام، إذا كانت الروضة ترفض تماما الزيارات من دون سابق إنذار، خاصة خلال وقت التعرف على المكان، فهذا ليس مؤشرا إيجابيا على الإطلاق.

المعلومات منقوصة

من حق الآباء معرفة كل التفاصيل التي تخص سلامة طفلهم في الروضة، فإذا وجدت أن المعلمات أو إدارة الحضانة يتجنبون الإجابة عن أسئلتك أو يخفون التفاصيل، أو لا يبدون صريحين بشأن سياسات المكان، فقد تكون هذه علامة تحذيرية ويجب البحث عن مكان آخر.

صعوبة التواصل مع طاقم العمل

علاقة الأهل بالعاملين في الروضة من الإدارة والمعلمات أمر مهم للغاية للحفاظ على سلامة الأطفال ومتابعتهم، فإذا كان التواصل صعبا أو بطيئا بشكل عام فهذا جرس إنذار واضح، وقد يؤثر على شعورك بالراحة والاطمئنان على طفلك وقدرتك على مناقشة القضايا المتعلقة به.

الروتين ضروري للأطفال، وعدم وجود نظام واضح يمكن أن يعد مؤشرا لعدم الاهتمام بشكل كاف بتعليم الأطفال (بيكسابي)

ليس هناك جدول محدد

الروتين ضروري للأطفال، وعدم وجود جدول زمني أو نظام واضح لليوم يمكن أن يعد مؤشرا لعدم الاهتمام بشكل كاف بتعليم الأطفال وتنمية مهاراتهم وفق منهج ونظام.

ويمكن لملاحظة ذلك بشكل أدق أن يقضي الوالدان أو أحدهما بعض الوقت في مراقبة يوم الأطفال في الروضة قبل التقديم فيها؛ للحصول على معلومات حقيقية حول نظام اليوم وتعامل المعلمات مع الأطفال الآخرين.

خبرات الأهالي ليست مشجعة

تعد المراجعات علامة مهمة خلال اتخاذ قرار اختيار المكان المناسب لطفلك، ولذلك انتبهي لما يقوله الأهالي الذين سبقوك في التعامل مع الروضة، ودوني ملاحظاتهم، فإذا لاحظتي تكرار الشكوى نفسها من الأهل، فقد يعني ذلك ضرورة إعادة التفكير في هذا المكان وإذا كان مناسبا أم لا.

المكان غير آمن

سلامة الأطفال داخل الروضة أمر لا نقاش فيه، فقد يبدو المكان نظيفا ومرتبا، ولكنه ليس آمنا للأطفال، ومما يضمن سلامة الأطفال داخل الروضة:

  • تغطية النوافذ وتأمين المخارج ببوابات لا يمكن للأطفال فتحها.
  • مساحات اللعب خالية من أي بروز في الحوائط أو عوائق في الأراضي قد تجرح الأطفال.
  • طاولات وكراسي وأدوات الأطفال ليست سهلة الكسر أو تحتوي على حواف حادة.
  • الألعاب الكبيرة تعرض للصيانة بشكل دوري.
  • السلالم مغلقة ببوابات تتحكم فيها المعلمات.
  • لا توجد ألعاب بها أجزاء صغيرة يمكن أن تسبب اختناق الأطفال.
  • وجود معلمات متدربات على إجراءات الإسعافات الأولية وتوفر طفايات حريق، وصندوق إسعافات مجهز جيدا، وسهولة الوصول إلى المخرج في حالات الطوارئ.
  • وجود ما يكفي من كاميرات المراقبة للتأكد من سلامة الأطفال ومراجعتها عند أي حوادث.
عدم حرص الروضة على نظافة المكان يعد علامة تحذيرية كبيرة (بيكسلز)

إهمال النظافة الدورية

عدم حرص الروضة على نظافة المكان يعد علامة تحذيرية كبيرة.

وبالطبع يثير الأطفال الفوضى في أماكن لعبهم، وهذا جزء من تطورهم واكتشاف الأشياء حولهم، ومع ذلك يجب أن تكون نظافة الفصول ومنطقة الألعاب ودورات المياه على رأس قائمة الأولويات.

تأكدي من حرص الموظفين على غسل أيدي الأطفال بشكل دوري، وتنظيف الألعاب وكل الأسطح بشكل منتظم حتى لا تعرضي طفلك للمرض بسبب الألعاب المتسخة والظروف غير الصحية.

عدد المعلمات قليل بالنسبة للأطفال

توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بتواجد موظف واحد لكل 3 إلى 5 أطفال صغار، وموظف واحد لكل 7 إلى 10 أطفال أكبر سنا.

وتختلف هذه القوانين من مكان لآخر، ولكن يمكن أخذ هذا المقياس في عين الاعتبار لمعرفة إذا كان عدد المعلمات كافيا لرعاية الأطفال أم لا، وإذا كان الفرق كبيرا قد يعني ذلك أنه يجب البحث عن مكان آخر.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply