مع دخول المعارك في السودان أسبوعها الثاني، تتوالى التحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة، وسط مخاوف من نفاد المواد الأساسية من الغذاء، وتوقع موجات لجوء كبيرة إلى الدول المجاورة، لا سيما مع تفاقم وضع السكان مع احتدام المعارك.

وحذر الصليب الأحمر الدولي من نفاد الماء والغذاء لدى المدنيين السودانيين المحاصرين في بيوتهم، جراء الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقالت منظمة “مجموعة الأزمات الدولية” غير الحكومية إن “ملايين المدنيين محاصرون في القتال وتنفد لديهم بسرعة المواد الأساسية”.

وأضافت أن “النزاع يمكن أن ينزلق بسرعة إلى حرب حقيقية دائمة” تطول الولايات المضطربة في السودان ثم بعض دول الجوار.

سودانيون أمام أحد منافذ توزيع الخبز بالخرطوم (رويترز)

بدورها، قالت جمعية الهلال الأحمر السوداني إن مخازنها تعرضت للسطو من قبل أفراد مسلحين (لم تحدد هويتهم)، وأضافت أن المسلحين نهبوا 8 سيارات دفع رباعي وشاحنة تابعة للجمعية.

ودانت الجمعية الاعتداء على مرافقها، وحذرت من استخدام سياراتها لأغراض تجارية أو إجرامية، مشيرة إلى أن المخاطر الناجمة عن سوء استخدام شارة الهلال الأحمر ستؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.

وقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن نحو 16 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات خلال العام الجاري.

موجات لجوء

كما نقلت وكالة رويترز عن مدير برنامج الأغذية العالمي في تشاد بيير أونورا قوله إن البرنامج يتوقع موجات لاجئين سودانيين جديدة، ليضافوا إلى نحو 400 ألف سوداني كانوا قد فروا خلال صراعات سابقة وينتشرون في 14 مخيما.

وأكد أونورا استعداد البرنامج لاستقبال 100 آلاف لاجئ محتمل، مطالبا بتأمين مياه الشرب في المنطقة الصحراوية القاحلة التي يلجأ إليها السودانيون.

ولجأ ما بين 10 و20 ألف شخص فارين من المعارك إلى تشاد المجاورة، حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وأضاف أونورا أن أغلب من وصلوا في الأيام القليلة الماضية كانوا من النساء والأطفال من قرى على الحدود.

وأردف “عدد الأطفال مدهش؛ فوجئنا برؤية هذا العدد الكبير من الأطفال يعبرون الحدود؛ فُطرت قلوبنا لرؤية النساء والأطفال تحت الأشجار، وعانى بعضهم من العنف واحترقت منازلهم ودُمرت قراهم ونُهبت أحياؤهم تماما”.

وفي نهاية فبراير/شباط الماضي، أكدت الأمم المتحدة أن أكثر من ثلث السكان في السودان سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية في 2023 بسبب الجوع وزيادة عدد النازحين.

وقال كاميرون هادسن المحلل في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن لوكالة الصحافة الفرنسية “أتوقع فعلا نزوحا جماعيا لملايين المدنيين عند أول وقف لإطلاق النار”.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply