أشار جيمس مكولي في مقاله بصحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) إلى 4 ملاحظات وصفها بالمقلقة من نتائج الجولة الأولى في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وقال إنها تظهر أن أداء الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون كان أفضل مما كان متوقعا في البداية، ولكن ليس كما ينبغي. والأهم من ذلك كله أنها تظهر يمينا متطرفا على أبواب السلطة، مع فرصة حقيقية للفوز بالجولة النهائية خلال أسبوعين.

وألمح الكاتب إلى أن الأسبوعين القادمين قد لا يكونان وقتا كافيا لماكرون لصد المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان، وأشار إلى أن الخطوط العريضة لنتائج الأحد المقبل تتمثل في التالي:

أولا، خسارة ماكرون محتملة في الانتخابات، فقد كان أداء الرئيس الفرنسي -الذي تضاءل تقدمه في استطلاعات الرأي بسرعة في الفترة التي سبقت الجولة الأولى من التصويت- أفضل قليلا مما كان متوقعا، حيث جاء بنسبة 28%، متقدما بنحو 5 نقاط على لوبان 23%.

ولكن السؤال الرئيسي، كما يقول الكاتب، هو ما إذا كان ماكرون يستطيع خلال الأسبوعين المقبلين إقناع اليسار السياسي المفكك بالوقوف معه ضد لوبان، كما فعل عام 2017. وشكك الكاتب في أنه يمكن أن يفعل ذلك في 2022 بسبب الحرب في أوكرانيا. ورأى أن الوقت الضئيل المتبقي في الحملة قد لا يكون كافيا لماكرون لإقناع الناخبين اليساريين بأنه سمع مخاوفهم.

على الرغم من أن الاشتراكيين فقدوا مكانتهم التي كانت في السابق، إلا أنه لا تزال هناك طاقة كبيرة في اليسار، ويبدو أنه يبحث فقط عن زعيم، وفي الوقت الحالي يبدو أن القائد هو ميلانشون

ثانيا، الأحزاب التقليدية اختفت والتطرف آخذ في الارتفاع. فقد تغير المشهد السياسي الفرنسي بشكل جذري، وأيد أكثر من 50% من الناخبين في الجولة الأولى الأحزاب المتطرفة من أقصى اليمين أو أقصى اليسار.

ثالثا، لم يكن اليمين المتطرف أقوى من أي وقت مضى. فقد كان أداء لوبان، في مسيرتها الثالثة لقصر الإليزيه، أفضل مما كانت عليه في السابق، ومن المرجح أن تتفوق في جولة الإعادة على آخر نتيجة لها حققتها عام 2017.

رابعا، اليسار الفرنسي ليس ميتا، ولكنه مفكك، وما بدا مهما في النتائج الأخيرة هو نجاح اليساري المتطرف جان لوك ميلانشون الذي جاء أداؤه بنسبة 22%، وكاد يتفوق على لوبان. ولفت الكاتب إلى أن ميلانشون خسر أمام لوبان بفارق 422 ألف صوت فقط، وأنه لو كان الناخبون -الذين أيدوا آن هيدالغو عضو الحزب الاشتراكي- على سبيل المثال قد ذهبوا إلى ميلانشون (حوالي 617 ألفا)؛ فما كان سيكون لليمين المتطرف حضور في الجولة الأخيرة من التصويت.

واختتم الكاتب مقاله بأنه على الرغم من أن الاشتراكيين فقدوا مكانتهم التي كانت عالية في السابق، فإنه لا تزال هناك طاقة كبيرة في اليسار، ويبدو أنه يبحث فقط عن زعيم، وفي الوقت الحالي يبدو أن القائد هو ميلانشون.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply