القاهرة- أثار إعلان متداول على مواقع التواصل الاجتماعي عن عروض الإفطار والسحور بخيمة رمضانية داخل حديقة “قصر القبة” التاريخي بالعاصمة المصرية القاهرة، جدلا واسعا في مصر.

وهاجم عدد كبير من رواد مواقع التواصل فكرة إنشاء خيمة رمضانية بأحد القصور الرئاسية الرسمية، واعتبره البعض “بيعا للتاريخ”، وطالب عدد منهم السلطات بوقف نشاط هذه الخيمة.

وكانت صفحة على موقع “فيسبوك” (Facebook) تحمل اسم “قصر القبة”، قد أعلنت عما وصفته بـ”إفطار وسحور ملكي في قصر القبة” يتم تقديمه على أنغام التخت الشرقي والتنورة و”ستاند آب كوميدي” وفقرات فنية متنوعة، وعرضت الصفحة لقطات للمطعم المقام داخل القصر، وصور عدد من الشخصيات العامة الذين حضروا الافتتاح.

ويعد قصر القبة أكبر القصور في مصر، وأحد أهم القصور الملكية في عصر أسرة محمد علي باشا، ويستخدم حاليا مقرا لإقامة كبار الزوار الرسميين لمصر.

 

 

تاريخ للبيع

الصور ومقاطع الفيديو المتداولة أثارت جدلا بين عدد كبير من المصريين، إذ عبّر أغلبهم عن استنكارهم فكرة إقامة خيمة سهر رمضانية في القصر، الذي شهد عددا من أهم الأحداث في تاريخ مصر.

كما أعرب عدد منهم عن حسرتهم لتحويل حديقة القصر إلى مطعم، بدلا من تحويله إلى متحف تاريخي كما تتعامل الدول المحترمة مع تراثها ومبانيها التاريخية، واصفين الحدث بأنه “مساء حزين لمصر”.

في المقابل رأى البعض أن ما يحدث في قصر القبة أمر طبيعي ويقام في أماكن مختلفة حول العالم، واستشهد أحدهم بحضور عشاء مماثل بأحد القصور التاريخية في النمسا، في حين طالب البعض بعدم تهويل الأمر كون المطعم مجرد ديكور في حديقة القصر، دون أي مساس بالقصر أو محتوياته التاريخية، وبوجود عدد محدود لا يمكن تجاوزه.

 

 

 

 

 

شاهد على التاريخ

يقع قصر القبة بمنطقة سراي القبة بالقاهرة، وهو أكبر القصور في مصر، وتبلغ مساحته 190 فدانا (الفدان نحو 4 آلاف متر مربع)، بناه الخديوي إسماعيل على أطلال منزل قديم لوالده إبراهيم باشا، واستمر البناء 6 سنوات، وتضم حدائق القصر مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات.

افتُتح القصر رسميًّا في يناير/كانون الثاني 1873 في حفل زفاف الأمير محمد توفيق ولي عهد الخديوي إسماعيل، وارتبط القصر فيما بعد بحفلات الزفاف والأفراح الأسطورية للعائلة الملكية، واتخذه الملك فؤاد الأول مقرًا لإقامته منذ عام 1925، وشهد زواج الملك فاروق من الملكة فريدة في يناير/كانون الثاني 1938.

وبعد ثورة يوليو/تموز 1952 وما تلاها من إعلان الجمهورية، صار القصر أحد القصور الرئاسية الثلاثة الرئيسية في مصر، بجانب قصر عابدين في وسط القاهرة، وقصر رأس التين في الإسكندرية.

بخلاف حفلات الزفاف الملكية، شهد القصر العديد من الأحداث التاريخية، منها تشييع جنازة الملك فؤاد عام 1936، وأول خطاب مسجَّل للإذاعة المصرية لابنه الملك فاروق بعد عودته من إنجلترا عقب وفاة والده، كما كان مقرا لإقامة شاه إيران محمد رضا بهلوي بعد لجوئه السياسي إلى مصر عام 1979.

المصدر : الإعلام المصري + مواقع التواصل الاجتماعي


المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply