بعد تصويت أعضاء البرلمان الباكستاني لصالح حجب الثقة عن حكومة رئيس الوزراء عمران خان، يرجح مراقبون أن يختار البرلمان زعيم المعارضة شهباز شريف -شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف- خلفا له.

فما تداعيات الإطاحة بعمران خان وكيف سيؤثر الحدث على السياسة الخارجية لباكستان وعلاقاتها بدول الجوار وبحلفائها الرئيسيين؟

يشير تقرير نشرته صحيفة الغارديان (The Guardian) البريطانية إلى أن خطاب خان أصبح مناهضا للولايات المتحدة منذ وصوله إلى السلطة في عام 2018، كما أعرب عن رغبته في التقارب مع الصين، ثم عقد مؤخرا محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 24 فبراير/شباط الماضي عشية بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وفيما يبدو أنه إشارة لاستياء الولايات المتحدة من بعض مواقف خان وتصريحاته، يلفت التقرير الذي نشرته الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن الجيش الباكستاني القوي يحكم قبضته على السياسة الخارجية وعلى الدفاع، فإن خطاب خان العام الذي يتسم أحيانا بالحدة أثر سلبا على بعض العلاقات الرئيسية لباكستان.

الموقف الأميركي

وفيما يتعلق بالموقف الأميركي من الأزمة السياسية في باكستان، تعزو الصحيفة لخبراء في شؤون جنوب آسيا مقيمين في الولايات المتحدة القول إنهم يستبعدون أن تكون الأزمة السياسية في باكستان ضمن أولويات الرئيس الأميركي جو بايدن، المنشغل بالحرب على أوكرانيا ما لم تؤدِّ إلى اضطرابات شعبية في باكستان أو تسفر عن تصاعد التوتر مع الهند.

ونقل التقرير تعليقا للسياسي الأميركي روبن رافيل، المساعد السابق لوزير الخارجية لشؤون جنوب آسيا، جاء فيه أن الولايات المتحدة لديها الآن ما يشغلها عن الأزمة في باكستان.

كما نقل عن مسؤول سابق بمجلس الأمن القومي الأميركي في عهد الرئيس دونالد ترامب قوله إنه “نظرا لأن الجيش هو الذي يتخذ القرارات بشأن السياسات المهمة بالنسبة للولايات المتحدة، مثل أفغانستان والهند والأسلحة النووية، فإن التطورات السياسية الباكستانية الداخلية لا علاقة لها بالولايات المتحدة”.

العلاقة مع الصين

ويشير تقرير الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء المطاح به عمران خان طالما أكد على دور الصين الإيجابي في باكستان وفي العالم بأسره.

ويرجح التقرير استمرار العلاقات والمشاريع التجارية والتنموية بين باكستان والصين كما كانت عليه في عهد خان، بما في ذلك الجسر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي تبلغ قيمته 60 مليار دولار ويربط البلدين الجارين. ويشير التقرير في هذا الصدد إلى أن خليفة خان المحتمل شهباز شريف سبق أن أبرم صفقات تجارية عديدة مع الصين مباشرة عندما كان حاكما لإقليم البنجاب شرقي باكستان.

أفغانستان والهند

وتشير الصحيفة إلى أن عمران خان كان من أقل قادة العالم انتقادا لحكم حركة طالبان الأفغانية بشأن ملف حقوق الإنسان.

وفيما يتعلق بالعلاقات الباكستانية الهندية، تشير الغارديان إلى أن التوترات على طول الحدود في كشمير عند أدنى مستوى لها منذ عام 2021، بفضل وقف إطلاق النار.

لكن الطرفين لم يعقدا محادثات دبلوماسية رسمية منذ سنوات عديدة بسبب انعدام الثقة العميق بشأن مجموعة من القضايا، بما في ذلك انتقادات خان لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بشأن تعامله مع الهجمات التي تتعرض لها الأقلية المسلمة في الهند.

ويتوقع كاران ثابار -وهو محلل سياسي هندي مختص في العلاقات الهندية الباكستانية- أن يعمد الجيش الباكستاني للضغط على الحكومة الجديدة في إسلام آباد للبناء على وقف إطلاق النار الناجح في كشمير والتوصل لاتفاق بشأن الإقليم. وقد صرح قائد الجيش الباكستاني القوي الجنرال قمر جاويد مؤخرا بأن بلاده مستعدة للمضي قدما للتوصل لاتفاق بشأن كشمير إذا وافقت الهند على ذلك.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply