خبراء التغذية، مصطلح جديد قدمته البرامج التلفزيونية، ومجموعات الحِمْيات والطعام الصحي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يحتاج الأمر سوى نجاح سابق في فقدان الوزن، وممارسة منتظمة للرياضة، فيتحول الشخص من مريض سابق للسمنة إلى خبير في الأنظمة الغذائية، وصاحب قدرة على البحث والتنظير فيما يعرف بالتغذية العلاجية.

عبر موقع رسمي على الإنترنت، عرّفت السيدة المصرية دعاء سهيل نفسها بخبيرة التغذية العلاجية، الحاصلة على الدكتوراه من جامعة نيوكاسل البريطانية، وصاحبة عدد من الأبحاث المرتبطة بالقضاء على السمنة، وكذلك مؤسسة عدد من المبادرات الطبية للتوعية بمخاطر السمنة، وتصحيح مفاهيم العلاج منها، وهو ما دونته في كتاب أصدرته بعنوان “التغذية وأثر الوعي والممارسات الغذائية على النمو الجسمي”.

قدمتها البرامج التلفزيونية بلقب طبيبة التخسيس، ونجحت في الفوز بالحضور المتزايد في العديد من البرامج التلفزيونية، إلى أن تم القبض عليها مؤخرا بتهمة النصب، والترويج لأدوية غير مرخص بها من وزارة الصحة المصرية.

وبحسب بيان النيابة العامة بعد القبض على دعاء سهيل تبين كذب ما أوردته عن نفسها عبر موقعها الإلكتروني، وما بثته عبر عشرات البرامج المتلفزة عن كونها طبيبة متخصصة في التغذية العلاجية، وأعلنت النيابة العامة المصرية أن دعاء سهيل حاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعية، ولم تعرف أبدا الطريق إلى نيوكاسل.

الطريق إلى الشهرة يبدأ من فيسبوك

بعد ساعات من القبض على دعاء سهيل، أغلقت منشورات صفحتها الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والتي كانت تروج للأدوية التي تعلن عنها في لقاءاتها المتلفزة، ورغم أن كثيرين من متابعيها نشروا وصفتها الرمضانية للتخسيس.

انتشار فوضى التغذية العلاجية، وخوض البعض غمار ممارسات غير قانونية باسم التخسيس وعلاج السمنة، اعتبرته الدكتورة أسماء الدحدوح أخصائية التغذية، في برنامج عبر إحدى القنوات الفضائية، أن خطر الأنظمة غير المدروسة أكبر من خطر السمنة في حد ذاتها، فالتغذية العلاجية أمر منوط بالأطباء فقط، إذ العلاج غير المناسب قد يؤدي إلى جلطات وفشل كلوي، وأمراض أخرى أشد وطأة من السمنة.

إعلانات الكركمين مستمرة

القبض على دعاء سهيل أعاد للأذهان تفاصيل القبض على الصيدلي أحمد أبو النصر، المعروف إعلاميا باسم طبيب الكركمين، الذي خصصت بعض القنوات الفضائية فقرات إعلانية تتجاوز الساعة للإعلان والترويج عن منتجه الذي يعالج كافة الأمراض، بدءا من السمنة وسد الشهية، وصولا لتقوية العظام وتخفيف آلام الأعصاب، وتهدئة القولون، وتجديد البشرة واستعادة النشاط الجسدي بعد وهن متلازمة ما بعد كورونا.

أبو النصر الذي تم القبض عليه منذ شهور قليلة، حاز منتجه على ترويج ضخم من قبل بعض المشاهير، ولا تزال إعلانات الكركمين تبث عبر بعض القنوات الفضائية حتى الآن.

عامان وغرامة 100 ألف جنيه، هي العقوبة التي نالها أبو النصر بعد القبض عليه، بتهمة انتحال صفة طبيب، والترويج لأدوية غير مصرح بها.

الدواء من الصيدليات فقط

أصبح الترويج لأدوية مجهولة المصدر عبر القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي من الأمور الشائعة في مصر، والتي تتسبب في بعض الأحيان في حدوث مشاكل صحية كبيرة لكثيرين، حذر منها الدكتور أيمن حسام الدين، رئيس جهاز حماية المستهلك.

وأكد أن المكان الوحيد المرخص له ببيع الدواء هو الصيدليات فقط، مشيرا في مداخلة هاتفية مع أحد البرامج التلفزيونية إلى ظاهرة بيع ساعات البث، التي تقوم بها القنوات الفضائية للمعلنين، دون التدقيق في المحتوى المقدم، وهو ما يحتاج إلى رقابة أشد من المجلس الوطني للإعلام في مصر.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply