مدة الفيديو 03 minutes 07 seconds

الحروب والهجرة والبحث عن مكان آمن سيناريو متجدد يلاحق العراقيين سواء كانوا داخل بلدهم أم خارجه، فاليوم وبعد الحرب الروسية على أوكرانيا هناك معاناة كبيرة تعرض لها الطلاب الدارسون والمقيمون في المدن الأوكرانية.

منهم من عاد إلى العراق بصعوبة ومنهم من ذهب نحو القارة الأوروبية، والباقون تحت نيران الحرب وبين أزمة الغذاء والدواء.

تواصت الجزيرة نت مع عدد مع العراقيين هناك لتستعرض تلك المعاناة.

إياد يسعى للرجوع إلى أوكرانيا لإنقاذ زوجته وطفله من خطر الحرب (الجزيرة نت)

الإشعاع النووي

الطالب في كلية الطب هشام أياد الموجود في بلاده قبل 10 أيام من بدء الحرب لإكمال إجراءات جوازه، يقول للجزيرة نت إنه يسعى للعودة إلى أوكرانيا لإنقاذ زوجته وطفله من الموت الذي يحوم حولهم وخاصة بعد امتداد القتال إلى مدينة زاباروجيا (جنوب العاصمة) التي يقيمون فيها.

وزادت المخاوف في زاباروجيا الجمعة الماضية بعد إعلان كييف عن استهداف النيران الروسية لمحطة زاباروجيا النووية ممّا أسفر عن اندلاع حريق في مبنى للتدريب، وهو ما أثار حالة من القلق وتخوفات من حدوث كارثة نووية.

وأعرب إياد -الذي كان يتحدث بقلق بالغ- عن خشيته بأن يصيب زوجته وطفله مكروه في حال انفجر المفاعل النووي.

متجر لبيع المواد الغذائية في كييف
متجر لبيع المواد الغذائية في كييف أوصد أبوابه بعد نفاذ المخزون (الجزيرة نت)

تكاليف العودة

وأدت هذه الحرب لارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية والطبية ووقود السيارات، إلى جانب إغلاق العديد من الطرق بالعجلات الحربية وإغلاق البنوك بأوكرانيا، الأمر الذي انعكس سلبا على السكان، مما دفع الشاب العراقي مصطفى حسين العيساوي للعودة بلاده.

وفي حديثه للجزيرة نت، سرد العيساوي تفاصيل رحلته من أوكرانيا للعراق، فيقول إنه سافر من كييف بواسطة سيارة تاكسي نحو مطار مدينة لفيف (تبعد 468 كلم من العاصمة) مقابل 400 دولار.

وأضاف أنه دفع ما قيمته 1250 دولارا لتذكرة الطيران من مطار لفيف إلى مطار دبي ثم إلى مطار بغداد.

وكان المتحدث باسم الخارجية أحمد الصحّاف قد كشف في وقت سابق السفارة بكييف خصصت للعراقيين هناك رقما للحالات الطارئة، مشيرا إلى أن عدد أبناء الجالية أكثر من 5500 شخص، أغلبهم من طلاب الجامعات.

وقد تم إجلاء 223 عراقيا من أوكرانيا منذ بداية الحرب، لافتا إلى أن “هؤلاء دخلوا بولندا بحسب إحصاء رسمي زودتنا به السلطات البولندية، ومن خلال تنسيق سفارة العراق في وارسو”.

وتعد أوكرانيا من الدول التي يُفضلها العراقيون للدراسة بعد لبنان وإيران ومصر، ويصل عددهم هناك إلى 450 طالبا يتوزعون على 37 جامعة بحسب أرقام وزارة الخارجية.

معاناة داخلية

وعن الأوضاع في أوكرانيا، يوضح الحسن الربيعي المقيم في كييف أن المحال التجارية الغذائية تسمح بدخول كل 4 أفراد مما تسبب بالانتظار ساعات طويلة حتى يتمكن الشخص من شراء حاجياته الأساسية، مضيفا أن أغلب مخزون محال البيع الغذائية شارفت على النفاد بسبب عدم توريد البضائع الأساسية في ظل الحرب الدائرة.

وقال الربيعي -في حديثه للجزيرة نت- إن السلطات الأوكرانية وفرت خدمة الإنترنت والمكالمات الهاتفية بشكل مجاني، لكن المياه والكهرباء تنقطع من حين لآخر.

رفعت اعتبر أن معظم العراقيين الفارين من الحرب في أوكرانيا لا يحبذون العودة للبلاد وإنما التوجه لأوروبا (الجزيرة نت)

لن نعود للعراق

وفي خضم التدافع للهجرة من أوكرانيا باتجاه دول الجوار الأوروبي، لا يحبذ العراقيون العودة إلى بلدهم بل الذهاب نحو القارة الأوروبية، وذلك حسب الشاب الكردي تيلكو المقيم هناك.

وأضاف للجزيرة نت أن أغلب العراقيين المقيمين هناك، والذين يفضلون عدم العودة للعراق، متزوجون من أوكرانيات.

ويعلل رفعت ذلك بأن أوروبا بدأت بمنح إقامة لمدة 3 سنوات لأي عراقي كان مقيم في أوكرانيا، الأمر الذي فضلته الجالية العراقية بدلا من العودة لبلدهم الأم.

هذا، وقد وصل رفعت بولندا بداية الأسبوع الجاري بعد عبوره الحدود من أوكرانيا.

برواري يقدر عدد الموجودين عند الحدود الأوكرانية البولندية بقرابة مليون إنسان (الجزيرة نت)

من جهته اتفق الشاب أحمد برواري مع الدكتور رفعت بعدم تفكيره بالعودة للعراق بعد وصوله إلى بولندا.

ويسرد برواري -للجزيرة نت- رحلته التي استغرقت 18 ساعة صوب أوروبا، إذ انتقل من محل إقامته بمدينة أوديسا 450 كلم جنوب كييف عبر القطار إلى مدينة لفيف ثم الانتقال بسيارة تاكسي نحو حدود أوكرانيا.

ويقدر الشاب المغترب عدد الموجودين عند الحدود الأوكرانية البولندية بقرابة مليون إنسان مما أدى لمكوثه هناك 3 أيام حتى استطاع العبور.

وعن آلية دخول العراقيين لبولندا، قال برواري إن الذين يمتلكون إقامة دائمة أو كانوا متزوجين من أوكرانيات لهم حق الدخول فقط.

Share.

رئيسة تحرير موقع شام بوست والمشرف العام عليه

Leave A Reply