أعادت غينيا -إحدى أفقر دول العالم رغم ثروتها المعدنية- إطلاق مشروع التعدين لمنجم سيماندو المسمى “الجبل الحديدي”؛ حيث يعاني هذا المشروع من عدة عراقيل، مثل التقاضي والفساد وعدم الاستقرار السياسي.

وقال الكاتب المتخصص في الاقتصاد فيليب إسكاندي في صحيفة “لوموند” (lemonde) الفرنسية إن هذه “لعنة” شائعة ليس فقط للبلدان المنتجة ولكن لعملائها أيضًا.

وأضاف إسكاندي إن سيماندو يعد أغنى منجم رواسب معدن الحديد في العالم، غير أنه بعيد ويقع في أعماق غينيا ولا يوجد طريق وصول رئيسي إليه، وسرعان ما يتزعزع هدوء غابات غينيا بسبب ضجيج آلات البناء، حيث وقع رئيس المجلس العسكري الجديد في كوناكري مامادي دومبوي قبل أيام اتفاقية مع المشغلين لبدء هذا المشروع الضخم والمؤجل باستمرار.

ويبين الكاتب أنه لأكثر من 15 عامًا عُدّ هذا “الجبل السحري” -الذي يحتوي على ما يقرب من 8 مليارات طن من الحديد- أنه “ملعون” بسبب كثرة العراقيل؛ فقد تسبب التقاضي بشأن حقوق التعدين والفساد والاضطرابات السياسية في تأخير بدء العمل فيه مرارًا وتكرارًا، والعديد من المتسببين في هذا الوضع المعقد يقبعون في السجن أو قيد المحاكمة.

غينيا تمتلك أكبر احتياطيات في العالم من الخام الطبيعي الذي يصنع منه معظم معدن الألومنيوم ، ومع ذلك تظل واحدة من أفقر البلدان على هذا الكوكب.

الغربيون يغمضون أعينهم

يشير الكاتب إلى أن “انتكاسات منجم سيماندو تكشف عن اللعنة المزدوجة على المواد الخام التي تمتد من موسكو إلى كوناكري، خاصة عندما يتعلق الأمر بالحديد أو الذهب أو النفط؛ حيث تصيب هذه اللعنة المنتجين قبل كل شيء”.

ويضيف أن هذه “اللعنة” تدفع هؤلاء إلى المضاربة على الدخل المستقبلي والاستسلام لإغراءات الفساد والمال السهل، وتؤدي إلى اتباع سياسات قصيرة الأجل تتمثل في الإنفاق والدخول في الديون عندما تكون الأسعار في ذروتها ثم تنخفض، مبينًا أن قلة من المسؤولين لديهم الحكمة للادخار والتنويع في الأوقات الصعبة.

ويضيف الكاتب أن غينيا تمتلك أكبر احتياطيات في العالم من البوكسيت للألمنيوم (الخام الطبيعي الذي يصنع منه معظم معدن الألومنيوم)، ومع ذلك تظل واحدة من أفقر البلدان على هذا الكوكب، ويعود ذلك إلى الصعوبات التي يغذيها أحيانًا المشغلون أنفسهم، والتي تزيد من عدم الاستقرار السياسي.

ويوضح الكاتب أنه بالنسبة للشركات العاملة منذ البداية فقد أصبحت عقودها فجأة موضع تساؤل بسبب التغيير السياسي، كما هي الحال بالنسبة لشركة “ريو تينتو” وشركائها الصينيين في سيماندو، وأيضا بالنسبة للبلدان المشترية؛ حيث يتغاضى الغربيون عن كل شيء لشراء الغاز الروسي أو الكوبالت الكونغولي الذي يلتقطه أطفال حفاة القدمين.

ويقول الكاتب -في النهاية- إن أنظمة الأغلبية العظمى من الدول المنتجة لهذه السلع من “النوع الاستبدادي” -وفق وصفه- وهذا الأمر ليس على وشك التغيير؛ حيث إن أستراليا وتشيلي هما الدولتان الوحيدتان اللتان تتمتعان بديمقراطيات “مستقرة” من بين البلدان المنتجة الرئيسية للمعادن الأساسية للطاقات المتجددة.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply