وصف الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه “مجرم حرب”، وطالب بمحاكمته وفرض مزيد من العقوبات على روسيا، في حين نفت موسكو تورط قواتها في أي جرائم ضد المدنيين في أوكرانيا واتهمت الغرب بالتزييف والفبركة.

وقال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض “رأيتم ما حدث في بوتشا.. إنه مجرم حرب”، في إشارة إلى تقارير غربية تحدثت عن “مجازر قد ترتقي إلى جرائم حرب” نفذتها قوات روسية في بلدة بوتشا الواقعة شمال غرب كييف.

وقال بايدن إنه يجب جمع التفاصيل المتعلقة بالمزاعم عن فظائع بعد اكتشاف الكثير من الجثث بملابس مدنية في شوارع البلدة عقب انسحاب القوات الروسية منها واستعادة الجيش الأوكراني السيطرة عليها قبل يومين.

وفي السياق، قال عمدة بوتشا أناتولي فيدوروك إن نصف البلدة دمرته القوات الروسية، وإن هناك الكثير من البنايات المهدمة والجثث في الشوارع، مضيفا في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” (CNN) الإخبارية الأميركية، أن السلطات الأوكرانية تمكنت من تحديد هوية نحو 50% من جثث الضحايا.

وكانت صور نشرتها شركة “مكسار تكنولوجيز” الأميركية للأقمار الاصطناعية أظهرت خندقا بطول نحو 14 مترا، محفورا في أرض كنيسة في بوتشا، حيث اكتُشفت مقبرة جماعية.

وأوضحت “مكسار” أن الصور التي التُقطت في 31 من مارس/آذار الماضي تأتي بعد صور سابقة نشرت في العاشر من الشهر ذاته، تظهر علامات الحفر في أراضي كنيسة “سانت أندرو”.

زيلينسكي في بوتشا

من جهته، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما جرى في بوتشا بجريمة الإبادة الجماعية، قائلا إنهم سيقاضون من ارتكب تلك الجرائم، وفق تعبيره.

وفي كلمة له اليوم من بوتشا، أكد أن ما يحدث الآن من ضغط على القادة الأوروبيين لعبة روسية لإبعاد بلاده عن حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأن موسكو ضغطت على كثير من قادة أوروبا، للتأثير في آرائهم بشأن ما يجري في أوكرانيا، حسب تعبيره.

وفي المعسكر المقابل، عبر الكرملين عن رفض موسكو للاتهامات بقتل مدنيين في مدينة بوتشا، مضيفا أن متخصصي وزارة الدفاع الروسية كشفوا علامات تزييف في الفيديوهات الخاصة بمقتل المدنيين.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن تصريحات بايدن عن بوتين “تظهر أن البعض في الغرب لديه مشكلة ضمير”.

واعتبر لافروف أن الأوكرانيين والغرب يفبركون أمورا عن مدينة بوتشا وأن ما يبث مجرد تمثيلية درامية، مضيفا أن القوات الروسية انسحبت من بوتشا في الثلاثين من الشهر الماضي، وكانت الأمور طبيعية، لكن موسكو فوجئت بنشر الأوكرانيين صورا بعدها بأيام.

ولدى استقباله مارتن غريفيث ممثل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في موسكو، أوضح لافروف أن موسكو طالبت بعقد جلسة لمجلس حقوق الإنسان بشأن ما سماها استفزازات الأوكرانيين المتعلقة ببوتشا، لأنها تمثل تهديدا للأمن والسلم الدوليين.

بدوره، أكد ديميتري بوليانسكي نائب مندوب روسيا الدائم لدى الامم المتحدة، أن روسيا ستصر على عقد اجتماع في مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين، على خلفية ما سماها الاستفزازات التي نظمها المتطرفون الأوكرانيون في مدينة بوتشا.

وقال بوليانسكي إن بريطانيا ألغت الطلب الروسي بعقد اجتماع لمجلس الأمن بشأن بوتشا، تحت ذرائع إجرائية غير معقولة، حسب تعبيره.

وأشار إلى أن لندن لا تريد لروسيا أن تثير هذه القضية بشكل منفصل، لتجنب إلحاق الضرر بسمعة الدول الغربية التي اتهمت روسيا بقتل المدنيين في بوتشا، وفق تعبيره.

وشدد المسؤول الروسي على أن موسكو ستصر على عقد هذا الاجتماع اليوم الاثنين، مشيرا إلى أن العالم بحاجة لمعرفة الحقيقة.

غضب غربي

في المقابل، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن هناك أدلة واضحة على وجود جرائم حرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أن الجيش الروسي مسؤول عنها.

وأضاف ماكرون، في حوار مع إذاعة فرنسا الدولية، أن أوروبا تحتاج لعقوبات جديدة تشمل الفحم والوقود، لتستخدم كورقة ضغط في المباحثات.

من جانيه، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن اكتشاف مزيد من المقابر الجماعية خارج كييف أمر مقزز.

وأضاف في تغريدة له أن المملكة المتحدة “لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تحدث هذه المذبحة العشوائية التي لا تغتفر”، مؤكدا أن بلاده تعمل على ضمان محاسبة المسؤولين.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إنه أجرى مكالمة مع نظيره الصيني، وإنه عبر له عن امتنانه على تضامن بكين مع الضحايا المدنيين.

وقال كوليبا في تغريدة، إن أوكرانيا والصين مقتنعتان بأن إنهاء الحرب على أوكرانيا يخدم المصالح المشتركة للسلام، والأمن الغذائي العالمي، والتجارة الدولية.

تنديد دولي

وعبر الاتحاد الأوروبي، في بيان، عن إدانته لما وصفها بالفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية في المدن الأوكرانية التي تمت استعادتها.

واتهم الاتحاد السلطات الروسية بالمسؤولية عنها وقال إنها تقع ضمن اختصاص القانون الدولي في فترة الاحتلال.

وقال البيان الصادر عن مفوض السياسات الخارجية أن الاتحاد الأوروبي يدعم كل الإجراءات، لضمان محاسبة منتهكي حقوق الإنسان والقانون الدولي في أوكرانيا.

في الأثناء، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن واشنطن تعتزم الدعوة لعقد اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت على تعليق عضوية روسيا من مجلس حقوق الإنسان.

وأضافت غرينفيلد في حوار مع قناة “سي إن إن” (CNN) أن التصويت سيحصل على العدد المطلوب من الأصوات.

كما قالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة إن هناك جرائم حرب محتملة بعد المشاهد المروعة في بوتشا الأوكرانية.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply