يعيش النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أسوأ مواسمه على الإطلاق، حيث تراجع مستواه بشدة وتدهورت حالته الفنية وأصبحت أهدافه نادرة بعدما كان أبرز الهدافين في برشلونة ومنتخب بلاده.

وتكشف لغة الأرقام بوضوح مدى تراجع ميسي الذي سجل 672 هدفا خلال 778 مباراة خاضها مع برشلونة الفترة من 2004 حتى 2021، مقابل 7 أهداف فقط سجلها بقميص سان جيرمان خلال 26 مباراة خاضها منذ انضمامه للفريق الفرنسي صيف العام الماضي.

ولا يتوقف الأمر عند تسجيل الأهداف بل امتد إلى الأداء أيضا، حيث فشل ميسي في إحداث أي تغيير في الأداء بلمساته الفنية المعتادة سواء في الدوري المحلي أو أبطال أوروبا، وكانت النتيجة هزيمة سان جيرمان في العديد من المباريات المحلية بداية بالسوبر الفرنسي، وأخيرا الخروح من ثمن نهائي أبطال أوروبا أمام ريال مدريد.

ميسي لم يتأقلم مع سان جيرمان

ويرى هيثم فاروق نجم منتخب مصر السابق والمحلل بقنوات “بي إن سبورتس” أن ميسي لم يتأقلم بعد مع البطولة الفرنسية ولا المجتمع هناك، حيث أنه يواجه اختلافات عديدة في اللغة والثقافة والعادات تؤثر عليه سلبيا، فرغم أنه لاعب أسطوري فإن حياته كلها قضاها في برشلونة.

ويقول المحلل الرياضي، للجزيرة نت، إن ميسي مر بفترات تراجع مع منتخب بلاده أيضا خلال فترة تألقه مع برشلونة، وهو ما دفعهم للبحث وراء أسباب هذا التراجع، فوجدوا أن مستوى المجموعة التي كان يلعب معها في برشلونة هي السبب، مثل تشافي وأنييستا وداني ألفيش وبيكيه وكارلوس بيول، حيث لم يكن منتخب الأرجنتين يضم نجوما تضاهي هذه الأسماء في الجودة بالملعب.

ويشير فاروق -وهو أول محترف مصري في تاريخ الدوري الهولندي عندما لعب لفريق فينوورد عام 1996- إلى أن ميسي لم يضف إلى سان جيرمان حتى الآن بدليل أنه كل سنة يفوز بالبطولات المحلية ويصل لدور متقدم في دوري الأبطال. لكنه هذا الموسم خسر السوبر المحلي أمام ليل، وخرج من كأس فرنسا بركلات الترجيح، كما خسر مؤخرا بنتيجة ثقيلة أمام موناكو، إضافة إلى خروجه المبكر من دوري الأبطال.

ويرى أنه في ظل عدم قدرة ميسي على الإضافة إلى سان جيرمان وعدم إضافة النادي الفرنسي له أي جديد، فالحل في يد صديقه وزميله السابق تشافي بأن يعيد ميسي إلى برشلونة الموسم المقبل.

وفي ظل تواصل تشافي مع ميسي في عدة مناسبات آخرها مواساة مدرب برشلونة لهدافه الأسطوري بعد الخسارة أمام ريال، أكدت تقارير إسبانية أنه من الصعب عودة ميسي قبل انتهاء عقده نظرا للكلفة المالية العالية التي لا يستطيع النادي الكتالوني تحملها حاليا في ظل الأزمة المالية التي يعاني منها وتسببت في رحيل ميسي.

كما قالت التقارير إن ميسي ينوي استكمال عقده مع سان جيرمان حتى صيف 2023، أي بعد كأس العالم 2022 في قطر.

وألمح ميسي مؤخرا إلى إمكانية اعتزاله بعد كأس العالم، أي أنه من الممكن أن يعتزل دوليا بعد مونديال قطر، ويعتزل نهائيا بعد نهاية عقده مع سان جيرمان، وذلك في حال استمر تراجع مستواه في الملاعب.

اختلاف الهوية الفنية

ويقول الدكتور محمد جادو، أستاذ تدريب كرة القدم بكلية التربية الرياضية، إن تراجع ميسي يعود لعدة أسباب أهمها اختلاف الهوية الفنية بين فريقه السابق برشلونة والحالي سان جيرمان، مشيرا إلى أن اللاعب لا ينقل الهوية الفنية للفريق، لكن المدرب هو من يفعل ذلك مثلما حدث مع بيب غوارديولا عندما انتقل من برشلونة إلى بايرن ميونخ ومانشستر سيتي ونقل الهوية الفنية التي يتميز بها للفريقين.

ويضيف جادو أن برشلونة كان يلعب بـ 10 لاعبين زائد ميسي الذي لم يكن يشارك في اللعب الدفاعي لفريقه، وتبدأ مشاركته الفعالة بعد افتكاك الكرة، كما أن برشلونة كان يتميز باللعب الجماعي، في حين يميل أداء سان جيرمان إلى الفردية.

ويقول أيضا للجزيرة نت إن الانضباط التكتيكي في برشلونة كان يساعد ميسي على التألق والظهور بشكل أفضل، وهو ما يفتقده في سان جيرمان رغم أن مدربه بوكيتينو من المدربين الأكفاء جدا.

ويرى أستاذ التدريب أن كثرة النجوم الكبار في سان جيرمان (ميسي ومبابي ونيمار) أثر سلبيا على الفريق وعلى ميسي شخصيا، لأن إدارة النجوم الكبار قد تكون نقمة على أي فريق بدلا من أن تكون نعمة.

ولا يغلق جادو الطريق أمام إمكانية استعادة ميسي لبريقه، بشرط أن يلعب لفريق يمتلك نفس الهوية الفنية والبيئة التي كان يعيش فيها ببرشلونة، لأنه يعتمد في أدائه على الفنيات والمهارات التي قد تطيل عمره في الملاعب.

العمر واللياقة لميسي ورونالدو

ويقول الدكتور صفا باشا، المدرب المتخصص في اللياقة البدنية، للجزيرة نت، إن ما يحدث مع ميسي طبيعي، لأنه حسب الدراسات العلمية تبدأ معدلات اللياقة البدنية في التراجع من عمر 27 عاما، إذا لم يحافظ اللاعب عليها بالتدريب الجيد المتواصل وفق برنامج تدريبي علمي.

ويضيف باشا -الذي يعمل مدربا لحكام كرة القدم في قطر- إن انخفاض اللياقة البدنية بعد هذا العمر من الصعب تداركها، مؤكدا أن انخفاض اللياقة البدنية يؤثر مباشرة على اللياقة الفنية أيضا، حيث إن لاعبا مهاريا مثل ميسي يعتمد على عناصر السرعة والتوافق العضلي العصبي والرشاقة، وكلها من عناصر اللياقة البدنية فإذا تراجعت ضعفت مهاراته الفنية في المرور والمراوغة.

ويؤكد المدرب المتخصص في اللياقة البدنية أن ميسي ليس وحيدا، فقد أصبح رونالدو لاعبا عاديا بعد تقدم سنه وتراجع لياقته البدنية وبالتالي الفنية.

ويشير إلى أن ما يساعد على وضوح تراجع ميسي ورونالدو أننا دائما ننظر إليهما منذ 5 سنوات، ونتناسى أن معدلات اللياقة الفنية والبدنية تتراجع بشكل طبيعي مع تقدم العمر.

 

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply