تعد العشرينيات من عمرك مخصصة لاختيار مسار الحياة والوظيفة، أما الثلاثينيات فمخصصة للاستقرار في المسار الذي اخترته والبدء في الاستعداد لمستقبلك.

ولذلك تعتبر الثلاثينيات من العمر سنا مثاليا لبدء الاستثمار؛ فأنت في سنوات كسبك الأولى، ومن الأرجح أن لديك أموالا حقيقية قادمة، ولكن لديك أيضا 3 أو 4 عقود حتى التقاعد، وهو وقت كبير لتنمو استثماراتك، حتى لو اضطررت إلى تحمل فترة هبوط أو اثنتين في سوق تداول الأوراق المالية، على سبيل المثال.

حدد الكاتب كريستين هيرولد 14 نصيحة -في تقرير بموقع “إنفيستد واليت” (Invested Wallet) الأميركي الخاص بشؤون الاستثمار- تمكنك من وضع إستراتيجية استثمار حكيمة في الثلاثينيات من العمر.

في ما يلي أفضل النصائح حول الاستثمار في الثلاثينيات من عمرك:

1. وضع خطة شاملة

لا يمكنك أن تبدأ رحلة الاستثمار الخاصة بك حتى تكون لديك خريطة طريق لتتبعها.

فكر مليا في أهدافك الاستثمارية، أين تريد أن ينتهي بك الأمر، وما مدى صعوبة العمل لتحقيق هذه الغاية، وما هي مواردك الشخصية: المالية والنفسية؟

تتألف خطة الاستثمار الجيدة من أهداف قابلة للتنفيذ ومحددة.

والقابلية للتنفيذ مهمة؛ لأنك إذا حددت لنفسك أهدافا نبيلة لكنها غير قابلة للتحقيق، فأنت تعرّض نفسك للفشل، وهذا الطعم المر سيجعل من الصعب تكرار المحاولة.

والأهداف المحددة مهمة؛ لأنه من الأسهل قياس تقدمك نحو أهداف محددة. فإذا كنت تحاول فقط “توفير الكثير من المال”، فمن سيقول إذا ما كنت قد فشلت أو نجحت؟

2. احتضان المخاطر

عندما تستثمر في الثلاثينيات من عمرك، فإن التقاعد سيكون على بُعد عقود، ولديك الكثير من السنوات لتكتسب الفائدة أو تعوض أي زلات.

لذا، يجب ألا تخشى المخاطر الكبيرة الآن؛ فلا يزال لديك متسع من الوقت؛ إذا فاتتك فرصة استثمار كبير، أو وقعت ضحية لتصحيح السوق، فيمكنك استيعاب هذه الخسائر بسهولة. بعد كل شيء، تأتي العوائد الأكبر أيضا مع المخاطر الأكبر.

وإذا كان لديك قدر كبير من تحمل المخاطر، يقترح الخبراء الماليون وضع أموالك في الاكتتابات العامة أو السندات ذات العائد المرتفع أو صناديق الاستثمار العقاري أو الأسواق الناشئة الأجنبية.

3. التنويع أمر جيد

أسهل طريقة لاتخاذ تدابير معقولة لحماية استثماراتك هي التأكد من أن لديك محفظة متنوعة. فإذا تم توزيع أموالك بين استثمارات مختلفة، فأنت محصن ضد الصدمة المفاجئة في أحد الأسواق.

لنفترض أن كل أموالك في الأسهم، إذا تعرض سوق الأسهم لضربة كبيرة، فستتراجع محفظتك. ولكن إذا تم توزيع أموالك بين الأسهم والسندات والعقارات والعملات المشفرة، فإن صافي ثروتك سيتلقى ضربة أقل بكثير.

4. السيطرة على الديون الخاصة بك

يجب أن يكون سداد الديون أولوية عالية إلى حد ما في هذه المرحلة من رحلتك الاستثمارية، وخاصة الديون عالية الفائدة مثل أرصدة بطاقات الائتمان؛ ذلك لأن الفائدة التي ستتراكم على هذا الدين ستتراكم على مر السنين، وغالبا ستصل إلى نقطة ستدفع فيها أضعاف ديونك الأولية.

هناك العديد من الإستراتيجيات التي يستخدمها الناس لسداد ديونهم، لكن يتفق معظم الخبراء على أن الطريقة الأكثر منطقية للقيام بذلك هي التعامل مع الديون ذات الفائدة الأعلى، ثم الانتقال إلى التي تليها، وهكذا دواليك حتى تتحرر من الديون.

فقط تأكد من تحقيق التوازن بين سداد الديون واستثمار أموالك.

5. وضع ميزانية والالتزام بها

بغض النظر عن المبلغ الذي تجنيه، ستنفق أقل بكثير إذا وضعت ميزانية وتمسكت بها. هناك عدد من التطبيقات المالية التي ستتتبع إنفاقك وتوضح لك الأماكن التي تخسر فيها أكبر قدر من المال، ستقارن بعضه هذه التطبيقات إنفاقك مع أقرانك وتظهر لك أين تنفق أكثر أو أقل بالنسبة إليهم.

6. بدء الادخار للتقاعد

يقترح الخبراء الماليون تخصيص 10% إلى 15% من دخلك خلال الثلاثينيات من العمر للتقاعد، بحيث يكون للمال بضعة عقود لتراكم الفائدة.

مع وجود مدرج لمدة 3 عقود أو أكثر قبل أن تتقاعد، فمن المحتمل أن تكون الاستثمارات التي تقوم بها الآن أهم الاستثمارات في حياتك.

7. الاعتماد بشدة على الأسهم الطويلة الأجل

على المدى الطويل، بلغ متوسط ​​عائد الأسهم حوالي 10%، وهو أمر رائع. العيب الوحيد هو أن سوق الأسهم لا يمكن التنبؤ به، فسلوكه متقلب، مما يعني أنك ستضطر إلى تحمل بعض الحوادث إذا كنت ستواجهه على المدى الطويل.

إذا لم تكن لديك الرغبة في المخاطرة، فلا يزال بإمكانك جني الأرباح من السوق الطويل الأجل عن طريق وضع الأموال في صناديق الاستثمار المتداولة أو الصناديق المشتركة.

8. التفكير في شراء منزل

كثير من الأشخاص في العشرينيات من العمر مستأجرون، وهذا أمر مفهوم، إذ يمنحك الإيجار المرونة والتنقل، ويمكن أن يكون أقل تكلفة، على المدى القصير، من الشراء.

ولكن عندما تصل إلى الثلاثينيات من العمر، يجب أن تفكر في شراء منزل بوصفه وسيلة لبناء الثروة. فمن الناحية التاريخية، كانت العقارات استثمارا رائعا.

9. الاحتفاظ ببعض السيولة النقدية احتياطيا

كقاعدة عامة، يجب أن تستثمر قدر المستطاع في الثلاثينيات من العمر. ولكن لأسباب عملية، يجب أن تحتفظ بكمية جيدة من النقود في متناول اليد لتغطية نفقاتك، بالإضافة إلى أي حالات طارئة قد تظهر.

يقترح الخبراء الماليون الاحتفاظ بحوالي 50% من متوسط ​​نفقات الشهر في حساب جاري حتى تتمكن من التعامل مع أي نفقات. يجب أيضا أن يكون لديك صندوق طوارئ من 3 إلى 6 أشهر من النفقات، في حال فقدان وظيفتك أو مواجهة أي تغيير مفاجئ آخر في الظروف.

لا تحتفظ بالكثير من النقد، حيث تتآكل قيمته مع التضخم. وقد تميل إلى الإنفاق باندفاع، خاصة إذا تعرضت استثماراتك لتراجع مفاجئ.

10. عدم الخوف من طلب المساعدة

إذا كنت ترغب في الحصول على قصة شعر، أو تجديد مطبخك، أو فحص سيارتك، فسوف تلجأ إلى محترف. لا ينبغي أن يكون الأمر مختلفا عندما يتعلق الأمر بوضعك المالي؛ إذ يمكن للمخططين الماليين وضع خطة شاملة للادخار والاستثمار من أجلك، وقد ثبت أن العمل مع مخطط يحسّن عائد الاستثمار.

تعتبر المشورة المهنية مهمة بشكل خاص إذا كنت قد بدأت للتو رحلة استثمارك. فبدلا من التعلم بالتجربة، يمكنك الاستفادة من معرفة الخبير والتأكد من أنك تبدأ في الطريق الصحيح. بعد كل شيء، يمكن أن يفيدك اتخاذ قرارات الاستثمار الصحيحة في الثلاثينيات من العمر لعقود، في حين أن اتخاذ القرارات الخاطئة يمكن أن يعوقك لسنوات عديدة.

11. إشراك الزوج

إذا كنت ستتزوج، فمن المهم جدا أن تكون لك ولزوجك أولويات مالية متشابهة. فبعد كل شيء، إذا كنت تدخر وتستثمر قدر الإمكان، في حين أنها تنفق كل دولار، فقد لا تكون لديكم رؤى متوافقة للمستقبل.

الحل بسيط للغاية: التواصل. تأكد من التحدث عن أهدافك المالية المحددة مع زوجك والخطوات الملموسة التي تتخذها لتحقيق تلك الأهداف، عرّفها نوع توقعات نمط الحياة لديك واستمع إلى أهدافها ورغباتها. بقليل من العمل والتسوية، من المحتمل أن تلتقوا على أرضية مشتركة.

12. البدء في الادخار لأطفالك

عندما تقوم بتسريع إستراتيجيتك الاستثمارية، فمن السهل أن تحصل على رؤية للنفقات وأن تنسى أنك لا تخصص أموالا لنفسك فحسب، بل إنك أيضا تقدم الدعم لعائلتك المستقبلية.

ستكون التكلفة الرئيسية لأطفالك في المستقبل هي الرسوم الدراسية الجامعية؛ فتكلفة الدراسة بالكلية في ارتفاع منذ عقود ولا تظهر أي علامات على التباطؤ. في حين أنه من الممكن بالتأكيد أن يتلقى أطفالك في المستقبل مساعدة مالية، إلا أن ذلك ليس مضمونا. لذلك، من الحكمة الادخار كما لو كنت ستدفع الثمن الكامل للرسوم الدراسية.

13. طلب الزيادات

عندما تدخل الثلاثينيات من عمرك، فإنك تقترب من سنوات أرباحك الرئيسية. كلما ربحت أكثر، زادت قدرتك على الاستثمار، لذا افعل كل ما في وسعك لتعظيم أرباحك المحتملة. لا تخجل من طلب زيادات في العمل، أو تغيير الوظائف إذا كان بإمكانك التفاوض على راتب أعلى.

وكما أن الثلاثينيات من عمرك هي سنوات كسبك الرئيسية، فهذا أيضا أفضل وقت للاستثمار، حيث إن أموالك لديها عقود لتنمو!

14. العيش دون إمكانياتك

في أثناء تعظيم أرباحك، يجب أن تقلل من نفقاتك. لقد تطرقنا إلى بعض الطرق للقيام بذلك أعلاه -مثل سداد ديونك ووضع الميزانية- ولكن يجب عليك اتباع نهج الصورة الكبيرة الذي يخفض نفقاتك إلى الحد الأدنى. وتذكر أنه كلما قلت الأموال التي تنفقها، زادت الأموال التي يمكنك استثمارها!

Share.

رئيسة تحرير موقع شام بوست والمشرف العام عليه

Leave A Reply