تقول دائرة الأديان التابعة للحكومة الأوكرانية إن القصف الروسي طال منذ بداية الحرب 59 موقعا لكنائس أو مساجد أو معابد في أوكرانيا، ووصفته بالاستهداف المقصود.

كييف- تنخرط في صفوف القوات الأوكرانية 3 كتائب محسوبة على المسلمين، منها كتيبتا “الشيخ منصور” و”جوهر دوداييف” الشيشانيتين المناوئتين لروسيا وللزعيم رمضان قديروف، وكذلك كتيبة “القرم” الإسلامية، التي تضم مقاتلين قرميين تتار.

وبالتوازي، أعلنت “الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية” أن نحو 7 آلاف من قساوستها وأتباعها تطوعوا في صفوف “الدفاع الإقليمي”، وهي هيكلية أمنية عسكرية رديفة للجيش، تجمع مدنيين متطوعين ومحاربين قدامى وجنود احتياط.

وفي شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، تنتشر صور لأئمة ورهبان ورجال دين يهود أيضا، خلعوا العمائم والجلابيب، واستبدلوا بها الزي العسكري والسلاح.

بينما وصف يفستريتي زوريا -وهو أحد كبار أساقفة الكنيسة الأوكرانية- الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ”الوحش”، واعتبر أنه يمثل “الشيطان”، على حد وصفه.

لافتة عليها صورة بوتين وجملة “نحن لا نحبك، لا ننسى ولا نسامحك” قرب الكنيسة الأرثوذكسية في مالين الأوكرانية (الأوروبية)

إغاثة ومقاومة

ومنذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، دخلت الأديان المختلفة سريعا في معترك الأحداث، وبات الكثير من أتباعها الأوكرانيين يحملون البنادق دفاعا عن البلاد.

ويشمل هذا الواقع الجديد مواقف كبار الرموز الدينية إزاء الأحداث، ونشاطات مكثفة يقومون بها خلال أيام الحرب، على المستويات الإرشادية والإغاثية والعسكرية.

وأطلقت “الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية” والإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا “أمّة”، ومجلس مسلمي أوكرانيا، حملات إغاثية لجمع التبرعات وتوزيعها على المتضررين والنازحين والجنود.

التحول أو “قتل الغُزاة”

من ناحية أخرى، تشهد مواقع التواصل الاجتماعي تصاعدا في الخطاب المناهض لروسيا ورموزها الدينية، إذ يوجه الأوكرانيون سيل شتائم وأوصافا شعبية أخرى لجيش روسيا، ولبطريركية موسكو الأرثوذكسية، وكذلك لرموز الكنائس التابعة لها -حتى الآن- في أوكرانيا، وسط دعوات للتحول إلى “الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية”، التي أعلنت استقلالها عن بطريركية موسكو في نهاية 2018.

وفي تصريح لافت له، اعتبر رئيس الكنيسة الأرثوذكسية المستقلة في أوكرانيا المتروبوليت إبيفانيوس “أن قتل الغُزاة الروس ليس خطيئة في نظر الكنيسة”.

وأضاف موضحا “نحن كشعب لا نسعى إلى موت جيراننا، ولكن بما أنهم جاؤوا إلى وطننا، فإننا ندافع عن عائلاتنا وأرضنا. جنودنا يحمون جميع الأوكرانيين، وقتل العدو ليس خطيئة”.

ودعا إبيفانيوس أرثوذكس البلاد إلى التحول نحو كنيستهم المستقلة، معتبرا أنها “كنيسة موجهة لخدمة مصالح الشعب الأوكراني ووحدته”، فيما بدا وكأنه رد على مباركة بطريركية موسكو حرب روسيا على أوكرانيا.

كما أعلن رئيس الكنيسة الأرثوذكسية أيضا أن نحو 100 كنيسة تابعة لبطريركية موسكو في البلاد قررت التحول بالفعل إلى كنيسته المستقلة.

epa09819961 A woman passes near the Rus Orthodox Foreign Church partially destroyed after being bombed by Russian aircraft, in Malyn, Ukraine, 12 March 2022. Russian troops entered Ukraine on 24 February prompting the country's president to declare martial law and triggering a series of announcements by Western countries to impose severe economic sanctions on Russia. EPA-EFE/MIGUEL A. LOPES
من الدمار الذي أحدثه القصف الروسي بالكنيسة الأرثوذكسية في مالين (الأوروربية)

دمار في دور العبادة

وتعتبر أوساط حكومية أوكرانية أن روسيا تتعمد استهداف دور العبادة في أوكرانيا. وقالت دائرة الأديان التابعة للحكومة في بيان على موقعها الرسمي إن “دعاية الكرملين حول “حماية الأرثوذكسية” تخفي أطماعا إمبريالية، فالعدوان الروسي يدمر الكنائس ودور العبادة في أوكرانيا”.

وأشارت الدائرة إلى استهداف 59 موقعا لكنائس أو مساجد أو معابد أو مدارس دينية في 8 مناطق أوكرانية متفرقة مشتعلة منذ بداية الحرب، منها 40 كنيسة أرثوذكسية، و5 كنائس بروتستانتية، و3 مساجد، و3 معابد يهودية.

ولفتت الدائرة إلى أن موقعين لكنائس أو مساجد أو دور عبادة يتم استهدافهما بشكل مباشر على الأقل يوميا، معتبرا أن “ذلك مؤشر على استهداف مقصود”.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply