قبل 11 عاما، كان بإمكان مانشستر يونايتد أن يدعي عن حق أنه أحد أفضل فرق أوروبا، والآن بعد خروجه مرة أخرى مبكرا من دوري أبطال القارة تبدو العودة للقمة بعيدة المنال على “عملاق ضل طريقه”.

ولم تكن هناك مشكلة في الخسارة أمام من يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه أحد أعظم الفرق على الإطلاق (برشلونة بقيادة المدرب جوسيب غوارديولا) في نهائي دوري أبطال أوروبا 2011 خاصة وأن “المانيو” كان يخوض ثالث نهائي قاري في 4 مواسم.

ومنذ ذلك الحين، ساءت الأمور بصورة مروعة، خاصة بعد رحيل المدرب الأسطوري أليكس فيرغسون عام 2013. وخسر يونايتد 6 مرات آخر 8 مواجهات بالأدوار الإقصائية لدوري الأبطال بعد أن فاز في 13 من 16 مواجهة قبل ذلك.

وتعني خسارته في مباراة الإياب أمام أتليتكو مدريد في “أولد ترافورد” أمس الثلاثاء أنه خرج من ثمن النهائي بصورة مخيبة مما يمثل تراجعا جديدا أظهر ابتعاد “مان يونايتد” بشدة عن مصاف الأندية الكبرى، ومدى ما يتعين عليه القيام به لتغيير الأمور.

وقال الحارس ديفيد دي خيا “مرت العديد من السنوات دون أي ألقاب. يجب أن نكون واضحين، نريد من الجميع تحقيق أشياء جيدة، وأكثر من ذلك، لأن النادي كبير للغاية على ما نحن فيه الآن”.

وفي الوقت الذي يضع الجار مانشستر سيتي نصب عينيه لقبه الرابع بالدوري الممتاز آخر 5 سنوات، ويطارده “الغريم القديم” ليفربول الذي توج بطلا لكأس رابطة الأندية وينافس على 3 ألقاب أخرى، يواجه يونايتد إمكانية الخروج بدون ألقاب للموسم الخامس على التوالي.

وكانت آخر فترة طويلة لم يتوج فيها مانشستر يونايتد (بطل الدوري الإنجليزي 20 مرة) بأي ألقاب بين أعوام 1977 و1983. ويبدو حصد أي لقب بعيد المنال بالنظر إلى المشاكل التي يمر بها النادي.

عدم وضوح

على الرغم من امتلاكه مجموعة غنية من الخيارات الهجومية أمام أتليتكو مدريد المنظم جيدا، لم يصنع “مان يونايتد” فرصا واضحة بما يكفي لحسم المواجهة لصالحه.

ولا تساوي الكفاءة الفردية شيئا إذا لم تكن هناك خطة. وما زال الغموض يكتنف خليفة المدرب أولي غونار سولشار الذي أقيل في وقت سابق من الموسم الحالي، حيث لم يتمكن المدرب المؤقت رالف رانجنيك من تطوير مستوى الفريق.

وقال بول سكولز نجم وسط مانشستر يونايتد السابق “التعاقد مع مدرب مناسب أمر هائل. إنه مانشستر يونايتد، يجب أن يكونوا قادرين على التعاقد مع أي مدرب في العالم”.

وسأل اللاعب عما سماه أسباب معاناة يونايتد للمضي قدما بعد سنوات المجد بقيادة فيرجسون؟ “.. ابتعد النادي عن القمة وفقد بريقه ولم يعد جذابا مثلما كان في الماضي”.

وبالإضافة إلى ذلك، لم يعد الأمر قاصرا على مجرد فريق يقوده مدرب جيد لكي تصبح حديثا وقويا. ففي حين يمتلك ليفربول و”سيتي” هياكل إدارية ناجحة وواضحة منذ فترة طويلة، عين “يونايتد” أول مدير للكرة العام الماضي فقط.

ويفكر النادي أيضا في تجديد ملعبه الذي تأخر أيضا بشكل كبير عن المعايير التي وضعها منافسوه للحداثة، حيث أشارت وسائل إعلام بريطانية إلى أن هدم “أولد ترافورد” والبدء في إعادة تشييده أمر مطروح على الطاولة.

وقد تكون البداية من جديد على كافة الأصعدة الخيار الأكثر منطقية.

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply