واشنطن- يتسابق الحزبان الجمهوري والديمقراطي على إظهار دعمهما الكبير لأوكرانيا على الرغم من عدم اهتمام الناخب الأميركي بالشأن الأوكراني، وذلك قبل 5 أشهر من خوض انتخابات التجديد النصفي للكونغرس.

ووافق مجلس النواب قبل أيام على تقديم مساعدات لأوكرانيا بقيمة 40 مليار دولار متخطيا طلب الرئيس جو بايدن تقديم 33 مليار لدعم أوكرانيا عسكريا واقتصاديا وإنسانيا، وذلك بأغلبية كبيرة بلغت 367 صوتا مقابل 57 صوتا، وينتظر أن يحصل مشروع قرار المساعدات الجديد على موافقة مجلس الشيوخ هذا الأسبوع أيضا.

ومن شأن إقرار مشروع القرار الجديد أن يرفع المبلغ الإجمالي للمساعدات الأوكرانية التي قدمها الكونغرس منذ بدء الغزو إلى أكثر من 53 مليار دولار يتم استخدامها على دفعات حنى نهاية السنة المالية الحالية سبتمبر/أيلول القادم.

ويكشف حساب إجمالي المساعدات الأميركية المقدمة لأوكرانيا أن واشنطن تقدم ما يزيد على 100 مليون دولار يوميا لكييف منذ بدء الحرب الروسية يوم 24 فبراير/شباط الماضي، في حين بلغت قيمة كل المساعدات الأميركية لها 300 مليون دولار سنويا على مدار العقد الماضي.

بيلوسي ونواب آخرون خلال لقائهم زيلينسكي (الأوروبية)

 

زيارات متتالية

وفي وقت سابق، ترأست رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي وفدا من قيادات الديمقراطيين بمجلس النواب في زيارة لأوكرانيا التقوا خلالها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وكبار قادة الجيش هناك.

وبعد ذلك بأسبوع واحد، ترأس السيناتور ميتش ماكونيل -زعيم الأقلية الجمهورية بمجلس الشيوخ- وفدا جمهوريا زار أوكرانيا، والتقى كذلك زعماء أوكرانيا.

وتعكس الزيارات البرلمانية المتتالية لكييف اهتمام أعضاء الكونغرس بدعم أوكرانيا في الوقت الذي يتحد فيه الحزبان ويدفعان بالمزيد من المساعدات العسكرية والإنسانية والاقتصادية الموجهة لها.

وتحدث زيلينسكي -عبر الفيديو- أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس مارس/آذار الماضي مؤكدا أهمية دعم الكونغرس للمجهود الحربي الأوكراني.

وتركز كثير من جلسات الاستماع العلنية والمغلقة التي تستضيفها لجان مجلسي الكونغرس على الأوضاع في أوكرانيا، ومسار التدخل العسكري الروسي هناك.

وأمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، أكدت مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هاينز أن واشنطن “ليست واثقة” من أن القتال في دونباس “سينهي الحرب بشكل فعال”.

وأشارت إلى أنه مع ثقة كل من أوكرانيا وروسيا في قدرتهما على إحراز تقدم عسكري فإن فرص التوصل إلى حل تفاوضي على المدى القصير بعيدة المنال وإن الصراع يتطور “إلى حرب استنزاف طويلة”.

President Biden Delivers His First State Of The Union Address To Joint Session Of Congress
بايدن خلال حضوره إحدى جلسات الكونغرس (الأناضول)

قضية نادرة

ويمثل الموقف من أوكرانيا قضية نادرة من اتفاق الحزبين؛ إذ يحشد الديمقراطيون والجمهوريون قوتهما لتقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا.

ويوفر التشريع الذي مرره مجلس النواب قائمة طويلة من الأولويات، بما في ذلك المساعدات العسكرية والإنسانية والاقتصادية.

ومن بين مخصصات التشريع 6 مليارات دولار تخصص لشراء أسلحة لمساعدة الجيش الأوكراني، كما تم تخصيص عدة مليارات لنفقات التدريب على الأسلحة والمعدات الجديدة، والدعم اللوجستي والاستخباراتي فضلا عن الاحتياجات الأخرى.

وتم تخصيص ما يقرب من 9 مليارات دولار للمساعدة في إعادة تخزين المعدات العسكرية الأميركية التي تم إرسالها إلى أوكرانيا. يأتي ذلك في الوقت الذي أثار فيه العديد من المشرّعين مخاوف بشأن استبدال مخزونات الولايات المتحدة من الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا، وخاصة صواريخ ستينغر وصواريخ جافلين.

جنود أوكرانيون على جبهات القتال (الأوروبية)

تمويل وزيادة

ويتضمن مشروع القانون زيادة في تمويل سلطة الرئيس فيما يعرف بـ”السحب الرئاسي” من المخزون العسكري البالغ حاليا 5 مليارات دولار، لتصل إلى 11 مليار دولار.

ويسمح السحب الرئاسي لإدارة الرئيس جو بايدن بإرسال معدات وأسلحة عسكرية من المخزونات الأميركية، وكانت هذه واحدة من الطرق الرئيسية التي زودت بها الإدارة الأوكرانيين بالمعدات العسكرية بسرعة منذ بدء الحرب الروسية يوم 24 فبراير/شباط الماضي.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع في بيان لها إجمالي ما وصل إلى أوكرانيا من أسلحة أميركية منذ بدء الحرب، وشمل البيان تفاصيل نوعية وعدد الأسلحة على النحو التالي:

1- أكثر من 1400 صاروخ ستينغر المضاد للطائرات

2- أكثر من 5500 صاروخ جافلين المضاد للدروع

3- أكثر من 14 ألف صاروخ آخر مضاد للدروع

4- أكثر من 700 طائرة مسيرة من طراز “سويتش بلاد” (Switchblade)

5- مدافع هاوتزر عيار 155 ملم، وأكثر من 200 ألف قذيفة مدفعية عيار 155 ملم

6- 72 سيارة مدرعة تكتيكية لسحب مدافع الهاوتزر عيار 155 ملم

7- 16 طائرة مروحية من طراز “مي-178” (Mi-178)

8- المئات من المركبات المدرعة ذات العجلات متعددة الأغراض عالية الحركة

9- 200 ناقلة جنود مدرعة من طراز “إم 11310” (M11310)

10- أكثر من 7 آلاف قطعة سلاح صغير11

11- أكثر من 50 مليون طلقة من الذخيرة

12- 75 ألف قطعة من الدروع الواقية والخوذات

13- 121 طائرة مسيرة من طراز “فونيكس غوست” (Phoenix Ghost)

14- أنظمة الصواريخ الموجهة بالليزر 15

15- سفن الدفاع الساحلي غير المأهولة

16- رادار مضاد للمدفعية

17- 4 رادارات مضادة لقذائف الهاون

18- راداران للمراقبة الجوية

19- أنظمة اتصالات تكتيكية آمنة

20- أجهزة رؤية ليلية، وأنظمة تصوير حراري، وبصريات، وأجهزة لتحديد المدى بالليزر

21- معدات حماية للتخلص من الذخائر المتفجرة

22- معدات حماية كيميائية وبيولوجية وإشعاعية ونووية

23- إمدادات طبية تشمل مجموعات الإسعافات الأولية

24- معدات تشويش إلكترونية

تصميم الكونغرس

وتعهد زعماء الكونغرس بضرورة إلحاق الهزيمة بروسيا في حربها ضد أوكرانيا. ووعد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ السيناتور تشاك شومر باتخاذ إجراءات سريعة بشأن الجولة التالية من أموال المساعدات.

وقال “لدينا التزام أخلاقي بالوقوف مع أصدقائنا في أوكرانيا، إن المعركة التي يخوضونها هي صراع بين الديمقراطية والسلطوية نفسها، ونحن لا نجرؤ على التردد أو تأخير العمل السريع لمساعدة أصدقائنا المحتاجين”.

أما ميتش ماكونيل، زعيم الجمهوريين بمجلس الشيوخ، الذي يختلف مع الرئيس بايدن بشدة في كل القضايا الداخلية، فقد ذكر في حديث للإذاعة الوطنية، أنه سيدفع لتصويت مجلس الشيوخ على حزمة الـ40 مليار دولار لأوكرانيا التي أقرها مجلس النواب.

وقال ماكونيل إنه أقنع بايدن بفصل خلافاتهما حول مشروع قانون مساعدات مواجهة فيروس كوفيد-19، معتبرا أن تعامل الرئيس مع أزمة أوكرانيا “أصبح أفضل وأفضل مع مرور الوقت”.

وأكد ماكونيل على ضرورة هزيمة روسيا، وقال “نحن جميعا في الفريق نفسه في هذا الشأن، يجب أن يخسر الروس. الأوكرانيون بحاجة إلى الانتصار”.

وأضاف “أعتقد أنه -معظم الأميركيين ومعظم الجمهوريين- يجب علينا ذلك، وأن هذا مثال واضح على الصواب والخطأ، والخير والشر، وأن أميركا والعالم الديمقراطي يقفان معا في مواجهة هذا الغزو الوحشي وغير المبرر على الإطلاق”.

وخلال لقاء وفد مجلس الشيوخ بالرئيس الأوكراني، أصدر زيلينسكي بيانا جاء فيه إن “روسيا ترتكب إبادة جماعية ضد الشعب الأوكراني. لم تشهد أوروبا مثل هذه الجرائم منذ الحرب العالمية الثانية”، وأشار زيلينسكي إلى الدور الخاص للولايات المتحدة في تشديد العقوبات على روسيا وقال إنه يتطلع إلى فرض مزيد من العقوبات على القطاع المصرفي الروسي.

وقال زيلينسكي “بالإضافة إلى ذلك، نعتقد أنه يجب الاعتراف رسميا بروسيا كدولة راعية للإرهاب”.

وبعد عودة الوفد لواشنطن، قدم عدد من أعضاء المجلس مقترحا يصنف روسيا رسميا دولة “راعية للإرهاب”، وهي خطوة إن تم تمريرها ستعمق من تدهور العلاقات الروسية الأميركية.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply