يعتبر التوكل على الله أحد أهم الأسباب خلف سعة الرزق فمن يتوكل على الله فهو كافيه، ويأتي التوكل من تمام الثقة فيتوكل العبد على ربه في جميع أموره ويفوضها إلى الله ويعلم حق العلم بأن الله كاف جميع عباده، وعلى الإنسان أن يأخذ بالأسباب ثم يصدق في توكله على الله فيكفى همه.

كيف يكون التوكل؟ ينبغي أن يأخذ المرء بالأسباب أولاً ثم يتوكل ليتحقق أمر التوكل.
متى نتوكل على الله؟ يأتي التوكل على الله في جميع الأمور وجميع الأوقات.
ما هي أنواع التوكل؟ توكل في جلب الأرزاق وتوكل في دفع المصائب.

التوكل على الله

التوكل على الله

يعتبر التوكل من أهم الأمور التي تقي الإنسان شر الكبر فيعلم الإنسان أن جميع أموره بيد خالقه ورازقه فيسعى ويتوكل، فعلى الإنسان فعل الآتي:

أن يعمل ويأخذ بالأسباب في السعي وراء رزق ولا يحمل هم هذا الرزق فهو بيد الله والله قادر على كل شيء فلا يعجزه شيء فهو الغني الذي نطلبه، وهو الرزاق الذي نرجوه، وعلينا جميعاً أن نصدق في التوكل على الله وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( لو أنكم توكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تعدو خماصاً، وتروح بطاناً) رواه أحمد والترمذي.

شاهد أيضاً: كلام عن الثقة بالله

حقيقة التوكل

تأتي حقيقة التوكل من صدق الاعتماد القلبي على الله -سبحانه وتعالى- في استجلاب المصالح للعمل والكسب الحلال ودفع المضار في الأمور الدنيوية وكذلك أمور الآخرة، فتوكل عليه في الأمور كلها وتأكد بأن الله وحده القادر على العطاء والمنع والنفع والضر، ويعتبر التوكل جماع الإيمان كما قال سعيد بن جبير كما أن صدق التوكل غاية تستحق السعي لإدراكها فلا يرضى الإنسان ويتحمل إلا بصدق توكله على الله الوكيل.

العلاقة بين الأخذ بالأسباب والتوكل

التوكل على الله
التوكل على الله

يعتبر التوكل عملاً قلبياً بالكامل وهو ثمرة من ثمرات الإيمان، ويختلف الكثير في هذه النقطة من حيث العمل فيظن البعض أن التوكل يأتي في شتى الأمور فيترك العمل والسعي ويظن أنه بهذا يعتمد على الخالق عز وجل في سوق رزقه إليه ولا يأخذ بالأسباب، وينسى الإنسان أن العمل هو أحد الأرزاق فديننا الحنيف رفع من قدر العمل والسعي وحط من قدر المتواكل العاطل الذي ينتظر أن يأتيه رزقه أسفل قدميه دون أي عملٍ منه أو حركة.

الفرق بين التوكل والتواكل

يجب على كل مسلم معرفة الفرق بين التوكل والتواكل لذلك سنوضح لكم الفرق فيما يلي:

  • يعتبر التوكل أحد الطاعات التي ينبغي على كل مؤمن تأديتها والعمل بها وأخذها في جميع أمور دينه ودنياه.
  • أما التواكل فهو منافٍ تماماً للتوكل فيظن المتواكل أن عليه أن يترك جميع أموره وأعماله ومصالحه ويتوكل على الله فهكذا يأتيه رزقه ولا يعلم أن الله -تعالى- يرزق من يسعى ويجتهد في الطلب فلا تظن أن المال سيأتيك دون عمل فالعمل أحد العبادات التي أكد عليها ديننا الحنيف.
  • وأمرنا -عز وجل- بأن نأخذ بالأسباب مع التوكل فهما أمران لا يتعارضان أبداً بل يتوافقان فالعمل بالجوارح طاعة واعتمادك على الخالق بالقلب طاعة، وقد كان أشرف الخلق رسولنا الكريم – عليه أفضل الصلاة والسلام- يسعى في طلب رزقه ويعمل ولم يقل أن التوكل على الله بأن تقعد وتنتظر رزقك دون جهد.

شاهد أيضاً: يا رب وكلتك أمري

الأعمال والعبادات

التوكل على الله

أمرنا -سبحانه وتعالى- بالعمل والعبادة وأعتبر العمل والسعي جزءاً لا يتجزأ من العبادة وتنقسم العبادات والطاعات إلى:

  • الطاعات والعبادات التي أمرنا عز وجل بها وقد جعلت هذه العبادات سبباً في دخول الجنة والنجاة من النار ومن قصر بها يستحق العقوبة شرعاً في الدنيا والآخرة.
  • ما أجرى به سبحانه العادة في الدنيا ويتمثل في المأكل والمشرب والتدفئة وما إلى ذلك من الأمور البديهية بالدنيا ومن قصر فيها وهو قادر على تلبيتها يعتبر مفرط يستحق العقوبة، وقد جعل الله لبعض عباده قوة في هذه الأمور عن غيره فعلى العبد العمل كما تقتضي قوته ولا حرج عليه في ذلك فمثلاً الصيام يعتبر طاعة واجبة ولكن أعفى -سبحانه وتعالى- البعض منها لأسباب معينة.
  • ما أجرى به الله العادة في أعم الدنيا كالدواء فيتساءل البعض هل واجب التداوي أم يترك أمر التداوي للوكيل سبحانه ولا يعتبر التداوي من الأمور المتنافية مع اعتمادك على ربك إلا في حال كان التداوي بأمور مثل الرقى التي تحوي كلمات شركية أو ببعض المحرمات.

شاهد أيضاً: دعاء التوكل على الله

ختاماً ويعتبر التوكل على الله من أهم أسباب الرضا  والقناعة في الدنيا والسعي دون مشقة فيعلم الإنسان أن عليه العمل بقدر استطاعته ويترك الأمور تجري كما قدر عز وجل لها أن تكون ويكون بذلك قد حقق صدق الاعتماد عليه.

المصدر: وكالات

Share.

Comments are closed.