معنى كلمة اعتزل ما يؤذيك | ومن قائلها

اعتزل ما يؤذيك هي أحد العبارات الملهمة والحكيمة التي قالها الصحابي العظيم “عمر بن الخطاب” وتهدف إلى تشجيع الناس على التخلص من الأشياء أو الأشخاص الذين يسببون لهم ضررًا أو يؤثرون سلبًا على حياتهم النفسية أو العاطفية، إن الاعتزال يمثل فعل الابتعاد عن المواقف الضارة أو العلاقات السامة أو السلوكيات السيئة.

اعتزل ما يؤذيك

مقولة “اعتزل ما يؤذيك” إنها إحدى المقولات الشائعة والتي يتم تداولها بين الناس كنصيحة في الحياة، تاريخ استخدام هذه المقولة يمكن أن يكون قديمًا ولم يتم تتبعه بدقة.

ومع ذلك، فإن فكرة التخلص مما يؤذينا والسعي نحو الإيجابية والسعادة قد تم ترديدها على مر العصور في الفلسفة والأدب والحكمة الشعبية.

يجب أن نعي أن المقولات والأقوال الحكيمة ليست دائمًا مرتبطة بشخصية معينة، فهي في الواقع تعبر عن مفاهيم وقيم وتجارب شائعة يمكن أن يتبناها الكثيرون وينشرونها.

تظل هذه المقولة تذكيرًا لنا بأهمية رعاية أنفسنا والابتعاد عن السلبية في حياتنا وفقًا لما أوصانا به عمر بن الخطاب حين قالها.

اقرأ أيضاً: قصص عن الصبر

الدروس المستفادة من مقولة اعتزل ما يؤذيك

المقولة تحمل العديد من الدروس والتعليمات التي يمكننا استخلاصها وتطبيقها في حياتنا، وهذه بعض الدروس المستفادة مقدمة من موقع شام بوست – cham-post.com في السطور التالية:

• الرعاية الذاتية: تذكر أنك تستحق الحماية والرعاية الذاتية، فعندما تعتزل الأذى فإنك تمنح نفسك فرصة لتكون في بيئة صحية ومحفزة.
• احرص على حماية نفسك والابتعاد عن أي شيء يضر بصحتك الجسدية والعقلية والعاطفية.
• التوازن: تجنب الأذى يعني تحقيق توازن في حياتك، وقد يشمل ذلك الابتعاد عن العلاقات السامة أو الوظائف التي تسبب لك إجهادًا زائدًا.
• استمع إلى نفسك واعثر على التوازن الذي يجعلك تشعر بالسعادة والراحة.
• تحقيق التطور الشخصي: عندما تخرج من بيئة سلبية أو علاقة سامة، تمنح نفسك الفرصة للنمو والتطور.
• تذكر أن التغيير قد يكون صعبًا في البداية، ولكنه يمكن أن يفتح الأبواب لفرص جديدة وتحقيق أهدافك الحقيقية.
• حدود سليمة: بمعنى وضع حدود سليمة في حياتك، قد تضطر في بعض الأحيان لقول “لا” لأشخاص أو أمور تؤثر بشكل سلبي على حياتك.
• لهذا احرص على إعلام الآخرين بحدودك واحرص على احترامهم لها.
• السعادة والتوجه الإيجابي: عن طريق التحرر من الطاقة السلبية وتوجيه الانتباه والجهود نحو الأشياء التي تجلب لك الفرح والتحقيق الشخصي.

اقرأ أيضاً: أنواع الصبر

اعتزال الأذى في الإسلام

في الإسلام البعد عن الأذى والضرر هو فضيلة مشهودة، فالإسلام يشجع المسلمين على التباعد عن كل ما قد يؤذيهم بدنيًا أو عاطفيًا أو روحيًا، هناك عدة قيم وأحكام في الإسلام تعزز مفهوم اعتزل ما يؤذيك منها ما يلي:

• الحفاظ على السلام الداخلي: يعطي الإسلام أهمية كبيرة للسلام الداخلي والتوازن النفسي عن طريق حث المسلمين على الابتعاد عن الأشياء السلبية للحفاظ على صحتهم العقلية والعاطفية.
• كما قال الله عز وجل في كتابه العزيز في سورة المزمل آية 10 “وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا”،
• السلف الصالح كقدوة: يعتبر السلف الصالح في الإسلام قدوة للمسلمين، وكانوا يمارسون الاعتزال كجزء من قيمهم العظيمة.
• فهم كانوا يتجنبون التعامل مع الأشخاص السيئين أو الدخول في العلاقات الضارة أو الانخراط في الأعمال المضرة.
• العدل والإيثار: في الإسلام، العدل والإيثار للغير هما من الفضائل المرغوبة.
• من المهم عدم إلحاق الأذى بالآخرين والامتناع عن الممارسات الضارة أو الظلم، وبالتالي اعتزال الأذى يتجلى في احترام الحقوق وتجنب إيذاء الآخرين.
• الوقاية والعناية بالنفس: الإسلام يعلم المسلمين أهمية الاهتمام بالنفس والوقاية من كل ما يؤذيها.
• إذا كان هناك عامل خارجي يشكل تهديدًا للصحة الجسدية أو الروحية أو الاجتماعية، يتوجب على المسلم تجنبه واعتزاله.

اقرأ أيضاً: دعاء دخول القرية

فضل الصبر على الأذى

هو مبدأ أساسي في الإسلام يشجع المسلمين على تطبيق الصبر والاحتمال عند مواجهة الأذى والضرر، هناك عدة مفاهيم وأحكام في الإسلام تعزز مقولة اعزل ما يؤذيك منها الآتي:

• الصبر في الصعاب: الإسلام يعلمنا أهمية الصبر والاحتمال عندما نواجه الصعوبات والمحن.
• الثواب الإلهي: وفقًا للإسلام، فإن الله يثوب المؤمنين الصابرين على الأذى والمحن.
• إن الله تعالى يقول في كتابه العزيز في سورة الشورى آية43 ” وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ”.
• القدوة النبوية: يشتمل الإسلام على قصص الأنبياء والرسل والصحابة الذين صبروا على الأذى والضرر.
• النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل قدوة في هذا الصدد، حيث صبر على أذى كبير من قبل الكفار وحتى من قبل قبيلته، ولكنه استمر في دعوته بالحق والخير.
• أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول” المسلم إذا كان مخالطا للناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم، وفي رواية الألباني، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال” من كظم غيظه وهو يقدر على أن ينتصر دعاه الله تبارك وتعالى على رؤوس الخلائق حتى يخيره في حور العين أيتهن شاء”، صدق الرسول الكريم.
• الاستغفار والدعاء: يعلم الإسلام أن المسلمين قد يعانون من الأذى والظلم، ولذلك يشجعهم على الاستغفار والدعاء لله لطلب القوة والصبر.
• يعتقد المسلمون أن الدعاء يكون سببًا لتخفيف الأذى وللحصول على الراحة والمساعدة الإلهية.
• الحفاظ على السلام والوئام: عندما يصبر المسلم على الأذى ويتجنب الانتقام أو إثارة المزيد من الصراعات، يسهم في خلق بيئة سلمية واحترام وتعايش سلمي بين الأفراد.

في الختام الفكرة الرئيسية وراء مقولة اعتزل ما يؤذيك هي أنك لست مضطرًا للبقاء في الظروف التي تؤذيك أو تجعلك غير سعيد، بدلاً من ذلك، عليك باتخاذ القرار الصواب لاعتزال هذه الظروف والأشخاص السلبيين.