اعتبرت روسيا أن الاتهامات باستهدافها مستشفى توليد في مدينة ماريوبول جنوب أوكرانيا الأربعاء هو “مسرحية مدبرة”، وقالت إن المستشفى تحوّل إلى قاعدة عسكرية ولم يكن فيه مرضى، بينما اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بالكذب.

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنكوف أن “الطيران الروسي لم ينفذ أي مهمة على الإطلاق لضرب أهداف على الأرض في منطقة ماريوبول”، معتبرا أن “الضربة الجوية المفترضة هي مسرحية مدبرة بالكامل للحفاظ على المشاعر المناهضة لروسيا لدى الرأي العام الغربي”.

وبدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن قصف المستشفى أمس حدث بعد سيطرة القوات الأوكرانية على محيطه وإنه لم يكن هناك مرضى داخله.

وردا على سؤال عن القصف خلال مؤتمر صحفي بعد محادثات مع نظيره الأوكراني في تركيا، شدد لافروف على أن الإعلام الغربي يقدم فقط وجهة النظر الأوكرانية، مضيفا أن الغرب تسبب في هذا الصراع بإرغام أوكرانيا على الاختيار بينه وبين روسيا.

وقال دميتري بوليانسكي نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة إن بلاده نبهت من قبل بأن المستشفى تحوّل إلى منشأة عسكرية من جانب “الراديكاليين”، واستطرد بأنه “أمر مقلق للغاية” وأن الأمم المتحدة تقوم بنشر هذه المعلومات من دون تحقق.

ويوم الاثنين الماضي، قال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا لمجلس الأمن الدولي “نحن أشرنا إلى أن الراديكاليين الأوكرانيين يُظهرون يوما بعد الآخر وجههم الحقيقي بشكل أكثر وضوحا. والسكان المحليون قالوا إنهم طردوا طاقم عيادة التوليد وأقاموا موقعا لإطلاق النار في هذه العيادة”.

وردا على ما قيل إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كان يستخدم المعلومات الخاصة للأمم المتحدة للتأكيد على روايتها للضربة، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام “نحن متمسكون بما قلناه”.

وكان غوتيريش قد أكد مساء الأربعاء أن الهجوم على مستشفى ماريوبول “أمر مروع”.

موقف أوكرانيا

من ناحية أخرى، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس إن 3 أشخاص بينهم طفل قتلوا، وأصيب 17 آخرون، في ضربة جوية أمس على مستشفى للولادة والأطفال في مدينة ماريوبول.

وتابع، في خطاب بثه التلفزيون، بأن تأكيد روسيا عدم وجود مرضى في المستشفى غير صحيح. وأضاف “كما هو الحال دائما، يكذبون بثقة”.

وأكد الرئيس الأوكراني أن “مروجي الدعاية” عبر التلفزيون الروسي ستتم محاسبتهم، متهما روسيا بعرقلة محاولات إنشاء ممرات إنسانية في ماريوبول.

وكان وزير الصحة الأوكراني فيكتور لياشكو قد قال إن القوات الروسية قصفت 63 مستشفى منذ بداية الحرب، ما أدى الى مقتل 5 من العاملين في القطاع الصحي.

وأضاف لياشكو أن المستشفيات في المناطق التي لا يوجد فيها قصف ما زالت خاضعة لوزارته؛ وأن الوزارة حوّلت مبالغ مالية لتلك المستشفيات منذ بداية الحرب، لشراء المواد الطبية اللازمة والأدوية، ولدفع رواتب العاملين.

وقال ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في أوكرانيا خايمي نادال إن مستشفيان آخران للولادة تعرضا للهجوم والتدمير قبل القصف على مستشفى ماريوبول، حيث دمر القصف مستشفيين بالكامل في مدينة زيتومير (شمال غرب) وفي مدينة خاركيف (شمال شرق).

وخلال حوار عبر الفيديو مع صحافيين في الأمم المتحدة بنيويورك، قال نادال إن هناك “69 مركزا للتوليد ورعاية ما قبل الولادة” في أوكرانيا، مشيرا إلى أن صندوق الأمم المتحدة للسكان “يقدر عدد الحوامل اللائي سينجبن في أوكرانيا في الأشهر الثلاثة المقبلة بـ80 ألفا”.

وأوضح المسؤول أن هناك نحو 240 ألف حامل في أوكرانيا، في حين أنجبت 4311 امرأة منذ بدء الغزو في 24 فبراير/شباط وحتى السابع من الشهر الحالي.

لاجئون من ماريوبول يفرون إلى مناطق أكثر أمنا (وكالة الأناضول)

إدانات دولية

من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الخميس إن “قصف مستشفى الولادة بماريوبول عمل غير إنساني وقاس ومأساوي. وأنا على قناعة بأن ذلك قد يكون جريمة حرب، ولذلك نحتاج تحقيقا كاملا”.

وأدانت منظمات دولية مساء الأربعاء الهجوم على مستشفى ماريوبول، حيث قالت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لليونيسف “أشعر بالرعب من الهجوم على مستشفى للولادة في ماريوبول بأوكرانيا، وهو الهجوم الذي قيل إنه ترك أطفالا صغارا ونساء في المخاض مدفونين تحت أنقاض المباني المدمرة. ولا نعرف حتى الآن عدد الضحايا ولكننا نخشى الأسوأ”.

وأضافت أن الهجوم يؤكد، إذا تأكد وقوعه، الخسائر المروعة التي تلحقها الحرب بأطفال أوكرانيا وعائلاتها، مشيرة إلى نزوح أكثر من مليون طفل من أوكرانيا إلى الدول المجاورة، ومقتل ما لا يقل عن 37 طفلا وجرح 50 آخرين، في أقل من أسبوعين.

كما أصدرت منظمة أطباء بلا حدود بيانا قالت فيه “نشعر بالرعب لسماع تقارير تفيد بأن مجمع مستشفيات، بما في ذلك جناح للولادة، في ماريوبول قد تعرض للقصف. بينما لا نستطيع تأكيد أن هذا كان هجوما مستهدفا، نعلم من موظفينا أن المنازل والمستشفيات قد تضررت خلال القتال في الأيام الماضية”.

Share.

رئيسة تحرير موقع شام بوست والمشرف العام عليه

Leave A Reply