ربطت عضو مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون إيران سابقًا، هيلاري مان ليفريت، الاتفاق الذي توصّلت إليه طهران وواشنطن مؤخرًا، بالتغير الحاصل في النظام الدولي، ورغبة إدارة الرئيس جو بايدن بتفادي الحرب مع إيران، عشية الانتخابات القادمة.

وأكدت هيلاري أن واشنطن تجمع الدول في نوع من التحالف، على غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ضد الدول المناوئة للهيمنة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، وتعيد ضغوطها وعقوباتها، وأن يكون لديها صيغة توافق عليها إيران، على غرار الصيغة التي استخدمتها -سابقًا- مع العراق “النفط مقابل الغذاء”، وذلك من أجل أن تتفادى إدارة بايدن أيّ حرب عشية الانتخابات القادمة.

وكانت طهران توصلت مع واشنطن بوساطة قطرية الأسبوع الماضي لاتفاق يتم بموجبه إلغاء تجميد 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية في كوريا الجنوبية، وإرسالها إلى حسابات إيرانية في بنوك قطرية، لتُستخدم في حاجات إنسانية مقابل تبادل للسجناء بين البلدين.

ويرى الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، حسن منيمنة -في حديثه لحلقة 2023/8/17 من برنامج “من واشنطن”- أن الإدارات الأميركية المتعاقبة لم تتّبع سياسة منسجمة وواضحة مع إيران، وهي في حال استدراك لما يجري، وليس في حال نشر رؤية معينة.

ورأى أن السعي إلى تطويق إيران كان جزءًا أساسيًا مما قد يسمى المسعى الأميركي للانسحاب من منطقة الشرق الأوسط، والتحول إلى آسيا، مؤكدًا أن مسعى تطويق إيران يصطدم بتطورات على المستوى العالمي وتحديدًا الصين، القوة الصاعدة التي وصلت إلى مستوى الندية الاقتصادية مع واشنطن.

وقال منيمنة إن مشكلة الأميركيين في التعامل مع إيران تكمن في تذبذب وعدم وضوح موقفهم، وما يجري الآن من ترتيبات هي محاولة لتخطي الأخطاء التي ارتكبت، وفي المقابل اتّبعت إيران ما تسميه “الصبر الإستراتيجي”، أي أنها تنتظر ما أطلق عليه المتحدث التخبط الأميركي لكي تستفيد من الفرص.

أما كبيرة الباحثين في معهد كوينسي للحوكمة، كيلي فلاهوس، فأوضحت أن الولايات المتحدة لم تتخلّ عن رغبتها في احتواء إيران، وإدارة الرئيس بايدن تخطو خطوات استفزازية، عبر سعيها إلى إرسال جنود البحرية الأميركية إلى سفن تجارية، في حال استولت طهران على أي ناقلة نفط في منطقة الخليج، وفي الوقت نفسه تعطي هذه الإدارة الأمل في الجانب الدبلوماسي، من خلال صفقة تبادل الأسرى بين واشنطن وطهران.

حول ما إذا كان الاتفاق الأميركي مع طهران هو لمجرد إطلاق سراح 5 أميركيين، رجّحت هيلاري وجود أكثر من ذلك، وجزء منه تسيطر عليه الدول الخليجية؛ ومنها: قطر والسعودية والإمارات، حيث أدركت هذه الدول أن عليها تتولّى دفاعها وأمنها القومي بأنفسها، دون الاعتماد على الولايات المتحدة.

وفي حين رأى الباحث منيمنة أن الدول الخليجية أدركت أن التعويل على الولايات المتحدة له حدود، وكانت الضربة القاضية في هذا المجال الاعتداء على منشآت شركة أرامكو السعودية، في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مؤكدًا أن المعادلات كانت قد تغيرت لو دافعت واشنطن عن السعودية.

ومن وجهة نظر المتحدث نفسه، فمن الطبيعي -ومن حقها- أن تسعى دول الخليج إلى تفاهمات وتقارب مع إيران، وحتى السعي إلى استقطاب الصين وروسيا وتركيا وفرنسا، لأنها- أي الدول الخليجية- بحاجة إلى ضمان أمنها، والولايات المتحدة “أثبتت أنها لن تكون هناك وقت الحاجة”، كما قال ضيف برنامج “من واشنطن”.

دور حيوي لقطر

ومن جهة أخرى، أشاد ضيوف برنامج “من واشنطن” بالدور القطري في الاتفاق الأميركي الإيراني، ووصفت عضو مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون إيران -سابقًا- الدور القطري بالمهم والحيوي، وقالت إن هذه الدولة توازن في علاقاتها مع الدول، و”سيكون من الجيد للمنطقة وللعالم أن تُنقل وتُعطى كلمة السر القطرية للجميع”.

وتحدث الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، منيمنة عن تميّز قطر من باقي دول المنطقة، وذكائها في التواصل مع الدول وتعميق علاقاتها، مبرزًا أنها أدركت خلال الحصار الذي فُرِضَ عليها أن التعويل على الولايات المتحدة ليس كافيًا، ولا بد من نشاط أوسع ومتعدد الاتجاهات، وتحالفات حتى مع إيران.

ومن جهتها، اتفقت كبيرة الباحثين في معهد كوينسي للحوكمة مع المتحدثين، في إشادتها بدور قطر، ووصفته بالحيوي.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply