هاجم عشرات المستوطنين الإسرائيليين، مساء اليوم الخميس، قرية جالود جنوبي نابلس بالضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد يوم من هجومهم على بلدة ترمسعيا قرب رام الله الذي أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة 12 بالرصاص الحي، وإحراق 30 منزلا وأكثر من 60 مركبة.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن مواجهات اندلعت بين أهالي القرية والقرى المجاورة الذين هبوا للتصدي للهجوم، وبين المستوطنين وجنود الاحتلال.

وأضافت “وفا” أن المستوطنين هاجموا منازل الفلسطينيين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى لإصابة فلسطيني بالرصاص الحي في بطنه نقل على إثرها للمستشفى، وآخر بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في رأسه، و3 أشخاص بالحجارة، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.

كما طالت هجمات المستوطنين قرى فلسطينية أخرى مثل اللِّبن الشرقية وحوارة الواقعتين على الطريق الواصل بين مدينتي رام الله ونابلس.

تشييع جثمان فلسطيني استشهد في هجمات المستوطنين على ترمسعيا (رويترز)

بؤر استيطانية جديدة

من جهة أخرى، أقام المستوطنون اليوم الخميس بؤرتين استيطانيتين جديدتين شمال ووسط الضفة الغربية.

وقال مسؤول ملف الاستيطان شمالي الضفة (جهة حكومية) غسان دغلس إن “مستوطنين أقاموا بؤرة استيطانية في منطقة لم يوجدوا فيها من قبل”.

وأضاف أنهم وضعوا حتى الآن 6 وحدات استيطانية على أرض فلسطينية ذات ملكية خاصة في قمة جبل ببلدة اللِّبن جنوبي نابلس.

المستوطنون هاجموا ترمسعيا وأحرقوا عشرات المركبات والمنازل (الفرنسية)

وفي قرية أم صفا شمال غرب رام الله، أقام مستوطنون بؤرة رعوية جديدة.

وقال رئيس مجلس محلي القرية مروان صلاح إن “نحو 10 مستوطنين أقاموا خيمة وسط القرية وأحضروا معهم عشرات الأبقار دون أن يحضر الجيش لمنعهم أو إخلائهم”.

وأضاف أنه مع إقامة البؤرة الجديدة سيكون من الصعب على الفلسطينيين الوصول إلى نحو 4 آلاف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) من أراضيهم.

كما بدأ مستوطنون -ليل الأربعاء- نصب كرفانات لإقامة بؤرة استيطانية على أراضي قرية سنجل القريبة من ترمسعيا شمال الضفة الغربية.

وقال نائب رئيس مجلس القرية بهاء فقهاء “إن ما يجري هو مواصلة الاستيلاء على الأرض بالقوة”، مشيرا إلى أن الموقع الذي يعمل فيه المستوطنون يقع على أراضي قريتي سنجل واللِّبن الشرقية القريبة.

ويخشى فقهاء “أن يكون الموقع نقطة وصل جديدة بين مستوطنات عيلي وغيفعات هرئيل ومعاليه ليفونا وشيلو”.

اعتقالات في حيفا

وعلى صعيد متصل، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 3 فلسطينيين داخل الخط الأخضر، وذلك بعد رفعهم العلم الفلسطيني في وقفة نظمت بمدينة حيفا احتجاجا على العدوان الإسرائيلي في جنين، واعتداءات المستوطنين في الضفة.

وقال مراسل الجزيرة إن الشرطة الإسرائيلية استخدمت القوة المفرطة في تنفيذ الاعتقال، بحسب شهود عيان.

كما تضامن المتظاهرون مع السوريين في الجولان المحتل إثر قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقوة لاحتجاجاتهم ضد مشروع إقامة مراوح لتوليد الكهرباء على أراضيهم، ما أوقع عشرات الإصابات في صفوفهم بعضها إصابات خطيرة.

حماس تحذر من تصاعد التوتر

في الأثناء، حذّرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، من تصاعد “وتيرة التوتر في المنطقة جراء زيادة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين وأراضيهم”.

وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم إن حالة الصمت الدولي تشجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات التي لن تزيد المشهد إلا تعقيدا وتوترا وتصعيدا في عموم المنطقة.

وأضاف أن استمرار السياسات الاستيطانية والشروع في بناء ألف وحدة استيطانية جديدة، “سيصبّ الزيت على النار ولن يفلح في شرعنة الاحتلال”.

المستوطنون أطلقوا الرصاص الحي صوب الفلسطينيين قرب رام الله (الفرنسية)

وجدد قاسم مطالبة الحركة للمجتمع الدولي بـ”تحمل مسؤوليته في إنهاء الاحتلال”.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقال إن إسرائيل تُغير المعادلة ضد من وصفهم بـ”الإرهابيين”.

وقال مكتبه إن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ومساعدة وزير الخارجية الأميركي باربرا ليف، ناقشا سبل منع التصعيد ​​في المنطقة في أعقاب الأحداث الأخيرة، حسب بيان مكتب نتنياهو.

الاحتلال يفجّر منزل عائلة معتقل فلسطيني

كما فجّر الجيش الإسرائيلي -صباح الخميس- منزل عائلة المعتقل الفلسطيني كمال جوري في حي تل بمدينة نابلس، وفرض حصارا مشددا على المدينة.

واندلعت مواجهات بين عشرات الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي، استخدم فيها الأخير الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع، فيما رشق المحتجون القوات بالحجارة.

وكانت عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية، ترافقها جرافتان وشاحنة كبيرة، اقتحمت مدينة نابلس، فيما انتشر قناصة الجيش الإسرائيلي فوق أسطح البنايات.

قوات الاحتلال فجّرت منزل عائلة الأسير كمال جوري في نابلس (الأناضول)

أكثر من 200 اعتداء

وفي السياق، أفادت هيئة مقاومة الجدار (حكومية) بأن الفترة من 15 إلى 21 يونيو/حزيران الجاري “شهدت ما مجموعه 242 حالة اعتداء، نفذها مستوطنون وطالت المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم”.

وأضافت أن الاعتداءات تركزت في نابلس ورام الله وجنين وتخللها ضحايا وحرق منازل وممتلكات.

وتقول حركة “السلام الآن” الإسرائيلية (غير حكومية) على موقعها الإلكتروني، إن أكثر من 465 ألف مستوطن يعيشون في 132 مستوطنة و146 بؤرة استيطانية عشوائية مقامة على أراضي الضفة الغربية.

اعتداءات المستوطنين تركزت في القرى الواقعة بين مدينتي نابلس ورام الله (رويترز)

ووفق الحركة نفسها، فإن هذه الأرقام لا تشمل 230 ألف مستوطن يعيشون في 14 مستوطنة مقامة على أراضي القدس الشرقية.

وشهدت الضفة الغربية تصعيدا خلال هذا الأسبوع، بدأ الاثنين الماضي، مع اقتحام إسرائيلي لمخيم جنين أسفر عن استشهاد 7 فلسطينيين بينهم أطفال، وإصابة أكثر من 65 آخرين، علاوة على إصابة 7 جنود إسرائيليين. تبعه مقتل 4 مستوطنين وإصابة مثلهم بجروح في عملية إطلاق نار نفذها فلسطينيان استشهدا لاحقا، وإثر ذلك شن مستوطنون هجمات في عدد من البلدات الفلسطينية.​​​​​​​


المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply