|

شدد الاتحاد العام التونسي للشغل على رفضه المشاركة في حوار سياسي شكلي، وأكد رفضه أي مغامرة تهدد وحدة البلاد، فيما توقعت جبهة الخلاص المعارضة حل الأحزاب واعتقال قادتها، في وقت حذر الرئيس قيس سعيد من جهات تريد التسلل للسلطة وحرق البلاد.

وقد دعا الاتحاد اليوم الجمعة إلى حوار حقيقي مباشر واسع لا قرارات مسبقة فيه ولا تزكية لاستنتاجات معدة له سلفا، والاتفاق على أهدافه وإطاره وأطرافه ومحاوره.

وجدد الاتحاد العام التونسي للشغل -في بيان- رفض أي حوار شكلي مشروط غير ذي جدوى يهمش القوى السياسية الوطنية والاجتماعية الفاعلة.

وعبر عن رفضه أي مغامرة تستهدف وحدة البلاد عبر إنشاء كيانات موازية غريبة تزيد تعميق الأزمة وتدفع إلى التصادم وإلى مزيد من الانقسام، ودعا إلى التوقف عنها.

وقال إنه “يجب الاتفاق على أهداف الحوار الوطني وما يتضمنه من محاور وعلى المشاركين فيه”.

وفي وقت سابق، قال الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري إن هناك خطرا حقيقيا جاثما من جميع الجوانب، خاصة في ما يتعلق بحالة الارتباك والتردد والمسار غير الواضح الذي تعيشه البلاد.

وأضاف الطاهري -في تصريحات صحفية- أن العلاقة بين الاتحاد العام التونسي للشغل ورئيس الجمهورية تكاد تكون منقطعة، وأن الاتحاد لن يشارك في ما وصفها بـ”جريمة قتل” الأحزاب، وسيسعى لتفادي وصول البلاد إلى وضع أسوأ.

التحريض على الفتنة

من جانبه، قال رئيس جبهة الخلاص الوطني في تونس نجيب الشابي إن السلطات تستعد لحل الأحزاب واعتقال قادتها.

وطالب الشابي قوات الأمن بتحمل مسؤولياتها وحماية الأشخاص والممتلكات، مشيرا إلى وجود معلومات عن نية بعض المجموعات الاعتداء على مقرات حركة النهضة، ومتهما الرئيس قيس سعيد باستهداف الجبهة وتحريض التونسيين على بعضهم البعض.

وحذر الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي (2011-2014) أمس الخميس مما سماه خطر التناحر والتقاتل بين التونسيين، ومن انفجار يهدد الدولة جراء المسار الذي يقوده الرئيس الحالي قيس سعيد.

ودعا المرزوقي من وصفهم بالوطنيين المخلصين إلى ضرورة التحرك للخلاص مما سماه “الخراب المنظم من منقلب غير شرعي”، مضيفا على حسابه الرسمي في فيسبوك أن الدولة مهددة بالانفجار كما لم يحصل قط في تاريخ تونس.

ظرف دقيق

وكان الرئيس التونسي قيس سعيد قال في وقت سابق إن البلاد تعيش ظرفا دقيقا “وهناك مؤسسات تعمل للتصدي لكل أنواع الجريمة”.

وأضاف أن هناك -في المقابل- سياسات تعمل على حرق البلاد، مشيرا إلى أن الحرائق الأخيرة التي شهدتها بعض الأماكن في تونس لم تكن من قبيل الصدفة، حسب تعبيره.

وأكد سعيد -في اجتماع مع مسؤولين بوزارة الداخلية مساء أمس الخميس- أن هناك من تسلل إلى مؤسسات الدولة من أجل تفجيرها من الداخل، ممن لا يريدون استفتاء ولا انتخابات، وإنما يريدون الارتماء في أحضان الخارج وحرق الدولة ومؤسساتها، على حد تعبيره.

وشدد الرئيس التونسي في كلمته على أن السيادة للتونسيين وليست لمن يتعاملون مع الخارج، وأنه لا حوار مع “من باعوا ضمائرهم بأبخس الأثمان في سوق النخاسة”، وفق تعبيره، مشيرا إلى أنه تحمل المسؤولية حفاظا على الوطن ممن يريدون حرقه، حسب قوله.

يذكر أن حريقا ضخما شب أمس الخميس في واحة بمدينة الحامة التابعة لولاية قابس (جنوبي البلاد)، في ثاني حريق كبير تشهده المنطقة في غضون أيام، كما اندلع حريق آخر في ميناء صفاقس.

وقبل أيام، التهمت نيران ضخمة “سوق جارة” للحنة في قابس، وأتت على نحو 30% من المحلات التجارية الموجودة فيه بالكامل، مما تسبب في أضرار مادية بالغة للتجار.

وخلال فترة الاحتفال بعيد الفطر اندلعت حرائق في مناطق أخرى بالبلاد شملت بشكل خاص مصنعا للملابس في ولاية بن عروس (قرب العاصمة) ومستودعا للحافلات بولاية بنزرت (شمالا).

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply