يواجه سكان العاصمة السودانية الخرطوم من المواطنين والمقيمين والسياح الأجانب صعوبة شديدة في الفرار من أهوال الحرب الدائرة منذ 11 يوما بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ويشتكي بعضهم من ساعات الانتظار الطويلة من أجل الحصول على مقعد في وسائل النقل، فضلا عن ارتفاع أسعار التذاكر بشكل مضاعف.

ورصد برنامج “شبكات” في حلقته بتاريخ (2023/4/25) نموذجا لهذه المعاناة، من خلال ما واجهه اليوتيوبر والرحالة المصري أحمد البدوي، الذي علق في السودان منذ بداية الأحداث الأخيرة، حيث كان يوثق يومياته فيها والأوضاع المعيشية للسودانيين في ظل الاشتباكات المتواصلة.

ومع اشتداد الأحداث، قرر البدوي مغادرة السودان، لكنه تفاجأ بأن الخروج من العاصمة لم يعد سهلا، كما كان الحال في السابق، فالحصول على مقعد في أحد الباصات يتطلب الانتظار ساعات وربما أياما في الشارع، إضافة إلى ارتفاع كبير في أسعار المقعد الواحد.

وفي أحد مقاطعه المصورة، قال اليوتيوبر المصري، إن الوضع بات صعبا جدا، ورغم تضامن أهالي البلد من السودانيين ودعمهم وتقديمهم إياه على أنفسهم، إلا أنه اضطر للانتظار فترات طويلة، حيث الأعداد الراغبة في الخروج كبيرة، مشيرا في ذات الوقت إلى تضاعف سعر المقعد ووصوله لما يوازي 300 دولار.

استغلال وزيادة الأسعار

ورصد برنامج شبكات جانبا من تفاعل مغردين مع هذه المعاناة التي واجهها البدوي وغيره في الهروب من الخرطوم وصعوبات الوصول إلى المناطق الحدودية مع مصر.

من ذلك ما نصحت به إسراء الرحالة المصري وغيره عبر تغريدتها “يا ريت متتحركش من غير تنسيق مع السفارة المصرية، لأن ده خطر عليك، وعلى الأقل علشان يكونوا عارفين مكانك لو حصل مكروه لا قدر الله”.

في حين غرد سوداني عبر حساب حمل اسم “رجل لا يكرره الزمن” بقوله “نحن كسودانيين نعتذر لكم.. نحن تحت النار أيضا.. لم نكن نود أن تكون ذكرياتك عن السودان القصف والرعب ولكنها إرادة الله. نكرر اعتذارنا، وبإذن الله سينتهي هذا العبث عما قريب”.

وفي سياق الأسف لهذا الموقف، كتب أحمد “السودانيون أهل كرم ومروءة، وأنت غريب في بلدهم وملهوف، بس تكون بره الخرطوم علشان تبعد عن الخطر، والسودانيين يشيلوك فوق راسهم”.

بينما اعتبر مختار الرشيد عبد الرحيم أن ما يعيشه السودان من حالة حرب سبب طبيعي لحالة الاستغلال وزيادة الأسعار.

وفي نهاية الأمر، نجح البدوي في الخروج من الخرطوم والوصول إلى معبر أرقين الحدودي مع مصر، حيث امتدت المسافة بينهما 850 كيلومترا شمالا.

ويذكر أنه عادة ما يلجأ الناس في حالات الحرب، إلى العواصم باعتبارها الملاذ الأخير والأكثر تحصينا، لكن اختلف الأمر في الحالة السودانية، حيث المسرح الرئيس للحرب هو العاصمة الخرطوم.

فمع اشتداد الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، باتت الحياة أصعب، حيث لم تعد الأحياء السكنية بمعزل عن دائرة الاستهداف والمواجهة، كما شحت المواد الغذائية والضرورية للمعيشة، وأصبح سكان العاصمة يتسابقون للهروب منها إلى مدن أو دول أخرى.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply