|

قال أدولفو فرانكو، المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري الأميركي، إنه في حال تم سجن الرئيس السابق دونالد ترامب على خلفية محاكمته الجارية، فإن ذلك سيكون نهاية للديمقراطية الأميركية، وسيكون ترامب أول سجين سياسي في البلاد.

واعتبر في حديثه لـ”ما وراء الخبر” (2023/4/4) أن ما يحدث -مع ترامب- وضع البلاد في سياق غير مسبوق قضائيا، مشددا على أن الأمر يتخطى مسألة اتهام رئيس سابق، إلى تهديد نظام برمته، في ظل ما يراه من انتهاكات واضحة على مستوى الادعاء العام.

يأتي ذلك إثر مثول ترامب أمام قاض في محكمة مانهاتن بولاية نيويورك، والذي يواجه أكثر من 30 تهمة تتعلق بتزوير سجلات تجارية بينها تهمة واحدة على الأقل ترقى إلى مستوى الجناية، فيما يتهم بدوره المدعي العام في مانهاتن بتسريب معلومات عن لائحة الاتهام بطريقة وصفها بغير القانونية.

ويختلط في مشهد محاكمة ترامب القانوني بالسياسي -بحسب المراقبين- إذ تعد سابقة من نوعها في التاريخ السياسي للولايات المتحدة الأميركية، ليس فقط لأن المعنِي هو رئيس سابق، وإنما كذلك لكونه يخوض غمار حملة انتخابية لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات 2024 الرئاسية.

وفي هذا السياق، يؤكد فرانكو أن 87% من الحزب الجمهوري يدعم ترامب “أمام ما يواجهه من اضطهاد واستهداف ومحاولة لإبعاده عن المشهد السياسي”، مشيرا في هذا السياق إلى ما قال إنهما محاولتان سابقتان من الديمقراطيين لتحقيق الغاية ذاتها، خلال مدة رئاسته، لكن كلتا المحاولتين فشلتا.

وأكد المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري الأميركي أن الادعاء العام “طرف سياسي” تم انتخابه، ولا يمكن النظر إليه كممثل للسلطة القضائية، ولذا فالحديث عن أن المحاكمة سياسية لا يتعارض في تقديره مع إقرار استقلالية القضاء في البلاد.

وتساءل فرانكو في هذا السياق عن سبب عدم تقديم أي ادعاء لائحة اتهام بحق المرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون، في القضية الشهيرة المتعلقة بالرسائل الإلكترونية، وهو الأمر الذي يؤكد أن هناك “معايير جديدة للاضطهاد السياسي” في البلاد.

لا تسييس للمحاكمة

في المقابل، نفى نيك رحال، عضو الكونغرس السابق عن الحزب الديمقراطي، أن يكون هناك تسييس للقضايا المتهم فيها ترامب، مضيفا أن المدعي العام لمقاطعة منهاتن معروف بسمعته الجيدة، واحترامه في الأوساط السياسية، ومن المستبعد أن يتخلى عن واجبه القانوني.

وشدد على أن حزبه “لا يشعر بالبهجة” في هذا اليوم، ولا ينبغي أن يكون كذلك، لأن ما يجري سابقة في تاريخ الولايات المتحدة، ولا يعد لحظة سعيدة على الإطلاق، مطالبا بالانتظار وعدم استباق الأحداث، فلا أحد يعرف بعد حقيقة التهم بشكل دقيق.

ويرى عضو الكونغرس السابق أنه من الطبيعي أن يعتبر الجمهوريون القضية مسيسة، متوقعا أن يستمر أنصار ترامب في تكرار تلك الادعاءات وإن لم يكن لديهم دليل عليها، معتبرا ذلك من مميزات النظام الديمقراطي في الولايات المتحدة، حيث تسمع من الطرف الآخر اتهامات من هذه النوعية، فللجميع أن يقول ما يريد، سواء كان ذلك حقا أو باطلا، على حد تعبيره.

ويرى رحال أنه من الممكن أن يستفيد ترامب مع إظهار المظلومية على المدى القريب، وهو ما ظهر من خلال حملاته لجمع التبرعات، إلا أنه استبعد استمرار ذلك على المدى البعيد، فلا شيء يتغير مثلما تتغير الأمور في السياسة.

فيما يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية خليل العناني، أن الولايات المتحدة تشهد حالة من الاستقطاب الحاد على خلفية محاكمة ترامب، لتاريخ الرجل وسلوكه وتأثيره في المشهد السياسي، مؤكدا أن هذا الاستقطاب يتجاوز الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى جميع أفراد المجتمع الأميركي.

ومع إقراره بأن القضية لا يمكن فصلها عن السياسة رغم كونها جنائية، يستبعد العناني كذلك أن تفقد القضية البلاد ديمقراطيتها كما يرى فرانكو، بل ربما تجذر من حكم المؤسسات وترفع قدر القانون وقيمته، وأنه لا أحد فوقه، حتى وإن كان رئيسا سابقا للبلاد، وهو ما يزيد ثقة المواطن في استقلالية القضاء.

وأكد قدرة ترامب على استغلال ما يحدث لصالحه في هذه المرحلة، متوقعا أن يعقد مؤتمرا صحفيا في فلوريدا عقب خروجه المتوقع ويعلن فيه انطلاق حملته الانتخابية، مستثمرا الأمر في شحن القاعدة الجمهورية خلفه في الانتخابات المقبلة.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply