هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام قذائف اليورانيوم المنضب في أوكرانيا إذا تلقت كييف ذخائر مماثلة من الغرب، كما أعلن عن نية موسكو نشر أسلحة نووية “تكتيكية” على أراضي حليفتها بيلاروسيا.

وقال بوتين -خلال مقابلة تلفزيونية بثها التلفزيون الرسمي أمس السبت- إن “روسيا تملك بالطبع الرد. لدينا من دون مبالغة مئات آلاف القذائف من هذا النوع (اليورانيوم المنضب)، لا نستخدمها في الوقت الحاضر”.

وبرر بوتين هذا القرار بنية لندن إرسال ذخائر باليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا، وفق تصريحات صدرت مؤخرا عن مسؤولة بريطانية. وتوعد بوتين باستخدام هذا النوع من القذائف إذا تلقت كييف ذخائر مماثلة من الغربيين.

وقال الرئيس الروسي إن هذه الأسلحة “يمكن أن تصنف الأكثر ضررا وخطورة على الإنسان، وكذلك على البيئة”.

وتعتبر ذخائر اليورانيوم المنضب فعالة جدا في اختراق الصفائح المدرعة، لكن استخدامها مثير للجدل. فهذا المعدن سام للجنود الذين يستخدمون الأسلحة وللمدنيين في المناطق التي تطلق منها.

وكانت أنابيل غولدي نائبة وزير الدفاع البريطاني أشارت الأسبوع الماضي إلى أن المملكة المتحدة تعتزم تزويد أوكرانيا بقذائف “تحتوي على يورانيوم منضّب”.

وقالت إن “هذه الذخيرة فعالة للغاية في تدمير الدبابات والمركبات المدرعة الحديثة”، وهو ما أثار غضب موسكو التي توعدت بالرد على هذه الخطوة في حال حصولها.

أسلحة نووية تكتيكية

وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الروسي أن موسكو ستنشر أسلحة نووية “تكتيكية” على أراضي بيلاروسيا المجاورة، الدولة الحليفة الواقعة على أبواب الاتحاد الأوروبي.

وسبق أن أطلق بوتين تهديدات مبطنة مِرارا بأنه قد يستخدم أسلحة نووية في أوكرانيا، مما أثار مخاوف من عودة أجواء الحرب الباردة.

وقال بوتين “لا شيء غير اعتيادي هنا: الولايات المتحدة تفعل ذلك منذ عقود، هي تنشر منذ زمن طويل أسلحتها النووية التكتيكية على أراضي حلفائها”، وتابع “اتفقنا على القيام بالأمر نفسه”، مؤكدا الحصول على موافقة مينسك.

بوتين ومسؤولون روس لوّحوا عدة مرات بإمكانية استخدام السلاح النووي وفقا للعقيدة النووية لبلادهم (الأوروبية)

وقال “سبق أن ساعدنا زملاءنا البيلاروس وجهزنا طائراتهم… بدون انتهاك التزاماتنا الدولية على صعيد منع انتشار الأسلحة النووية. ثمة 10 طائرات جاهزة لاستخدام هذا النوع من السلاح”.

وأوضح “اعتبارا من 3 أبريل/نيسان، سنباشر تدريب الفرق. وفي الأول من يوليو/تموز، سننجز بناء مستودع خاص للأسلحة النووية التكتيكية على أراضي بيلاروسيا”.

وكان بوتين أعلن سابقا أن التوترات النووية “تتزايد” في العالم، لكنه أكد أن موسكو لن تبادر إلى استخدام هذه الأسلحة أولا.

محطة زاباروجيا

في سياق آخر، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي -أمس السبت- أنه سيزور محطة زاباروجيا الأوكرانية للطاقة النووية، الواقعة تحت السيطرة الروسية، هذا الأسبوع لتقييم الوضع الأمني الخطير هناك.

ويضغط غروسي من أجل إقامة منطقة أمنية حول أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، والتي يوجد فيها 6 مفاعلات، وقد تعرضت للقصف مرارا خلال الأشهر الماضية.

مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية عازم على القيام بزيارته الثانية إلى محطة زاباروجيا منذ بدء الحرب (الأوروبية)

وستكون تلك ثاني زيارة يقوم بها غروسي إلى المحطة، ففي سبتمبر/أيلول الماضي، ذهب غروسي إلى هناك حيث أسس حضورا دائما لخبراء وكالته.

وسيطرت القوات الروسية على هذه المحطة في بداية هجومها على أوكرانيا، وهي لا تزال بالقرب من خط المواجهة، ويتبادل الجانبان تحميل بعضهما مسؤولية قصفها.

وقال غروسي في بيان “لا يزال الوضع في محطة زاباروجيا للطاقة النووية محفوفا بالمخاطر”، مضيفا أنه يريد “إجراء تقييم مباشر لوضع السلامة والأمن النوويين الخطير في هذه المنشأة”.

وكان قد دعا هذا الشهر إلى إنشاء منطقة حماية حول المحطة، قائلا إنه “مندهش من التراخي” إزاء هذه القضية، وفق تعبيره.

ومحطة زاباروجيا الواقعة في جنوب أوكرانيا تعدّ أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وهي واحدة من أكبر 10 محطات للطاقة النووية في العالم.

جهود دبلوماسية

وبالتزامن مع الحديث عن النووي ومراوحة المعارك في أوكرانيا مكانها، تحاول عدة أطراف إحياء الجهود الدبلوماسية. فقد ذكرت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان أكّد لبوتين -في محادثة هاتفية- أنه يولي أهمية لإنهاء النزاعات بين روسيا وأوكرانيا، من خلال المفاوضات في أقرب وقت ممكن.

أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فقد قال إنه لم يتلق أي عرض من الصين للوساطة والحوار أو للقاء الزعيم الصيني.

واقترحت بكين في فبراير/شباط الماضي خطة سلام من 12 نقطة، لكن كييف تصرّ على الانسحاب الكامل للقوات الروسية، وقد روجت الصين لخطتها الخاصة في الأشهر الأخيرة.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply