انطلقت اليوم الاثنين جلسات مؤتمر الجزيرة الأول للذكاء الاصطناعي في الإعلام، والذي يعقده معهد الجزيرة للإعلام بمشاركة نخبة من المتخصصين في الذكاء الاصطناعي والعاملين في مجال الإعلام.

وقدمت مذيعة الجزيرة روعة أوجيه المؤتمر بمشاركة الروبوت “بيبر” (Pepper) ومذيعة الذكاء الاصطناعي “ابتكار”.

وشددت مديرة معهد الجزيرة للإعلام إيمان العامري خلال كلمتها الافتتاحية للمؤتمر على الدور الذي يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في الإعلام، وأهمية المبادرة في خلق الوعي بهذه التكنولوجيا والحرص على التزامها بأخلاقيات العمل الصحفي.

وكانت الكلمة الأولى في المؤتمر للدكتور ياسر بشر الحامل لشهادة الدكتوراه في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو الشريك المؤسس في صندوق “رايزنغ تايد” (Rising Tide) في الولايات المتحدة؛ حيث يشرف على استثمارات الصندوق في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وهو أيضا مستشار لسمو الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني في مجال التحول الرقمي، وسبق له أن شغل منصب المدير التنفيذي للقطاع الرقمي في شبكة الجزيرة الإعلامية.

وتحدث الدكتور بشر حول وضع المحتوى العربي في تعليم الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن تجنب التحيزات الإنسانية المختلفة في تعليم الآلة، كما أشار لخطورة اعتماد غرف الأخبار على الذكاء الاصطناعي في وضعه الحالي، لأنه لا يزال لدى هذه التقنية وقت للنمو والتعلم، وبما أن التقنية تعتمد على البيانات التي تغذيها، فيجب الحرص على بناء نماذج تعليم مناسبة لما يصل لهذه الآلة.

الدكتور بشر حول وضع المحتوى العربي في تعليم الذكاء الاصطناعي (الجزيرة)

فرص وتحديات الذكاء الاصطناعي

وكانت الجلسة الأولى تحت عنوان “تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإعلام: الفرص والتحديات”، وشارك فيها “لووه يان غن” من وكالة الأنباء الصينية، وتحدث فيها عن تجربة وكالة الأنباء الصينية حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في صناعة الأخبار.

وتحدث في هذه الجلسة الدكتور أحمد المقرمد من معهد قطر لبحوث الحوسبة عن نماذج معالجة اللغة الطبيعية على برنامج “شات جي بي تي” (ChatGPT)‏ وكيف تعمل هذه النماذج على تغذية تطبيقات الذكاء الاصطناعي بالبيانات التي يمكنه من خلالها استنباط المعلومات، بينما تحدث شادي حداد من شركة “مايكروسوفت” عن الذكاء الاصطناعي التوليدي وكيف تستثمر مايكروسوفت منذ عقد من الزمان في دمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها المخصصة للأعمال مثل النظم السحابية، أما الدكتور محمد نصار من جامعة “نيو هافن” الأميركية فتحدث عن موضوع “الأخبار الكاذبة والأمن المعرفي” وكيف يمكن للجهات غير المسؤولة قرصنة الذكاء الاصطناعي.

الجلسة الأولى تحت عنوان “تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإعلام: الفرص والتحديات”(الجزيرة)

أخلاقيات الذكاء الاصطناعي

وتحت عنوان “الذكاء الاصطناعي: اقتصاد المعرفة وأخلاقيات العمل الإعلامي”، تحدث في الجلسة الثانية للمؤتمر كل من الدكتور شوقي توبة من شركة “غوغل” عن مسؤولية غوغل كشركة تكنولوجيا كبيرة في تبني أفضل المعايير في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، ومدى التزام هذه التكنولوجيا بالأخلاقيات المتعارف عليها في المجالات المختلفة إذا تم تعليمها بشكل مسؤول ومنظم.

أما الدكتور جورج ميكروس من جامعة حمد بن خليفة بقطر فتحدث عن أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في المجال الأكاديمي، وكيف ستغير هذه التقنية شكل التعليم.

واهتم الدكتور ميلان ماريك من جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا بالاعتبارات الأخلاقية في الذكاء الاصطناعي ووسائل الإعلام، وعرض فيديو أنتجه كاملا بفضل الذكاء الاصطناعي تحدث فيه عن قطر وأفضل المناطق السياحية فيها، وقال إن وجود مثل هذه القدرة على خلق صور ومعلومات صحيحة من قبل الذكاء الاصطناعي يجب أن يصحبه حذر من قدرة هذه التقنية على خلق صور ومعلومات زائفة، وهو ما شددت عليه جيسي شاهين من المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في كلمتها خلال الجلسة، وقالت إن المنظمة تستفيد من الذكاء الاصطناعي في بعض الحالات والتطبيقات للتحقق من الأخبار الخاصة بحقوق الإنسان، ودعت لسن قوانين تحكم الذكاء الاصطناعي المستخدم في مجالات حقوق الإنسان.

الجلسة الثاني الذكاء الاصطناعي اقتصاد المعرفة وأخلاقيات العمل الإعلامي (الجزيرة)

فيلم وثائقي عن الذكاء الاصطناعي في الجزيرة

وبعد الجلسة الثانية، عرض أمام الحاضرين فيلم وثائقي للمخرجة جنى المسلماني بعنوان “إعادة التفكير في الصحافة في عصر الذكاء الاصطناعي” تناول عدة مواضيع تهم المختصين مثل “المعضلات الأخلاقية التي تنشأ من استخدام الذكاء الاصطناعي” و”مخاوف فقدان الصحفيين لوظائفهم” و”دقة وموثوقية الذكاء الاصطناعي في التقارير الإخبارية العربية” و”دور الخوارزميات في التحكم في المقالات التي تصل إلى الجمهور”.

واستضاف الفيلم عددا من المتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي من الجزيرة وشركة “أوبن إيه آي” (OpenAI) التي أنتجت روبوت المحادثة “شات جي بي تي”، وتحدث الدكتور ياسر بشر خلال الفيلم عن تجربة الجزيرة في مجال الذكاء الاصطناعي قبل ثورة “شات جي بي تي” عندما كان يشغل منصب مدير القطاع الرقمي حينها.

وتتواصل أعمال المؤتمر في جلسات تناقش عددا من القضايا من بينها “الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي” و”التهديدات الأمنية للذكاء الاصطناعي على وسائل الإعلام” و”مخاطر الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام”.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply